تحتِّم إنسانيَّة البشر على ذواتهم استعجال الخير وحُبَّ الدُّنيا والتعلُّقِ بشهواتها، وطبعُ الآدميِّ خطَّاءٌ يميلُ إلى الأمور الممنوعة، ومهما يكن من أمرهِ صِدقُ التزام الخير والترغُّبِ فيهِ فإنَّه لا ينفي عن ابن آدمَ استحبابُ المعاصي، حيث قال النبي محمد (ص):”كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطَّائينَ التَوَّابونَ” ومن رَحمةِ اللهِ بِعبادهِ أن تركَ لهم باباً للتّوبة مفتوحاً لا يُغلقُ حتَّى ترجعَ الرُّوح إلى خالِقها، وطريقاً للعودةِ إلى طريق الله مُمَهّداً مهما بلغَت النَّفسُ من الذُّنوب والآثام.
ماهي الآداب التي وضعها النبي محمد(ص) وآل البيت(ع)، والتي يجب علينا الإلتزام بها في شهر رمضان المبارك؟
هذا ما تطرقنا إليه، في برنامج”سبيل المهتدين” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية، مع فضيلة الشيخ عقيل.
حيث أشار الشيخ عقيل، أنه في هذا الشهر العظيم توجد كمالات عظيمة وكثير من القضايا، حيث يستطيع الإنسان أن يعيش فيها القرب من الله سبحانه وتعالى، لكن إذا التزم بجملة من آداب الضيافة الإلهية، إذاً فمن الآداب التي يذكرها العلماء، هو “التوبة إلى الله عز وجل” وهو من الآداب الأساسية المهمة أيّ الرجوع إالى الله تعالى خاضعاً مسكيناً، فقيراً متضرعاً ومنكسراً له جل جلاله، وشاعراً بنفسك لما لديك من الذنوب والمعاصي، وهذا ما عبر عنه الإمام زين العابدين(ع)بقوله:”هل يرجع العبد الآبق إّلا إلى مولاه، أم هل يجيره من سخطه أحدٌ سواه” فهنا يعبر الإمام بتعبير العبد الآبق، أيّ العاصي المتجرأ على الله عز زجل.
وأضاف الشيخ عقيل، أن باب التوبة لله سبحانه وتعالى في شهر رمضان المبارك مفتوح لعباده، لكن ينبغي على المؤمنين أن يدخلوه، حيث ذُكر في “دعاء مناجاة التائبين” للإمام زين العابدين(ع):”إِلَهِي أَنْتَ الَّذِي فَتَحْتَ لِعِبَادِكَ بَاباً إِلَى عَفْوِكَ سَمَّيْتَهُ التَّوْبَةَ، فَقُلْتَ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً، فَمَا عُذْرُ مَنْ أَغْفَلَ دُخُولَ الْبَابِ بَعْدَ فَتْحِهِ” فالإنسان عليه أن يبادر في هذه الأيام والليالي إلى التوبة، وهذا هو الآدب المهم والأساسي الذي يجعل الإنسان يستفيد من شهر رمضان الكريم.
لمتابعة الحلقة كاملة عبر اليوتيوب: