س1/ ما هو الدور والمسؤولية التي ترونها للعشائر العراقية ولرؤسائها، في التمهيد لظهور دولة صاحب العصر والزمان، الإمام المهدي المنتظر أرواحنا له الفداء؟
الشيخ محمد إسحاق الفياض: إن الولاء العشائري ينطوي على مرّ التاريخ على إيجابيات وسلبيات، لما لصلة الدم من رابطة تدفع إلى متابعة الآخرين المشتركين معها في التحرك والهدف، فإن وفّق المؤثرون من أبنائها في اختيار قضية عادلة يتحركون نحوها كانت حركة أبناء العشيرة ذات أثر جميل وفعل محمود يريده الله ويحبه رسوله، ولذلك أمثلة كما وقف الأوس والخزرج مع النبي (ص) في دعوته فكان ذلك سبباً لمجدهم على مر الزمان، وكما وقفت قبيلة همدان العربية مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في حربه ضد أهل البغي وصدقوا معه. كما نلاحظ أن بعض رؤوس الغي والضلال أثرت في عشائرها (واجترّتهم) إلى معاداة الحق والجري خلف الباطل.. عصبية وتلبية لنداء الدم.
وقد وضع الإسلام وعلى لسان نبيه (ص) نخوة الجاهلية ورفع قيم الإسلام والحق والعدل ودفع الناس جميعاً لتحصيل العلم حتى تكون مواقفهم وولاءاتهم كلها مبنية على أمر واضح وسنة بيّنة وطريقة عادلة ليكون الدين كله لله فيكون التناصر عندها وحمية الدم ذات أثر جميل محمود في الدين فالولاء للدين وكل رابط وصلة في خدمته.
وانطلاقاً من ذلك يتعين على العشائر أن تحيي القيم الأصيلة التي كانت عليها آباؤهم من الولاء للدين والسماع من العلماء ووضع طاقاتهم في خدمة الدين وأهله، وأن لا يحيوا سنة باطلة ولا تناصروا على باطل يزينه كبير فيهم أو يدعو إليه مؤثر في نفوسهم، ويميتوا الجاهلية وأنفاسها ولا يلتزمون بحكم على خلاف حكم الله، خصوصاً فيما يرجع إلى أحكام الديات، فإن الله لا ينصر من يخذل دينه ويميت سنته ويحيي البدعة، فإنه من عمل الشيطان وإتباع لخطوات الشيطان وقد أمروا أن يكفروا به، وأن الحكم حكمان: إما حكم الله أو حكم الطاغوت. فمن اخطأ حكم الله أصاب حكم الطاغوت.
فإذا عمرت النفوس بحب الله وإتباع الرسول وسنته وما جاء به وبلغ الأئمة المعصومون وبإرشاد العلماء وانتزعت منها العصبية وحب المال والجاه عندها لا يكون القول بانتظار فرجه والوعد بنصره قول بالألسن والقلوب ولا يكون، كما قال الله تعالى: (يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم). وليعلم أن الله عليم بعباده خبير بصير لا يخفى عليه شيء والعصمة بالله ومنه التسديد( ).
س2/ هل ينظر سماحة السيد الشيرازي للعشائر العراقية نظرة سلبية أم يرى أن لها دوراً إيجابياً يمكن أن تضطلع به؟
السيد صادق الشيرازي: العشائر العراقية الذراع الأيمن للمرجعية، ونتطلع إلى دورها الايجابي إن شاء الله( ).
س3/ ما هو دور العشائر العراقية ورؤسائها، في التمهيد لدولة العدل الإلهي؟
الشيخ محمد اليعقوبي: الجميع مطالبون بأن يكون لهم دور في التمهيد لظهور الإمام الموعود (أرواحنا له الفداء)، وتمكينه من إقامة دولة العدل الإلهي، والجميع مشتركون بدورهم كأفراد، وأعني به أن يكونوا صالحين يعملون ما يرضي الله تبارك وتعالى ويجتنبون ما يسخطه تعالى ويبعّدهم عنه.. وهو باب ينفتح منه ألف باب.. كما هو واضح.
ومضافاً إلى هذا الدور الفردي فان على كل فرد تكاليف اجتماعية أوسع من ذلك وهي متباينة ومتفاوتة من فرد لآخر، بحسب موقعه وعنوانه ومؤهلاته.. والأدوات المتاحة لديه ماديا ـ كالمال ـ ومعنويا ـ كالعلم أو الجاه أو النفوذ ـ ونحوها. وتدخل في هذا التكليف وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتشييد مشاريع الخير والجهاد لإقامة السنن الصالحة وإقامة الشعائر الدينية وغيرها كثير.
ورؤساء العشائر ممن لهم تكليف واسع على النحو الثاني، لامتلاكهم عناصر تأثير عديدة كالجاه والنفوذ والسطوة وكثرة الأتباع والقوة.. وربما المال والسلاح وغيرها، وهذا يعني أن مسؤوليتهم أوسع من غيرهم بكثير لأن هذه كلها نعم يُسأل الإنسان عن توظيفها في طاعة الله تعالى، قال عزّ من قائل: ( ولتُسألن يومئذ عن النعيم ). وقال تعالى: ( وقفوهم إنهم مسؤلون )، وهذه المساءلة شاملة لكل أنحاء المسؤولية وأشكالها.
واعتقد أن رؤساء العشائر وغيرهم من المسؤولين ـ كأعضاء الحكومة وأصحاب السلطان ـ لو كُشف لهم الغطاء وعرفوا خطورة موقعهم وطول وقوفهم للسؤال بين يدي الله تعالى لما تنافسوا على شيء من هذا.. ولنبذوه وراء ظهورهم وهربوا منه !!
روى الشيخ الطوسي في كتاب الأمالي عن الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (يا أبا ذر إني أحبّ لك ما أحبّ لنفسي، إني أراك ضعيفا، فلا تأمرنّ على اثنين، ولا تولّين مال يتيم) فإذا كان مثل أبي ذر الذي تشتاق له الجنة، والذي قال فيه رسول الله (ص): (ما أقلّت الغبراء ولا أظلّت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر) يشفق عليه رسول الله ويدعوه إلى عدم الإمرة ولو على اثنين، لأنه يعجز عن القيام بالأمر كما يجب، فكيف بغيره؟! خصوصا رؤساء العشائر الذين نعلم افتقاد أكثرهم لمؤهلات الإمرة وهي: العلم بأحكام الدين، والورع،والحلم، والحكمة، والشفقة على الناس.
س4/ هل تؤيدون الاهتمام بالنسيج العشائري ومحاولة تثقيفه ليمضي قدماً مع بقية شرائح المجتمع نحو تطبيق حكم الله تعالى ونيل رضوانه، أم الأفضل أن نتركه مهملا بحجة أنه نسيج مترهل لا ير ولا ينفع؟
الشيخ محمد آل شبير الخاقاني: نؤكد على القيام بالحركة التثقيفية في المجتمع العشائري على شتى أبعاد الثقافة الدينية والعلمية، بحيث يحاكي المجتمعات المتحضرة.
من كتاب السنينة الشرعية
حازم الحسيني
يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية