تُعد مرجعية سماحة آية الله الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) من النعم الإلهية التي وهبها الله تعالى للأمة الإسلامية، لما تمثله من عُمق علمي وروحي وفكري يُرشد الأمة نحو الصلاح والنهضة، فهي مرجعية تميزت بتكامل جوانبها العلمية والتربوية والاجتماعية، مما جعلها مصدراً للإلهام وموجهاً للقيم الإسلامية الصحيحة.
لقد عمل سماحته على نشر روح المسؤولية والوعي بين أبناء الأمة، مؤسساً لنهجٍ يجمع بين الأصالة الشرعية ومتطلبات الواقع الحديث.
ثقله الكبير والواضح في الساحة العراقية والأوساط المثقفة خاصة:
يُعد سماحة الشيخ اليعقوبي (دام ظله) من أبرز الشخصيات الدينية التي أصبح لها دوراً بارزاً في الساحة العراقية، ليس فقط على المستوى الديني، بل أيضاً على المستوى الثقافي والاجتماعي والسياسي.
إن حضوره الواضح بين المثقفين والعلماء، ودعمه المتواصل للقضايا الوطنية، جعله رمزاً للوسطية والاعتدال، كما استطاع توجيه الطاقات الحوزوية والأكاديمية نحو تحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع، من خلال مشاريع فكرية وإصلاحية مستدامة.
تنوع طرحه الفكري وإسهاماته الكبيرة في تعزيز الوعي والثقافة لدى الأمة:
تميزت مرجعية الشيخ اليعقوبي بطرح فكري متنوع وعميق، إذ تناولت كلماته ولقاءاته المستمرة، خصوصاً في درس التفسير الأسبوعي وفي برنامج “حديث الروح”، قضايا أساسية تمس جوهر الفرد والمجتمع.
وكذلك من خلال نشرة “الصادقين”، أطلق العديد من المبادرات الفكرية التي تهدف إلى تعزيز الوعي والثقافة الدينية والاجتماعية لدى أبناء الأمة.
لم تكن هذه الجهود مجرد نظريات بل أسهمت عملياً في توجيه الناس نحو فهم أعمق للدين، ودوره في بناء الإنسان والمجتمع.
قوة ورصانة بحثه العلمي في دروس البحث الخارج فقهاً وأصولاً:
تُعد دروس البحث الخارج التي يلقيها سماحة الشيخ اليعقوبي مثالاً يُحتذى به في العمق العلمي والمنهجية الدقيقة.
لقد أسهمت أبحاثه في تجديد الفقه والأصول وإثراء الحوزة العلمية بأطروحات مبتكرة تواكب تطورات العصر.
إن رصانة أبحاثه وشموليتها جعلت منه مرجعاً يُشار إليه بالبنان، حيث استطاع أن يقدم حلولاً عملية للكثير من المسائل المستجدة، مستنداً إلى قواعد علمية رصينة.
تربيته للشباب واهتمامه بهم ورعايته واحتضانه لهم:
من أبرز مميزات مرجعية الشيخ اليعقوبي (دام ظله) اهتمامه البالغ بالشباب، إدراكاً منه لدورهم المحوري في صناعة المستقبل.
لقد عمل على احتضانهم وتربيتهم روحياً وفكرياً وفق مؤسسات وبرامج، ومن خلال مشاريع ومبادرات تستهدف توجيههم نحو القيم الإسلامية والإنسانية العليا.
لقد أسهمت جهوده في تخريج أجيال واعية تحمل رسالة الإسلام وتنشر الخير في مجتمعاتها.
مشاركاته الفاعلة وتفاعله مع الأحداث وبيان التكليف الصحيح للمجتمع:
على مدى أكثر من ربع قرن، ومنذ غياب السيد الشهيد محمد الصدر الثاني (قدس سره)، كان سماحة الشيخ اليعقوبي (دام ظله) حاضراً في جميع الأحداث التي مرت بها الأمة، سواء على المستوى المحلي أو الدولي.
لم تكن مشاركاته مجرد بيانات بل كانت مواقف عملية تستند إلى رؤية شرعية واضحة.
لقد حرص سماحته على بيان التكليف الشرعي الصحيح للمجتمع في مواجهة التحديات السياسية والاجتماعية، مما أسهم في توجيه الأمة نحو المسار الصحيح، وترسيخ القيم الإسلامية في ظل المتغيرات المتسارعة.
إن مرجعية سماحة آية الله الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) تُعد نموذجاً فريداً من نوعه في العصر الحديث، حيث جمعت بين الأصالة والتجديد، وبين العلم والعمل، وبين الفكر والواقع.
إنها بحق هبة من الله تعالى للأمة الإسلامية، لما قدمته وتقدمه من جهود عظيمة في مختلف الميادين.
الشيخ حسن العلي