كان الرسول الأكرم محمد (ص) يتحلى بالتوازن النفسي وكان سوي مثالي في التصرفات يدرك أبعاد الموقف بحذافيره غير متهور هادىء في طبعه حتى عند الغضب ولم يكن يغضب إلا لله وللدين، وكان في حياته (ص ) عابد، زاهد ،مجاهد ، وكان لا يأمر بخير إلا يكون أول الفاعل به كان يهتم بشؤن الدولة الإسلامية، كان ونعم القائد ونعم الهادي كيف لا وهو هدى الأمة من الظلال إلى النور وأنقذها من الضياع في الدنيا والآخرة، أما عن شجاعته وجهاده فعرف بأنه أحسن المجاهدين أصدق الناس لقد كانت التهيئة للنبي (ص) قبل بعثته بزمان طويل من يوم أن شرح الله صدره وغُسِلَ قلبه ورفع الحقد والضغينة والمعاصي، فأصبح بالمعصوم فهو كان له تربية خاصة من رب العالمين سبحانه وتعالى، حتى يأتي بعد النبوة يدعو فيصدق لأن الناس لا تصدق رسول غير صادق، ولقد وصف منذ كان شاباً صغيراً بأنه الصادق الأمين، إنه سيد الخلق أجمعين.
فهل كان عدم استجابة الأمة للخليفة الذي أوصى به الرسول الأكرم (ص) قبل رحيله عن دراية أو كان هناك تشويش من قبل أناس آخرين للتمويه عنها؟
وهل كان يعلم الذين خالفوا الرسول الأكرم أنه لايجوز مخالفته إذا كانوا مؤمنين حقاً؟
هذا ما أجبنا عنه في حلقة خاصة عن رحيل الرسول (ص) التي تعرض على قناة النعيم الفضائية مع الشيخ الدكتور وفقان الكعبي والدكتور هشام السياب.
حيث قال الشيخ الكعبي: “يمكننا أن نجد في التارخ الإسلامي والبعثة النبوية الشريفة عدة أفكار أدت لإزاحة الحق عن أهله فما زال النبي (ص) يكرر بالوصايا من هو المستحق وأن الإمام علي (ع) هو الخليفة من بعده وحتى اللحظات الأخيرة من حياته الشريفة، فهناك عدة أسباب أدت إلى التفكيك الإلهي الذي أرادته السماء بتبليغ النبي (ص)، فالكيان الإسلامي يرتكز على ثلاثة أركان مهمة القرآن الكريم والرسول الأكرم بأخلاقه الفاضلة وسنته، وعترة آل محمد (ع).
وأضاف الدكتور السياب أن القرآن الكريم أهم مصدر نستشف منه السيرة النبوية الشريفة والخطوط والاتجاهات التي سارت عليها البشرية بعد شهادة النبي (ص)، لكننا نرى في يومنا هذا بعض الأصوات الشاذة والقراءات اليتمة للسيرة النبوية والاتهامات الغريبة للتشيع، كإنتظار الإمام المهدي هو اتهام للرسول الأكرم (ع) بأنه لم ينجز الرسالة الإسلامية، فهناك خطر يهدد الهوية العقائدية في المجتمع، فالنبي محمد (ص) عندما يتبع هواه وتأخذه قاعدة النصر الأرضي سوف تتشتت بيده الآليات الصحيحة وتتغير مما يجعلنا نبتعد عن السبب الأساسي وهو أن الأمة الإسلامية هيئها الرسول (ص).
لمتابعة الحلقة كاملة على اليوتيوب:
https://www.youtube.com/watch?v=NEZ83ucFnkg