15 شوال #يوم_الفتوة
كان علي (عليه السلام) يبكي إذا لم يأته ضيف أو سائل !!
استحق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أن ينادي المنادي من السماء (لا فتى إلا علي) ليس فقط لأنه ثبت في معركة أحد بعدما فشل البعض أمام امتحان مغريات الغنائم فتركوا الجبل وفشل آخرون وهربوا بعد أن رأوا تفوق مرحلي للمشركين في ساحة المعركة وإنما استحق هذا اللقب وأنه فتى الإسلام والإنسانية لأنه كان مجمعا لكل الصفات الحسنة فعلينا أن نستخرج هذه الدرر من حياته وسيرته (عليه السلام) ونتحلى بها لنكون بحق من فتيان الإسلام … وأحب اليوم أن أسلط الضوء على خصلة من الخصال التي تحلى بها أمير المؤمنين (عليه السلام) كشفتها لنا سيرته العطرة ونقلتها لنا المصادر
كان علي (عليه السلام) يبكي لأنه مر عليه وقت لم يرد عليه فيه ضيف ولا سائل !!
عن عاصم بن ضمرة أنه دخل علي علي (عليه السلام) فوجده يبكي، فقال: ما يبكيك يا أمير المؤمنين ؟ قال سبع أتت عليَّ ولم يرد عليَّ ضيف ولا سائل؛
فيتخلق عليّ في ذلك بصفات الحق:
الله يغضب إن تركت سؤاله *** وبني آدم حين يسأل يغضب
فالفتى من يفرح بالسؤال له، كما يفرح الآخذ منه بالعطاء.
بل الفتى من يرى للآخذ منه الفضل عليه
يا ذا الذي يهب الكثير عنده *** اني عليه بأخذه أتصدق[1]
وهذا ديدن الأئمة (عليهم السلام) وسيرتهم كان الإمام السجاد (عليه السلام) حينما يأتيه الفقير يقول أهلا بمن يحمل زادي ليوم معادي[2] … الإمام (عليه السلام) يشعر أنه ممتن للفقير وليس الفقير ممتن له.[3]
جاءت امرأة لسيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) وأكثرت السؤال ولما أشفقت عليها المرأة من كثرة الأسئلة طيّبت سيدتنا ومولاتنا الزهراء (عليها السلام) خاطرها وأشعرتها أن السائل هو المتفضل على المجيب لأنه وفر له فرصة عظيمة للطاعة ونيل الأجر والقرب من الله تعالى حيث ذكرت لها الثواب العظيم في الآخرة لمن أجاب عن مسألة دينية أو حل مشكلة أو أرشد أحداً وهداه بحيث لا يمكن المقايسة بين الجهد المبذول في هذا العمل وبين الأجر الذي يعطاه.[4]
فعلى الجميع #وخاصة_المتصدين أن يقتدوا بأمير المؤمنين (عليه السلام) وأن يحزنوا إذا لم يأتهم ضيف أو سائل ويفرحوا إذا جاءهم ضيف أو سائل وأن يسعوا بكل ما لديهم من جهد لقضاء حوائج السائلين ويشعروا أن السائل هو المتفضل عليهم وليس العكس …
اللهم ارزقنا توفيق الطاعة وبُعد المعصية
الهوامشـــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] أنظر: الفتوة، ابن معمار البغدادي ص157.
[2] أنظر: بحار الأنوار ج46 ص98.
[3] من كلمة لسماحة المرجع اليعقوبي ألقاها في وفد موكب زيد الشهيد الناصرية 30 ربيع الأول 1426هـ الموافق 9 آيار 2005.
[4] أنظر تفاصيل الرواية وتعليق المرجع اليعقوبي : خطاب المرحلة ج10 ص342.
#ملاحظة: تصميم الشعار : مقتدى كاظم