ورد في الحديث الشريف (أطلب العلم من المهد إلى اللحد) و(العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة) وهناك الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة تدل على فضل العلم ومكانته في المجتمع.
لأن العلم له مرتبة عظيمة بين الأمم وهو من يرتقي بها نحو الكمال الإنساني و للعلوم مراتب شرف لعل أفضلها علم الشريعة المقدسة الذي يقود الحياة في جميع جوانبها وكيفياتها.
وللعلم صفات في غاية الأهمية منها:
أن العلم له ميزة البقاء فهو لا يفنى
ولأهل العلم فضل وفضيلة في الحياة الدنيا والآخرة
وقد ورد في قوله تعالى. (وقل رب زدني علماً).
لقد افتتح النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) في رسالته مسيرة العلم والمعرفة في عصره الذي كان ملؤه الجهل والسخافات التي لا يعول عليها عاقل. فقد أشرقت الحضارة الاسلامية على يديه وانتشرت هذه الثقافة على مر العصور والتي امتدت جغرافياً من شرقي المتوسط إلى بلاد فارس. بل وتخطت أكثر بكثير شرقاً وأسبانيا غرباً. وقد سجلت الحضارة الإسلامية اكتشافات كبيرة جداً وكثيرة في الرياضيات والكيمياء والفيزياء وغيرها من العلوم.
حيث كان المسلمون العرب في هذه الفترة أساتذة لعلماء الغرب في أوربا وأسبانيا وبلاد فارس ومابعدها فساهموا بنهضة العلوم في هذه الدول التي تفتخر علينا الآن بتطورها.
أن هذا الواقع لا ينكره أحد أن الإسلام دين العلم والمعرفة وجاء النبي الخاتم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ليمحو الجهل وينشر فضيلة العلم والمعرفة.
أن من إبداعات المنهج النبوي في المعرفة إنه يحترم العقل والطلب من أتباعه التفكير والتدبر والبحث والاستفسار والدراسة والتنقيب والنظر قبل الإيمان. وهذا غير موجود في كل الديانات السابقة.
فالإسلام هو الحق وسلاحه العلم وعدوه اللدود الجهل وله القدرة على إحتواء جميع الثقافات العالمية، لأن العلم في الثقافة المحمدية الأصيلة يخدم الدين وله تعاليم تخاطب العقل والفطرة.
وهناك مقولة للعالم الفيلسوف روجيه جارودي في الإسلام حيث يقول إنما الإسلام هو تلك الرؤية لله وللعالم وللإنسان التي تنيط بالعلوم وبالفنون وبكل إنسان وبكل مجتمع. مشروع بناء عالم إلهي وإنساني لا انفصام فيه باقتضاء البعدين الأعظمين المفارقة والجماعة والتسامي والأمة.
وللمسلمين فترة ذهبية مقدارها خمسة قرون بلغ فيها المسلمون مبلغا عظيما في ميادين العلم والفلسفة وكان الطب والرياضيات من مفاخر العلوم العربية. وكل هذا بفضل المنظومة المعرفية العلمية التي وضعها الرسول الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأكمل المسيرة من بعده أوصياءه بالحق علي وآل علي (عليهم أفضل الصلواة والسلام).
ولولا تنحيتهم وأبعادهم عن مركز القرار لكان المسلمين الآن هم أسياد العالم.
السلام عليك ياحبيب الله
السلام عليك يارسول الله
يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً شفيعاً مشفعاً.
عماد نعيم الصرايفي
قسم الإعلام في مركز الإمام الصادق (ع) للدراسات والبحوث الإسلامية التخصصية
يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية