لاحظتُ في الأيام الأخيرة حملة مسعورة ممولة من جهة دينية نافذة في الحوزة العلمية، ومن خلال أدواتها المضللة في قنوات تلكرام يُنفق عليها من الأموال العامة للمسلمين، هدفها محاربة المرجعية الرسالية المصلحة ومحاولة إضعاف مقامها ومنزلتها التي نزّلها الله تعالى فيها .. وعنوان حملة بهتانهم هذه اتهام المرجعية الرسالية بأنها تدّعي مقام المرجعية !! فأقول رداً على هؤلاء المضللين:
1. إن دعواكم هذه تشابه كذبة فرعون التي أراد إلصاقها بنبي الله موسى (ع)، وفرعون هو أليق بتلك الدعوى إذ قال فرعون ((وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ) .. بينما واقع الحال يقول أن من بدّل دين الله ونشر الفساد هو فرعون وليس موسى (ع) الذي أراد إقامة دين الله الحق.
2. إن هذه الجهة التي تدعم جهود التضليل وأساليب الحرب القذرة ضد المرجعية الرسالية الحقّة، وقعت في تناقض قبيح .. خلاصته أنهم يمسكون بأزمة الحوزة منذ أكثر من ثلاثين سنة ويدّعون أن الحوزة لم تنجب مرجعاً منذ عام (١٩٨٠) أي قبل (٤٥) سنة … فإذا كانت الحوزة التي تقودونها لم تنجح في إنجاب مرجع بعدكم خلال هذه المدة الطويلة فهذا أوضح دليل على فشلكم في مهمة قيادة الحوزة وأداء أهم وظائفها وهو تخريج المجتهدين والمراجع .. وهو ما يدعونا لمطالبتكم بالتنحي عن إدارة شؤون الحوزة العلمية.
3.إن مدة (٤٥) سنة- التي يدّعون أن الحوزة لم تخرج فيها مرجعاً واحداً – كافية أن تخرج أشخاص حتى بمستوى ذكاء متوسط فضلاً عن النوابغ مراجعاً وبالعشرات .. وهذا دليل على أن ادعائهم هذا باطل، وإنما هدفهم من ترويج هذا الادعاء – وهو عدم وجود مراجع من غير جهتهم – دنيوي محض تحركه نوازع حب الجاه والسلطة التي هي آخر ما ينزع من قلوب الصديقين-
4. لو اتفق وإن فشلت جامعة أكاديمية خلال مدة (٤٥) سنة من تخريج شخص واحد بمرتبة الأستاذية أو الدكتوراه .. لكان تقييم جميع المختصين بالعلوم الأكاديمية ورصانتها، هو فشل الإدارة القائمة على تلك الجامعة ويسعى جميع المخلصين والمهتمين بمستقبل الأجيال، أن يسعوا بكل جد وإخلاص لتبديل الإدارة بأخرى ناجحة كفوءة مخلصة مهنية.
5. لو يوجد أدنى إنصاف وموضوعية، لأقرّ هؤلاء الخصوم بأن أقرب مرجعية قولاً وعملاً وإخلاصاً ورعاية لشؤون الأمة وتضحية في سبيل كرامتها وعزتها، هي تلك المرجعية الرسالية الحقّة التي تورطوا بمحاربتها فخسروا دنياهم وآخرتهم، إلاّ أن يرجعوا ويتوبوا عن إثمهم الأكبر هذا.
6. ومن الشواهد الواضحة التي تثبت أن حربهم هذه ليست لأجل دين الله وإنما لأجل الدنيا الفانية هو إغماضهم عن جهات فاقدة لشروط القيادة الدينية – بقرارة نفوس أولئك – وعدم نقدهم ولو بسطر واحد من الكلمات … وكما قال الشهيد الصدر الثاني (رضوان الله تعالى عليه) – الذي عانى منهم أشدّ الظلم وأقسى أساليب العدوان – (ولله في خلقه شؤون).
عبد الرسول الحميداوي