كيفية بدء البعثة
روي أن الإمام الحسن العسكري عليه السلام قال وهو يصف بعثة النبي محمد صلى الله عليه وأله : حتى استكمل سن الاربعين, ووجد اللّه قلبه الكريم افضل القلوب واجلها, واطوعها واخشعها, فاذن لأبواب السما ففتحت, واذن للملائكة فنزلوا ومحمد صلى الله عليه وأله ينظر الى ذلك, فنزلت عليه الرحمة من لدن ساق العرش, ونظر الى الروح الامين جبرئيل المطوق بالنور طاووس الملائكة, هبط اليه واخذ بضلعه وهزه وقال: يا محمد خلق الانسان من علق اقرا وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم إشارة لقوله تعالى:﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾1.
ثم أوحى اليه ما أوحى وصعد جبرئيل الى ربه.ونزل محمد من الجبل وقد غشيه من عظمة اللّه وجلال ابهته ما ركبه الحمى النافضة, وقد اشتد عليه ما كان يخافه من تكذيب قريش اياه ونسبته الى الجنون, وقد كان اعقل خلق اللّه واكرم بريته, وكان ابغض الاشيا اليه الشياطين وافعال المجانين, فاراد اللّه ان يشجع قلبه ويشرح صدره, فجعل كلما يمر بحجر وشجر ناداه: السلام عليك يا رسول اللّه .2
1- العلق:1-5
2-موسوعة التاريخ الإسلامي 16/ص 12.