فرض الله سبحانه وتعالى الصيام على المؤمنين، لأسرار وحكم لايدركها من كان أكبر همه أن يمتلئ بطنه بعد طول فراغ، ولكن صيام القلب هو أرقى أنواع الصيام لأن القلب هو محل السعادة والشقاء والإيمان واليقين والشك،حيث يفرغه من المواد الفاسدة سواء كانت اعتقادات باطلة أو نوايا خبيثة، فإذا صام القلب أصبح قلباً طاهراً عامراً يحب الله.
و في برنامج ”أفعال القلوب” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية تم تسليط الضوء على موضوع قلب الصوم مع سماحة السيد بهاء الموسوي.
حيث قال السيد بهاء الموسوي أن هناك مستويات لاتجاه الناس للذنوب :
المستوى الأول هم الذين يرغبون بالذنب ثم يقعون به: وهم أضعف الخلق.
المستوى الثاني هم الذين يرغبون بالذنب ثم لايقعون به:وهؤلاء أوسط الخلق.
المستوى الثالث هم الذين لايرغبون بالذنب وثم لايقعون به: وهو الأرقى.
وأضاف السيد بهاء أن الإنسان عندما لايرغب بالذنب ولايرتكبه فإنه حصل على نورين “نور على نور”:
النور الأول أنه لم يرتكب الذنب.
النور الثاني: أنه لم يرغب بالذنب.
كما عرف السيد بهاء “صيام” أنه الفعل الذي يرتبط بالطعام والشراب والمفطرات الفقهية، والجميل أن الله سبحانه وتعالى قال” كتب عليكم الصيام ” ولم يقل كتب عليكم الصوم، لأنه كتب عليكم المسائل الفقهية، أما القلبية أنت الذي تكتبها وتذهب إليها، أي يصل القلب إلى مرحلة لايلتفت فيها إلى الأشياء التي لاينظر فيها إلى الأشياء التي ليست له.
وأشار السيد بهاء أن صيام القلب يعطينا نتائج حقيقية:
النتيجة الأولى: يتحول القلب إلى قلب قوي ونقي وعزيز ليس ذليل.
النتيجة الثانية: جميع المشاكل التي نواجهنا هي في صيام القلب لأن عندما يقتنع القلب لايعود ينظر إلى أشياء التي ليست ملكه ولاتعنيه ولايجوز أن يطمع بها وعندها يبتعد عن المحرمات.
وختم السيد بهاء الموسوي حديثه قائلاً: الصوم طاقة قبل أن تكون طاعة، لأن الإنسان عندما يجد نفسه يستطيع الابتعاد عن الذموب والعيوب فإن مع مرور الوقت تصبح لديه قوة باطنية وداخلية من الابتعاد عنها مهما كان فيها جاذبية ولذة.
لمتابعة الحلقة كاملة على اليوتيوب: