اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها، عدد ما أحصاه كتابك وأحاط به علمك.
في كل يوم من أيام الدنيا يموت الآباء ويفجع الأولاد …ولكن ليس والد كمثل رسول الله {صلى الله عليه وآله الطاهرين}، وليست كل بنت كالزهراء {عليها السلام}، ولأنها تعرف عظم المصاب ومدى تأثير الواقعة على الموجودات، وبهذا الحزن الشديد والإفتجاع لفقد العزيز، ألا يحتاج الإنسان إلى المواساة …إلى مشاركته أحزانه؟؟؟.
تدبر مؤامرة في الخفاء وتحت جناح الليل كالخفافيش …نيتهم نهش الدين ولبس جلباب ليس لهم.
وسلب حق ليس من حقهم، بالسيف والترهيب والعنف ..أرجعوها جاهلية كم يحبون.
نبيهم مسجى وقبل أن يوارى الثرى …حاكوا الأباطيل والدسيسة، والزهراء {عليها السلام} تعرف ما سيجري عليها وعلى أهل بيتها ولكن العلم شيء وواقع الحال آخر لقد هجموا على دارها وجمعوا الحطب وأحرقوا الباب لكي يخرجوا الإمام علي {عليه السلام} للمبايعة.
ولاتزال كلمات النبي في الأفاق صداها ((من كنت مولاه فعلي مولاه)).
لقد نسوا وقوفهم في يوم الغدير بذلك الهجير ….لقد أعمت السلطة اسماعهم وأبصارهم.
هجموا على دارها كالوحوش الكاتسرة التي لاتعرف الرحمة ولا الشفقة …وعلى من ؟؟؟ على باب كان النبي {صلى الله عليه وآله }
يطرقها فيستأذن للدخول.
وقفت روحي فداها خلف الباب لآنها كانت من غير خمار تكلمهم علهم يرتدعون.
دفع الباب عليها فعصرها فنال صدرها مسمار الباب ووكزها بجنب سيفه (لعنه الله) فأسقطت جنينها.
ودفعها إلى عضادة الباب فكسر ضلعا {سلام الله عليها} ولم تزل عليلة طريحة الفراش،(( ومن يحب أن يعرف الخبر والمصدر فليراجع كتاب إرشاد القلوب)).
وهنا كان الشعراء يتألمون لهذه المأساة العظيمة ويتحدثون بها وقوافي أشعارهم تبكي دماً وحزناً على الزهراء{عليها السلام}
فقال أحدهم :
والداخلين على البتولة بيتها …..والمسقطين لها أعز جنين
وقال الآخر:
أو تدري ماصدرؤ فاطم ما المسمار ….رما حال ضلعها المكسور.
ماسقوط الجنين ؟؟ماحمرة …. العين وما بال قرطها المنثور.
ولم يتوقف حقدهم إلى حد معين.
فلقد كانوا عبارة عن بركان من الأحقاد تفجر ساعة وفاة رسول الله {صلى الله عليه وآله الطاهرين}.
لقد أطفئوا جذوة شبابها …شابة في الثامنة عشر من عمرها.
تنام في فراش العلة.
مريضة نحيلة لاتقوى على النهوض من مكانها.
فلقد ألقت فيهم خطابين فوالله لوكان لهم ذرة إيمان لرجعوا إلى رشدهم.
ولكن الجفاء والخشونة والتمرد على أمر الله ورسوله، أدى إلى شهادتها روحي فداها وقد أوصت أن يعف موضع قبرها لكي تبقى هذه الظلامة إلى الأجيال،
ولكي يتساءل المسلمون أين قبر ابنة النبي، ولكني أسأل يا أمير المؤمنين كيف حالك وأنت تدفن تلك الدرة النورانية …؟؟؟.
سلام الله على قلبك الصابر كيف أخفيت في بطن التراب تلك الحوراء الإنسية ؟؟؟؟.
فهي حوراء أجل من الحور العين وإنسية فاقتهم طهراً وجلالاً.
أي درة اختفت بين طيات التراب…؟؟؟.
متى ياسيدي ترانا ونراك وتكشف لنا تلك البقعة النورانية التي دفت فيها سيدة النساء، ونقيم لها صرحاً وقبة ويكتب ((هنا مرقد سيدة النساء)).
جامعة الزهراء (ع) النسوية ذي قار