هناك جملة من المحاور التي تتعلق بثقافة الناخب العراقي، ومعايير اختيار المرشح، وبعض الجزئيات الأخرى التي تخص ما قبل وبعد العملية الإنتخابية، وما يلائم توافق بناء الدولة، من خلال اختيار هذا المرشح أو ذاك، وجعله عضواً في البرلمان العراقي المقبل.
من خلال الدورات البرلمانية السابقة، الناخب اليوم يتسائل ويتحدث كثيراً على أنه يرى المرشح قبل الإنتخابات وبعدها، ومن ثم يختفي المرشح في حال فوزه، ثم يعود ويظهر قبل الإنتخابات في الدورة الأخرى ويدعو الناس لانتخابه، فبعض الناخبين يعتبرون هذا الشيء مخيبة للأمل ومدعاة لعدم تصديق الوعود التي أطلقها هذا المرشح.
إلى ماذا يشير شيوع ثقافة الإنتخابات في العام ألفين وثمانية عشر بين الناخبين؟
هذا ما سلطنا الضوء عليه، في”لقاء خاص” مع نائب رئيس غرفة العمليات الإنتخابية، لحزب الفضيلة الإسلامي، الأستاذ مهند العتابي، الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية.
وضح الأستاذ العتابي، هذا سبب من الأسباب التي أدت إلى خيبة أمل الناخب العراقي، وذلك لأنه يرى المرشح بكثرة في أيام الإنتخابات، وعندما يفوز المرشح يختفي، حيث إننا لانحمل هذا المرشح على محمل حسن، باعتبار أنه اختفى ليؤدي دوره التشريعي، حقيقةً لأنه غير منشغل، ولكن ليس جميعهم متصفين بهذه الصفات، ولا نستطيع أن نعمم هذا الموضوع، ولكن الحالة العامة تقول أن المرشح البرلماني يغيب بشكل طويل، حيث أننا لا نراه حتى في وسائل الإعلام كالتلفاز، وغيرها.
وأضاف العتابي، أن هذا الأمر الذي هو من أسباب خيبة الناخب العراقي هو بنفسه مدعاة، بأن يحفز الناخب العراقي ليجعل من هذا الموضوع سبباً لمحاسبة نفس المرشح، إن كان هذا المرشح الذي غاب وجاء بعد الإنتخابات، حيث يفترض أن يكون الناخب العراقي واعياً لهذا الموضوع، ويواجهه لذلك نحن نحتاج أن تكون هذه المفردة، من مفردات وعيه، وهو مدعو أن يقف عند هذه النقطة ويستوقف كل مرشح، بالتالي فهذه مدعاة في أن نعاقب بعض المرشحين، الذين أداروا بوجههم عن الناخبين، وسببوا لهم خيبة أمل.
وقال العتابي، أن المواطن العراقي اليوم هو شريك في العراق، فمن يبيع صوته يبيع جزء من العراق، فثقافة بيع الأصوات، موجودة اليوم في الشارع العراقي وأسبابها هي العوز والحرمان الموجود، باعتبار اليوم أن الشعب العراقي، لا يستطيع أن يحصّل المال بسهولة، وذلك نظراً لقلة فرص العمل، حيث أن المواطن يجد فرصة له في هذه الإنتخابات، لأن يعوض بعض الخدمات التي يحتاجها، فيضطر إلى بيع أصواته، فهل هذه القضية مبررة؟ ولكننا نتفهم الإحتياجات، حتى نكون منصفين، لكن هل هذا الإحتياج يبرر هذه الجريمة؟
وأشار العتابي، في أنه إذا الناخب العراقي قام ببيع صوته، فالبرلماني ليس له حق عليه، لذلك هنالك جملة يجب أن تطبق، وهي:”بدل أن تبيعوا أصواتكم اشتروا المرشح”، حيث أن المرشح إذا صعد ستأتيه صلاحيات واستحقاقات، وسيكون صوته صوت قرار، والمُنتخب يريد أن يشترك فيه بالصلاحيات والاستحقاقات والقرار، بالتالي إذا كنت شخص متدين فحرام بيع صوتك، وإذا كنت فقير فاصبر، لأن الله مع الصابرين، فلا تبيعوا أصواتكم لأن صوتكم ثمين، ونحن نقدر احتياج الشعب العراقي، والسياسة هي فن رعاية مصالح الناس، لكن هذه التجارة خاسرة، فالأفضل من ذلك أن أنتخب المرشح وأخسر عليه المال، بشرط أنه عندما يصل إلى البرلمان، يقوم بالمطالبة بحقوقه.
لمتابعة الحلقة كاملة عبر اليوتيوب: