الدعاء ليس مجرد كلمات نرددها وأمنيات نرغب بها، إنما هو إيمان عند انقطاع الرجاء بكل من هم حولك ليظل رجاؤك معلقاً بالله وحده، فهمنا العميق لمعنى الدعاء هو اختبار لنقاء الحب فينا وصدق الانتظار، ذلك أننا حين نحب شيئا ما ونرغب به ونسعى للحصول عليه، نحاول الإعتناء به ونُسخر كل الظروف لتحقيقه، ويصبح عطشنا له وترقبنا وحرماننا منه محبباً لنا، وما نريدهُ بشدة ننتظره بصبر.
لا بد أن نسأل أنفسنا ما حقيقة عدم الإجابة في الدعاء وهل يوفق الإنسان في الدعاء ؟
وكثيراً مايسأل المؤمن نفسه ما هذه العلاقة ولماذا هذا الفتور بهذه العلاقة هل سأل الإنسان نفسه لماذا لا يستجيب الله تعالى الدعاء؟
هذا ما تحدث عنه الشيخ محمد علي تقي في برنامج”معراج الروح” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية.
حيث عرف الشيخ تقي الدعاء لغةً: بأنه هو النداء ، ودعاء العبد لربه يقربه إليه وأن الله سبحانه جعل الباب مفتوحاً بينه وبين عبده لم يغلقه أبداً، لأنه يريد من عبده أن يتكامل في سلم كماله ليحصل على السعادة النهائية، و أي عبارة تصدر من العبد مثل: الحمدلله، سبحان الله، استغفرلله تدل على إنك عبد و محتاج،و هي مثل الإشارات بين القلب وبين المعبود تبارك وتعالى، ويشحن القلب بالطاقة، ويعطيه قوة، وصلابة،وتحمل و الذين لايمارسون هذه العبادة لايجدون اللذة في التكلم مع الله سبحانه وتعالى.
و أشار الشيخ تقي لقول الله تبارك وتعالى في كتابه: بسم الله الرحمن الرحيم”وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ” صدق الله العظيم، أي إنه يجيب دعوة الداعي، لكن هل هذا الدعاء ليس مشروطاً؟، لابد ان يلتفت العبد الى متطلبات الدعاء ولوازمه، وقال النبي (ص) : ” الدعاء سلاح المؤمن”، أي إن المؤمن يتزين بالدعاء، و قال أمير المؤمنين(ع):” الدعاء ترس المؤمن” أي إنه الترس الواقي الذي يتقي به من أهوال الزمان، فالأنبياء لا يملون من الدعاء على رغم من تكليفهم من قبل الله سبحانه وتعالى.
لمتابعة الحلقة كاملة عبر اليوتيوب: