روِّض الصيام نفسَ المسلم فيُزيّنها بجميل الخلق، ويعوِّد القلب على الطاعة فيغرس فيه بذور الرفق وجذور الإحسان، فتتحول النفس إلى مشاعر تفوح رحمة وانكسارا، ويستحيل القلب إلى أحاسيس تنطق تسامحا واعتذارا، ليترجِم المسلم ذلك خلال رمضان بزيارة أقاربه وصلة أرحامه والتودد إلى أصدقائه وأصهاره، وتبادل أطباق الطعام بين الأهل والجيران والتصدق بما يرضي الله للأيتام والفقراء والمساكين ففي ذلك توطيدٌ لأواصر القرابة بين الأهل، وتوثيق المحبة بين الأقارب، وتعزيز لعلاقات التواد والتراحم بين المسلمين جميعاً.
هذا ما تطرقنا له في برنامج “ربيع المغفرة” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية حول موضوع “الممارسات الإيجابية” مع فضيلة الشيخ جعفر الربيعي.
حيث تحدث الشيخ جعفر الربيعي أن الممارسات الإيجابية التي نراها في شهر رمضان المبارك نوه إليها الرسول الكريم (ص) في خطبته حول هذا الشهر الشريف ومنها:
1-التصدق للأيتام والمساكين: وهي نظام الكفالة الاجتماعية التي طرحها الإسلام لإغاثة الملهوفين والمكروبين وهي فرصة ليقدم المؤمن عطاءً بسيطاً لأيتام الناس، فالذي يزرع سوف يحصد نتاج عمله ولأن ما جزاء الإحسان إلا الإحسان.
2-تبادل الأطباق: أي أن العائلة الصائمة تحاول تبادل طعامها مع جيرانها لتوطيد جسور العطاء والنسيج الاجتماعي لأن الدولة الكريمة لا يمكن أن تبنى إلا من خلال الأُخوّة والمحافظة ورفع كل الموانع التي تمنع صنع هذا النسيج المبارك.
وختم الشيخ جعفر الربيعي مؤكداً على ضرورة الإصرار والالتزام على هذه الممارسات الإيجابية ولو كانت بسيطة وألا تستحقر طاعة الله عز وجل ولو كانت صغيرة لعل فيها رضى الله تبارك وتعالى.
لمتابعة الحلقة كاملة على اليوتيوب: