بيان المرجع اليعقوبي ( الحرمة الشديدة لسفك الدماء في الإسلام ) .. تبرئة الإسلام الأصيل – وكشف زيف المدعين – وتنبيه المغرر بهم – وتحذير للمؤمنين
أصدر المرجع اليعقوبي بيانه الذي حمل عنوان ( الحرمة الشديدة لسفك الدماء في الإسلام )[1] في هذا الوقت بالتحديد رغم وضوح حرمة الدم لدى المؤمنين.
أرجع البعض السبب لكثرة القتل والاغتيالات التي تحدث هذه الأيام وهذا صحيح ولكن البعض الآخر ربما يتساءل أن القتل والاغتيالات ليست جديدة وكذلك موقف المرجع اليعقوبي ليس جديدا فلديه مواقف سابقة مع ضرورة ملاحظة أن سماحته قد جمع أسباب هذا القتل والاغتيالات حيث قال:
في ضوء كل هذا فأن ما نشهده اليوم من استخفاف بالدماء ووقوع حوادث القتل والاغتيال المتكررة لمجرد اختلاف في المواقف أو وجهات النظر أو الخلاف على أمر معين أو لصراع سياسي أو عشائري أو طائفي أو قومي أو جغرافي وغير ذلك هو من أفظع الحرمات وأشدّها إغضاباً لله تعالى وأجلبها لسخطه سبحانه[2].
وهذه الحالات قد سبق وأن انتقدها سماحته واتخذ المواقف الصارمة ازائها في بيانات كثيرة ومتفرقة ومن هذه المواقف:
ما ذكره المرجع اليعقوبي في كلمات متعددة في سنة 2005 بأنه توجد مكاتب في الأردن ودول الجوار والدول الأوربية لتجنيد الارهابيين وارسالهم للعراق وكل دولة تفكر بحساباتها الخاصة … علما أن هشاشة الوضع الأمني في العراق يجعله كورق صائد الذباب مكان لجذب الإرهابيين وهذا يخدم ايضا مصالح هذه الدول للتخلص من الارهابيين والعراقيون يدفعون ثمن مواجهتهم وهذه الاستراتيجية استخدمتها ايضا الولايات المتحدة في العراق[3].
وفي 19 آذار 2006 قال سماحته لدى استقباله أشرف قاضي رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق:
إن الانسان خليفة الله في الأرض وخلق كل ما في الكون من اجله وهو أعلى قيمة في الوجود فلا بد أن يُسخّر كل شيء من أجل إسعاده لكن الثقافة السائدة اليوم مع الأسف هي استرخاص الانسان وجعله الضحية الأولى من اجل تحقيق مكاسب شخصية أو مصالح دنيا وهذه ثقافة خاطئة ومجرمة بحق الانسان.
لقد أكد النبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) على هذه الأهمية حينما سَأل المسلمين عن قدسية الكعبة وعلو منزلتها ثم قال إن حرمة المؤمن عند الله أشد من الكعبة فمن الغريب أن يهتز العالم إذا مس بيت المقدس أو سائر المقدسات بسوء ـ وهو موقف مشكورـ ولا يهتز أكثر من ذلك حينما يرى الدماء البريئة الزكية التي حرمها الله تعالى تراق على أرض العراق يومياً بل أن البعض يبارك هذه الأفعال المنكرة ويشيد بها[4].
وفي تموز 2006 أصدر سماحته بيان حمل عنوان (من يقف وراء مسلسل التفجيرات في كركوك) وذكر الجهات التي تقف وراء هذه الجرائم[5].
وفي 19 تشرين الأول 2006 أصدر المرجع اليعقوبي خطابا ومما جاء فيه:
إني أعلم وأنتم تعلمون أن العنف الذي يشهده العراق ليس طائفياً فقد عشنا في كل الازمنة السابقة وحتى الآن سنة وشيعة متآخين متحابين وإنما هو في الغالب سياسي ويتولى كِبَره سياسيون طامعون في السلطة والاثراء بغير حق (لا يرقبون فيكم إلاّ ولا ذمة) وإنما يلبسونه ثوب الطائفية ليعبئوا لمعركتهم هذه من يسير على غير هدى…[6]
وفي 18 تموز 2007 جاء في بيان كتبه سماحته:
إن كارثة واحدة من الكوارث الكبرى التي تحل بالشعب العراقي كافية لدى الشعوب المتحضرة لاستقالة الحكومة واعترافها بفشلها وإعطاء الفرصة للآخرين لينجزوا شيئاً ، لذا نحن نطالب البرلمان الذي انتخبناه متحدين الإرهاب وكل المصاعب أن يسحب الثقة من الحكومة الحالية ويشكل حكومة من أبناء الشعب الكفوئين النزيهين المخلصين لبلدهم وشعبهم من الكتل البرلمانية وخارجها.
حكومة تحل مشاكل البلد الكبرى التي جعلت العراق يتصدّر قوائم الدول في كل ما هو سيء كسرقة المال العام وعدد المهجّرين واغتيال الكفاءات وقتل الصحفيين والفوضى وفقدان سيطرة الدولة[7].
ومما جاء في كلمة لسماحته في شهر نيسان 2007 ألقاها في عدة وفود:
وهكذا تستمر الشواهد إلى أن نصل إلى عصرنا الحاضر وقد ذكرنا في حديث سابق ألم وأسف الشهيد الصدر الأول (قده) قبيل استشهاده والشهيد الصدر الثاني (قده) بعد الانتفاضة الشعبانية عام 1991 والذي يراقب عمل المتصدين اليوم في الدول التي ترفع لواء التشيع والولاء للإمام (عليه السلام) (فضلا عن غيرهم) يصل إلى نفس النتيجة فقد طغى حب الدنيا وقست القلوب (وأحضرت الأنفس الشحَّ) وشيئا فشيئا سقطوا في الفتنة وتخلّوا عّما تعلمّوه من أهل البيت (سلام الله عليهم) ولم يتورعوا عن ارتكاب المحرمات حتى ولغوا في الدماء التي شدّد الله تبارك وتعالى في حرمتها حتى جعلها اشد من حرمة الكعبة! ومن أجل ماذا؟ من أجل دنيا زائفة سمّوها مصالح عليا ولا زال دم العراقيين الأبرياء ينزف لأنه أريد له أن يكون كبش فداء لهذه المصالح العليا لمن يرفعون لافتات الإسلام في العراق ودول الجوار ولا اعلم شيئا عند الله أكرم من الإنسان الذي خلق كل ما في الدنيا من اجل كماله ورقيه وسعادته[8].
وبتاريخ 5 كانون الثاني 2011 ولدى استقباله وفدا من العلماء قال سماحته: