قبسات فيض فاطمة (ع ) واسرارها على لسان المرجعية الرسالية كثيرة نذكر منها قبسا بقدر ما نستحق من توفيقات فما لا يدرك كله لا يترك جله.. بعض هذه المضامين نقلية وبعضها اجرائية..
*تضمنت الخطبة جوابا عمليا وواضحا لمن يدعي ان المرجعية الشاهدة تدافع عن مظلومية حدثت قبل ١٤٠٠ سنة ويتغافل عن مظلومية الحاضر ولا يحرك ساكنا للدفاع عن المظلومين.. وهي استمرار لكل الخطب السابقة التي حرصت المرجعية فيهن على استحضار مظلومية الزهراء (ع ) لرفع المظلومية عن المستضعفين في العصر الحالي..
*تضمنت نصائح لإتباعه لتصحيح منهجهم بما يناسب ارتباطهم بالزهراء (ع) . جوابا لمن يحاول خلط الاوراق بقوله ان المرجعية لا تنصح اتباعها وتنتقد الآخرين فالمرجعية ليست بديلا عن الدولة لتحاسب المخالفين فالمرجعية تعالج الامراض السائدة سواء كان من يقترفها من مقلديه او غيرهم بل ان نصائحه حتى لغير الشيعة بل وحتى لغير المسلمين . . ونصائح للمقصرين من المؤسسة الدينية وخصوصا مبسوطي اليد على المقدرات ، وكذلك الاحزاب الإسلامية المهيمنة على مقدرات الدولة والاحزاب الاخرى بالتوبة وتلافي الغفلة وتجنب ما يغضب الله والمسارعة الى غلق منافذ الفساد واسبابه الاساسية. والمسارعة في الوقت المناسب فإذا جاءت الساعة لا ينفع بعدها الندم والحسرة..
*ان لغة الخطاب لغة وصايا تستشعر قرب انتهاء الأجل للموصي (أدام الله ظله وأطال الله في عمره ) يستلزم الكف عن معاداته وايقاف دوره الإيجابي للإسلام والإنسان قبل فوات الأوان وان لا يتكرر ما حصل مع الصدرين والسيد فظل الله (قدست اسرارهم) . . فبالأمس رحل السيد الشاهرودي (قدس سره) وسيرحل غيره . . وهي رسالة الى محبيه ان لا يتسببوا في خسران وجوده لا سامح الله نتيجة عدم اعانته بمشروعه او التقاعس عن نصرته او عدم تطبيق وصاياه..
وكذلك انتهاء الأجل للموصى اليه من مؤمنين ليضاعفوا العمل، وللمخالفين بالانابة والعودة والتصحيح .. وتفرد الخالق بالبقاء. فلا داعي لمعاداة المنافسين ولا داعي لتعنت المخالفين. اذا كان الجميع تحت طائلة الفناء.
*تحذير المعاندين والمستخفين والمستأثرين من التفريط بفرصة التوبة والعودة الى الحق واعمال الشريعة والرجوع الى القرآن…
* ترجيح الانتماء للمباديء الصالحة على الارتباط بالرموز والاقطاب والزعامات والاحزاب والقبائل والاعراف الباطلة. لأن هذه العناوين زائلة حتما، وليست معيارا للحق ولا مقياسا للصلاح…
*استشراف وفاة المؤثرين في الاعوام القريبة القادمة ممن تسبب بما نحن فيه، وامكانية عودة بعضهم الى جادة الصواب، ونزول العقوبة بالمعاندين عما قريب افرادا وجماعاتا …
#إن لب المشكلة العراقية تتلخص في تولي قيادة الأمة من لا يستحق.. ومن علامات تولي غير المستحقين لقيادة الأمة :
● لا يجتمع حب الزهراء مع الفساد الاداري والاخلاقي، والاعراض عن شريعة القرآن ودين ابيها وتطبيق القانون الجعفري ، وتفشي المفاسد برعاية البعض او من يدعم من يرعى الموبقات، ومن يسكت عمن تسبب بهذه الموبقات، او التقصير في الحد منها وايجاد العلاجات لها،
أو انها تنامت في ظل سعة نفوذه وبسط يده … الخ
#وما تفرع من هذه الكبرى من آثار ونتائج.. منها :
● الفساد أدى الى تخريب الخدمات والتعليم والقضاء وسط حكومات يتسيدها الإسلاميون
● الانحدار في المجتمع بمفاسد وانحراف في ظل وجود احزاب متنفذة وحكومات يتسيدها الإسلاميون وتدعي الالتزام بتوجيهات المرجعية الدينية
● انحدر المجتمع الى هذه المفاسد وما حصل من انحراف وانحلال بلغ مديات غير معقولة من فساد مالي تحول الى ثقافة عامة فأدى الى تخريب مؤسسات الدولة وشمل حتى الخدمات الحيوية كالصحة والتعليم والقضاء والأمن..
● انتشار وجود الملاهي ومحلات بيع الخمور بشكل غير مسبوق وأصبحت متاحة حتى للصبيان وتمارس عملها بشكل علني وبحماية السلطة وبعض الأحزاب المتنفذة او دعم من يتخذ هكذا منهج..
#التكاليف الرسالية للفاطميين في المرحلة القادمة :
إن من اصدق مصاديقه هي :
* مواجهة الانحرافات السياسية والاخلاقية والامنية وانتشار المفاسد والمخدرات وحانات الخمور والملاهي والمشاكل العشائرية والتهتك المجتمعي، *واستنقاذ المخدوعين والبسطاء بإحياء الغيرة الفاطمية والعزم والقوة للتحرك في جميع الساحات وبكل الوسائل الفاعلة البنّاءة والمؤثرة للعمل بما أمرت به هذه الآية الشريفة اداءً لرسالة الصلاح ولمكافحة الفساد والانحراف والضلال والظلم أسوة بالأنبياء والأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين)…
* إن الله تعالى يستنهض عباده المؤمنين خصوصاً النخبة العاملة الرسالية الواعية للدفاع عن المحرومين والمستضعفين الذين لا حول لهم ولا قوة الا بالله العلي العظيم ويدعوهم الى التحرك لإنقاذ إخوانهم من ضعاف الايمان والعقيدة والجاهلين بأحكام الشريعة فيرفعون عنهم الشبهات والشكوك ويعلمونهم الاحكام الدينية ويطلعونهم على سيرة المعصومين (عليهم السلام) وأخلاقهم وتعاليمهم وليغيّرون الظلم والفساد