يكثر في كلام النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) تعبير (أمتي) إذ يبدو منه أنه كان حريصاً على هذا العنوان ويحتفظ به إلى يوم القيامة، وأن له خصوصية كبيرة، وهي وإن كانت ذات مواصفات خاصة إلا أنها بالتأكيد ليست أمة مغلقة، بل هو عنوان مفتوح يمكن لكل البشرية الدخول فيه.
فما هي مسؤوليتنا تجاه الأمة وتجاه هذا العنوان؟
هل يرضى (صلى الله عليه وآله وسلم) أن نذوّبه لنتقارب مع الآخرين ونتساوى معهم بحجة الإنسانية أو تلطيف سمعة الإسلام؟ فلأي شيء ندعوهم بعدها إذن؟ ولماذا لم يترك الله البشرية لتعيش كالأنعام يجمعها معلف واحد.
هل يرضى أن نشعر بالذلة تجاه بقية الأمم ونعترف بتفوقها على أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لمجرد التفوق التقني الذي حظيت به في الأحقاب الأخيرة من الزمان؟
هل يرضى منا أن نشتت هذا العنوان لصالح عناوين أخرى كالإنسانية والحب وغيرها..؟ مع أن عنوان أمة محمد بوابة لإنقاذ البشرية جميعاً.
هل يرضى منا أن ندعو إلى تقليل التناسل بحجة أن يلتفت الإنسان إلى رفاهيته بتقليل العيال، والتعب من تربيتهم؟
هل يرضى منّا أن نمكّن الكافرين بالتحكم بأعرافنا وقوانيننا وأنظمتنا؟
هل يرضى منا أن نتنكر لهويتنا ونستحي من إعلان أننا من أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بحجة مواكبة الآخرين والتمظهر بالحداثة، إلى درجة أن لا تجد في مؤسساتنا مسجداً للصلاة بينما تجده في بلدان غربية ليس المسلمون فيها إلا أقلية؟
هل يرضى منا أن نتعصب على بعضنا البعض ونتقاطع بسبب العناوين القومية التي ستتقطع يوم القيامة وتقطعنا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
عظم الله أجورنا وأجوركم ورزقنا وإياكم شفاعته صلى الله عليه وآله.
عماد علي الهلالي
يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية