حيث وضح السيد بهاء أن من أهم الأسس التي ينبغي أن يتعامل بها الإنسان مع هذه الحياة الدنيا من بدايتها إلى نهايتها هي كيف ينظر إليها، كما أن الشريعة الإسلامية أكدت على هذه الحقيقة في كثير من الآيات والروايات أن الإنسان يصحح نظرته إلى الحياة الدنيا ولا يبالغ ولا يعطيها صورة وردية ولا يجعلها عبارة عن شيء لا قيمة له يتعامل معها بواقعية، مبيناً أن النظرة الواقعية تجعل الإنسان متهيأ نفسياً لكل تقلبٍ يمكن أن يمر به وهذا هو الذي يجعل بعض الصالحين يثبتون ويعضهم لا يثبتون.
وأشار السيد بهاء أن في كثير من الأحيان الثبات لا يرجع فقط إلى المسألة الدينية الروحية، أحياناً الثبات يرتبط بالجانب النفسي وكيف ننظر إلى الحياة الدنيا، مثلاً القرآن الكريم يقول “وتلك الأيام نداولها بين الناس” هذه قاعدة قد يتفاجأ الإنسان من خلالها، القرآن الكريم في هذه الآية يريد أن يثبت معلومة مركزية من خلالها تتفرع مجموعة من المعلومات أنك أنت لست القائد لحياتك، نعم أنت تملك زمام المبادرة بتخطيطك وتفكيرك وسيرك إلا أن هناك أحداثاً قد لا تستطيع إدارتها خارجة عن نطاقك باعتبارك عبداً ذاخراً لله، فإن هناك مجموعة من الأحداث ستكون خارج نطاق تغطيتك.
وذكر السيد بهاء أن مفهوم “تلك الأيام نداولها بين الناس” مفهوم عام ينطبق على الصالحين والطالحين، أما الفرق أن الصالحين ملتفتين إليه مسبقاً فلا ينكسروا أما غيرهم فهم غير ملتفتين فتراهم عندما تتقلب حياتهم ينكسرون.
وأضاف السيد بهاء أن مسلم بن عقيل (رض) عندما كلفه سيد الشهداء (ع) نحن نعتقد أن الإمام الحسين (ع) معصوم وهذا ثابتٌ وبالدليل واختيار المعصوم معصوم اذاً عندما يختار المعصوم سقيراً لمهمته لا بد أن يختاره وفق المواصفات التي تليق بهذه المهمة العظيمة، مشيراً أن يذهب شاب بمقتبل العمر إلى مدينة فيها من الصراعات مافيها هذه ليست مهمة عادية لا بد ان يمتلك هذا الشخص مجموعة من المواصفات لا أقل، أول صفة يحتاجها أنه يعرف اهل ذلك البلد، ثانياً يعرف الزمان الذي فيه.
ولفت السيد بهاء أن منذ شهادة أمير المؤمنين (ع) إلى حينما أرسل مسلم بن عقيل إمامنا الحسين (ع) مجموعة من التقلبات الدينية والعقائدية والاجتماعية حدثت سواء في العراق أو الشام أو المدينة، هذه التقلبات تجعل من الإنسان يتحرك بحركة دقيقة مرسومة، موضحاً أن مسلم بن عقيل خلال عدة أيام دخل إلى الكوفة رغم أنها عصيّةً على كل من جاءها، خلال عدة أيام 18 ألف شخصاً بايعوه ولا يمكن لأحد القول أن الذين بايعوه كلهم مزيفون كما ثبت أن كثير منهم صادقون وكثير منهم مؤمنون.
وختم السيد بهاء حديثه أن مسلم بن عقيل كان ملتفت إلى التقلبات فثَبُت، وغيره لم يكن ملتفت إلى ذلك، فانثنى ولم يثبت، اذاً النقطة الأساسية للجميع هي أن نركز النظرة الواقعية على الحياة حتى لا يتفاجأ الإنسان عندما تنقلب تلك الحياة.
لمتابعة الحلقة كاملة على اليوتيوب:
https://www.youtube.com/watch?v=RI1V6i1Ldqw