دعا سماحة المرجع اليعقوبي إلى إقامة جيش رديف في 10 حزيران 2014، تابعاً إلى تشكيلات القوات الأمنية ويأتمر بأمرة القائد العام للقوات المسلحة، تجتمع في تشكيلاته كافة فئات المجتمع الدينينة والقومية لا يتصف بصفة أخرى غير الانتماء الوطني لمواجهة التنظيمات الإرهابية التي تنتشر في البلاد بعدة مسميات منها”داعش” أو سابقها “تنظيم القاعدة”.
حيث أكد المرجع الديني محمد اليعقوبي(دام ظله)، بأن الوضع الحالي يستدعي تشكيل جيش رديف للقوات المسلحة وساند لها في عملياتها يكون كبديل عن الانخراط في المليشيات، داعياً إلى اتخاذ موقف حازم وحكيم من خلال تكاتف الجميع من علماء الدين والقادة السياسين وزعماء العشائر وأبناء الشعب كافة لطرد “الهمج الرعاع”.
وإليكم نص البيان كامل:
رُب ضارة نافعة.. سقوط الموصل
لايزال الشعب العراقي المظلوم يعاني من الأزمة تلو الأزمة، ولاتعالج مشاكله بالحلول الناجعة وإنما بالترحيل والهروب إلى الأمام أي باستحداث مشاكل جديدة أفظع من سابقتها لتشغله عن المطالبة بها، فمن نقص الخدمات إلى تعطل مشاريع التنمية التي تستثمر موارده البشرية والاقتصادية إلى الصراعات السياسية والاستبداد والاستئثار وهدر المال العام إلى التدهور الأمني الذي يزازد سوءاً.
حتى تمكن نفر ضال همجي وحشي من بسط سيطرتهم على مدننا الحبيبة العزيزة على قلوبنا كالموصل وبعض نواحي كركوك وصلاح الدين وغيرها، فاحتلوا مؤسسات الدولة وأرعبوا أهلها وهجروهم بحيث لايعلمون إلى أين سيذهبون.
إن هذا الانهيار الذي حصل ليس وليد الساعة ولا هو بسبب قوة العدو أو تفوق إمكانياته فإن أفراد قواتنا المسلحة معروفون بالشجاعة والتضحية والتفاني من أجل الدين والوطن ولا يعرفون التحزب ولا الفئوية ولا الشخصنة، ومواقفهم في ذلك مشهودة وكثيرة.
أليسوا هم من يحتضن الانتحاريين العفنين ويتفجرون معهم وتتناثر أجسادهم ليحموا الأخرين من هذه الوحوش، فليس عند أبطالنا المقاتلين تقصير، وإنما حصل الذي حصل نتيجة لتلك الأخطاء المتراكمة وتخلي أغلب الكتل السياسية الحاكمة والغير حاكمة عن أخلاقيات المهنة والشعور بمسؤولية المواقع التي ائتمنهم الشعب عليها، وعدم إخلاص ومهنية الكثير من القادة العسكريين، ولا يمكن تحل المشاكل والعقد إلا بحلول جذرية استراتيجية يطمئن إليها الشعب بكل مكوناته ويشعر أنه بأيد أمينة رؤوفة كريمة شفيقة كفوءة قادرة على أداء المسؤوليات المكلفة بها.
إن هذه الحلول الاستراتيجية لايمكن الخوض فيها الآن، ونحن نعترض لهذه الهجمة الوحشية الشرسة، إذ أن الوضع الراهن يحتاج إلى موقف حازم وحكيم نت خلال تكاتف الجميع من علماء الدين والقادة السياسيين وزعماء العشائر وأبناء الشعب كافة، لطرد الهمج الرعاع واستئصال وجودهم الخبيث وحماية أهلنا ومدننا ومقدساتنا من غزو البرابرة، لتكون هذه الوحدة وهذا التكاتف حافزاً لبدء مرحلة جديدة تسودها الأخوة والمودة والشفافية والثقة المتبادلة لحل مشاكل البلاد وفك العقد المستصعية، وإننا نثق بقدرة قواتنا السلحة على فرض الأمن في ربوع الوطن ولكننا نرى إن التحديات الراهنة تستدعي تشكيل جيش رديف للقوات المسلحة وساند لها في عملياتها يكون له قادة مهنيون وأكفاء ويزود بتجهيزات متطورة، ويحظى بتدريب عالٍ ويستوعب الشباب العقائدين المتحمسين للدفاع عن أهلهم ووطنهم ومقدساتهم ويوفر لهم البديل عن الانخراط في الميلشيات والمجاميع المسلحة التي تريد الدفاع عن مقدساتها، ولكن وجودها خارج إطار الدولة ومجهولية وتنظيماتها يجعل احتمال الخطر كبيراً.
يكلف هذا الجيش بحماية المراكز الحيوية ويشارك مع القوات المسلحة في العمليات الساخنة وسيحظى هذا الجيش بتأييد كل فئات الشعب، وينحل حال تحقيق الاغراض المرجوة من تشكيله .
نرجو من المؤمنين والمؤمنات أن يدعوا الله تعالى لمقاتيلنا، المرابطين في ساحات المواجهة مع الأعداء بدعاء الإمام السجاد(ع)للمرابطين في ثغور المسلمين.
ونسأل الله تعالى الرحمة لشهدائنا الأبرار، والصحة للجرحى والمصابين والعودة الآمنة للمهاجرين، وزوال هذه البلاءات عن أهلنا وعراقنا الحبيب (ويومئذ يفرح المئومنون).
لمتابعته عبر اليوتيوب: