ليس المشكلة أن الناس تخطئ معنا أم لا لأنها مسألة طبيعية بما أننا في الحياة الدنيا، ولكن المشكلة في ردة فعلنا على من يخطئ معنا، فالناس صنفان الأول يهَيمنٌ على حياتهم وقلبهم فيتحكمون بها كما يريدون ففي الشكر هم شاكرون وفي البلاء حامدون أي تصرف كما يريد الله عز وجل، والآخر حياته وظروفه هي التي تتحكم به فالقلب إذا نمت مشاعره تقوده حيث أراد وإذا كبتها تأخذه إلى الهواء، فهذا الإنسان مقوداً للقلب وليس القلب مقوداً له.
هذا ما تحدثنا عنه في برنامج “أفعال القلوب” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية حول موضوع “الهيمنة القلبية” مع سماحة السيد بهاء الموسوي.
حيث تحدث السيد بهاء أن من مراحل تكامل الإنسان المرحلة الملكية والتي يصل إليها الإنسان الذي يملك ذاته وتصرفاته وردات فعله اتجاه الآخرين، وهذا يتم بعد مراحل طويلة من أوجاع والخبرات والصدمات التي يتعرض لها من المقربين والمبعدين، مما يجعلك لا تسمح لهم بجرك والتحكم بك ولا تدخل بمناقشات فاشلة معهم، بل تصبح مملكتك خالية من الأحقاد والأضغان وتركز فقط على جهدك على ذاتك.
وأضاف السيد الموسوي أن هناك 3 نتائج أساسية في المرحلة الملكية هما:
النتيجة الأولى: أن الناس لا تشكرك مهما فعلت لهم ومهما قدمت، والشاكر الوحيد في الحياة هو الله غز وجل فقط.
النتيجة الثانية: إدراكك بأن النجاح وليدك والفشل بيدك، ولا يعطونك الآخرين نجاحك ولا يمنحونك فشلاً على نجاحك أي أنك وليد ذاتك فقط.
النتيجة الثالثة: أن تعمل على ذاتك بالطريقة التي تصنع بها انجازك وتطورك وفراغك وقراءاتك وتقديرك لذاتك التي هو مُلك لك، ولا تسمح للآخرين أن يملوا عليك ما تريدون.
وختم السيد بهاء الموسوي حديثه أن المرحلة الملكية يصل بها الإنسان إلى مرحلة جميلة جليلة رفيعة عميقة من بناء الذات بالذات، وهي الوجه الآخر للهيمنة القلبية لأن الله عز وجل يريد منا أن نملك قلوبنا لا هي التي تملكنا، وعن طريقها نصل إلى الحقيقة التربوية.
لمتابعة الحلقة كاملة على اليوتيوب: