1.كتاب المصنف لمؤلفه ابن ابي شيبة الكوفي الجزء الثامن الصفحة ( ٥٧٢) ..الرواية ( حدثنا محمد بن بشر نا عبيد الله بن عمر حدثنا زيد بن أسلم عن أبيه أسلم أنه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله (ص) كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله (ص) فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال: يا بنت رسول الله (ص)! والله ما من أحد أحب إلينا من أبيك، وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك، وأيم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك، إن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت، قال: فلما خرج عمر جاؤوها فقالت: تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت وأيم الله ليمضين لما حلف عليه، فانصرفوا راشدين، فروا رأيكم ولا ترجعوا إلي، فانصرفوا عنها فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا لأبي بكر.
2.في كتاب السقيفة وفدك لمؤلفه الجوهري صفحة (٣٩) …. عن مالك بن دينار، قال: كان النبي (ص)، قد بعث أبا سفيان ساعيا، فرجع من سعايته، وقد مات رسول الله (ص)، فلقيه قوم فسألهم، فقالوا: مات رسول الله (ص)، فقال: من ولي بعده؟ قيل: أبو بكر، قال: أبو فضيل؟ قالوا: نعم، قال: فما فعل المستضعفان: علي، والعباس، أما والذي نفسي بيده لأرفعن لهما من أعضادهما.
قال أبو بكر، وذكر الراوي وهو جعفر بن سليمان: أن أبا سفيان قال:شيئا آخر لم تحفظه الرواة، فلما قدم المدينة قال: إني لأي عجاجة لا يطفئها إلا الدم، فقال: فكلم عمر، أبا بكر فقال: إن أبا سفيان قد قدم وإنا لا نأمن شره، فدفع له ما في يده فتركته ورضى.
4. كتاب السقيفة وفدك للجوهري صفحة (٤٠). لما بويع لأبي بكر، كان الزبير، والمقداد، يختلفان في جماعة من الناس إلى علي، وهو في بيت فاطمة، فيتشاورون ويتراجعون أمورهم، فخرج عمر حتى دخل على فاطمة (عليها السلام)، وقال: يا بنت رسول الله تأمني أحد من الخلق أحب إلينا من أبيك، وما من أحد أحب إلينا منك بعد أبيك، وأيم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك أن آمر بتحريق البيت عليهم، فلما خرج عمر جاءوها فقالت: تعلمون أن عمر جاءني وحلف لي بالله إن عدتم ليحرقن عليكم البيت، وأيم الله ليمضين لما حلف له، فانصرفوا عنا راشدين، فلم يرجعوا إلى بيتها وذهبوا فبايعوا لأبي بكر.
5.نفس المصدر أعلاه للجوهري. ( * عن عبد الرحمن بن عوف، قال: دخلت على أبي بكر، أعوده في مرضه الذي مات فيه فسلمت عليه وسألته كيف به فاستوى جالسا،.وقلت له فوالله ما علمناك إلا صالحا مصلحا، فقال: أما إني لا آسي إلا على ثلاث فعلتهن، وددت أني لم أفعلهن، وثلاث لم أفعلهن وددت أني فعلتهم، وثلاث وددت أني سألت رسوله الله (صلى الله عليه وآله) عنهن.
فأما الثلاث التي فعلتهن، ووددت أني لم أكن فعلتها، فوددت أني لم أكن كشفت عن بيت فاطمة، وتركته ولو أغلق على حرب، ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين، عمر، أو أبو عبيدة، فكان أميرا، وكنت وزيرا، ووددت أني إذا أثبت بالفجاءة لم أكن أحرقته، وكنت قتلته بالحديد أو أطلقته.
وأما الثلاث التي تركتها، ووددت أني فعلتها، فوددت أني يوم أتيت بالأشعث، كنت ضربت عنقه، فإنه يخيل إلي أنه لا يرى شرا إلا أعان عليه، ووددت أني حيث وجهت خالدا إلى أهل الردة، أقمت بذي القصة، فإن ظفر المسلمون وإلا كتن ردءا لهم، ووددت حيث وجهت خالدا إلى الشام، كنت وجهت عمر إلى العراق، فأكون قد بسطت كلتا يدي، اليمين، والشمال، في سبيل الله.
وأما الثلاث اللواتي وددت أني كنت سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنهن، فوددت أني سألته هذا الأمر فكنا لا ننازعه أهله، وددت أني كنت سألته هل للأنصار في هذا الأمر نصيب، وددت أني سألته عن ميراث العمة، وابنة الأخت، فإن في نفسي منهما حاجة
6. نفس المصدر أعلاه للجوهري صفحة (٤٦،٤٧ ) غضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر بغير مشورة، وغضب علي، والزبير، فدخلا بيت فاطمة (عليها السلام) معهما السلاح، فجاء عمر في عصابة، منهم أسيد بن خصير، وسلمة بن سلامة بن وقش، وهما من بني عبد الأشهل، فصاحت فاطمة (عليها السلام) وناشدتهم الله، فأخذوا سيفي علي، والزبير، فضربوا بهما الجدار حتى كسروهما، ثم أخرجهما عمر يسوقهما حتى بايعا، ثم قام أبو بكر فخطب الناس واعتذر إليهم، وقال: إن بيعتي كانت فلتة وقى الله شرّها).
7.نفس الكتاب أعلاه للجوهري صفحة ( ٤٨). بإسناد رفعه إلى أبي سعيد الخدري، قال: سمعت البراء بن عازب، يقول: لم أزل لبني هاشم محباً، فلما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله)، خفت أن تتملأ قريش على إخراج هذا الأمر عنهم، فأخذني ما يأخذ الوالهة العجول، مع ما في نفسي من الحزن لوفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فكنت أتردد إلى بني هاشم وهم عند النبي (صلى الله عليه وآله) في الحجرة، وأتفقد وجوه قريش، فإني كذلك إذ فقدت أبا بكر، وعمر، وعثمان، وإذ قائل يقول: القوم في سقيفة بني ساعدة، وإذا قائل آخر يقول: قد بويع أبا بكر، فلم ألبث، وإذا أنا بأبي بكر قد أقبل ومعه عمر وأبو عبيدة وجماعة من أصحاب السقيفة، وهم محتجزون بالأزر الصنعانية لا يمرون بأحد إلا خبطوه، وقدموه فمدوا يده فمسحوها على يد أبي بكر يبايعه، شاء ذلك أو أبى، فأنكرت عقلي وخرجت اشتد حتى انتهيت إلى بني هاشم والباب مغلق، فضربت عليهم الباب ضربا عنيفا وقلت: قد بايع الناس لأبي بكر بن أبي قحافة،).
8. نفس المصدر أعلاه للجوهري صفحة ( ٥٢)عن مسلمة بن عبد الرحمن، قال: لما جلس أبو بكر على المنبر. كان علي، والزبير، وناس من بني هاشم في بيت فاطمة، فجاء عمر إليهم، فقال: والذي نفسي بيده لتخرجن إلى البيعة أو لأحرقن البيت عليكم. فخرج الزبير مصلتا سيفه، فاعتنقه رجل من الأنصار، وزياد بن لبيد، فدق به فبدر السيف، فصاح به أبو بكر وهو على المنبر، اضرب به الحجر، قال أبو عمرو بن حماس: فلقد رأيت الحجر فيه تلك الضربة، ويقال: هذه ضربة سيف الزبير.
9.نفس المصدر أعلاه للجوهري صفحة ( ٥٣) ……….. عن الشعبي قال: سأل أبو بكر فقال: أين الزبير؟ فقيل عند علي وقد تقلد سيفه، فقال: قم يا عمر، فقم يا خالد بن الوليد، انطلقا حتى تأتياني بهما، فانطلقا، فدخل عمر وقام خالد على باب البيت من خارج، فقال عمر للزبير: ما هذا السيف؟ فقال: نبايع عليا فاخترطه عمر فضرب به حجرا فكسره، ثم أخذ بيد الزبير فأقامه ثم دفعه، وقال: يا خالد دونكه فأمسكه ثم قال لعلي: قم فبايع لأبي بكر، فتلكأ واحتبس فأخذ بيده، وقال: قم فأبى أن يقوم، فحمله ودفعه كما دفع الزبير، فأخرجه، ورأت فاطمة ما صنع بهما، فقامت على باب الحجرة، وقالت: يا أبا بكر أسرع ما أغرتم على أهل البيت رسول الله، والله لا أكلم عمر حتى ألقى الله.
10.نفس المصدر أعلاه للجوهري صفحة (٦٢) …. ( وذهب عمر ومعه عصابة إلى بيت فاطمة، منهم أسيد بن حضير، وسلمة بن أسلم، فقال لهم: انطلقوا فبايعوا، فأبوا عليه، وخرج إليهم الزبير بسيفه، فقال عمر: عليكم الكلب، فوثب عليه سلمة بن أسلم. فأخذ السيف من يده فضرب به الجدار، ثم انطلقوا به وبعلي ومعها بنو هاشم، وعلي يقول: أنا عبد الله وأخو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، حتى انتهوا به إلى أبي بكر، فقيل له: بايع فقال: أنا أحق بهذا الأمر منكم، لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي، أخذتم هذا الأمر من الأنصار، واحتججتم عليهم بالقرابة من رسول الله، فأعطوكم المقادة، وسلموا إليكم الإمارة، وأنا أحتج عليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار، فانصفونا إن كنتم تخافون الله من أنفسكم، واعرفوا لنا من الأمر مثل ما عرفت الأنصار لكم، وإلا فبوؤا بالظلم وأنتم تعلمون.
فقال عمر: إنك لست متروكا حتى تبايع، فقال له علي: احلب يا عمر حلبا لك شطره، أشدد له اليوم أمره ليرد عليك غدا، ألا والله لا أقبل قولك ولا أبايعه، فقال له أبو بكر: فإن لم تبايعني لم أكرهك، فقال له عبيدة:
يا أبا الحسن، إنك حديث السن، وهؤلاء مشيخة قريش قومك، ليس لك مثل تجربتهم ومعرفتهم بالأمور، ولا أرى أبا بكر إلا أقوى على هذا الأمر منك، وأشد احتمالا له، واضطلاعا به، فسلم له الأمر وارض به، فإنك إن تعش ويطل عمرك فأنت لهذا الأمر خليق، وبه حقيق في فضلك وقرابتك وسابقتك وجهادك.
فقال علي: يا معشر المهاجرين، الله الله، لا تخرجوا سلطان محمد عن داره وبيته إلى بيوتكم ودوركم، ولا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقه، فوالله يا معشر المهاجرين لنحن – أهل البيت – أحق بهذا الأمر منكم، أما كان منا القارئ لكتاب الله، الفقيه في دين الله، العالم بالسنة، المضطلع بأمر الرعية، والله إنه لفينا، فلا تتبعوا الهوى، فتزدادوا من الحق بعدا.
فقال بشير بن سعد: لو كان هذا الكلام سمعته منك الأنصار يا علي قبل بيعتهم لأبي بكر، ما اختلف عليك اثنان، ولكنهم قد بايعوا. وانصرف علي إلى منزله، ولم يبايع، ولزم بيته حتى ماتت فاطمة فبايع.).
11.نفس المصدر أعلاه للجوهري صفحة (٦٣،٦٤) … ( حدثنا أحمد وقال: حدثنا ابن عفير، قال: حدثنا أبو عوف عبد الله بن عبد الرحمن، عن أبي جعفر محمد بن علي رضي الله عنهما، أن عليا حمل فاطمة على حمار، وسار بها ليلا إلى بيوت الأنصار، يسألهم النصرة، وتسألهم فاطمة الانتصار له فكانوا يقولون: يا بنت رسول الله، قد مضت بيعتنا لهذا الرجل، لو كان ابن عمك سبق إلينا أبا بكر ما عدلنا به، فقال علي: أكنت أترك رسول الله ميتا في بيته لا أجهزة، وأخرج إلى الناس أنازعهم في سلطانه.وقالت فاطمة: ما صنع أبو حسن إلا ما كان ينبغي له، وصنعوا هم ما الله حسبهم عليه.)
12. نفس المصدر المذكور أعلاه للجوهري صفحة ( ٧١) … ( وحدثنا علي بن حرب الطائي، قال: حدثنا ابن فضل، عن الأجلح، عن حبيب بن ثعلبة ابن زيد، قال: سمعت عليا يقول: أما ورب السماء والأرض، ثلاثا إنه لعهدي النبي الأمي إلي: لتغدرن بك الأمة من بعدي.
13.نفس المصدر اعلاه للجوهري صفحة (٧١)… ( وحدثنا علي بن حرب الطائي، قال: حدثنا ابن فضل، عن الأجلح، عن حبيب بن ثعلبة ابن زيد، قال: سمعت عليا يقول: أما ورب السماء والأرض، ثلاثا إنه لعهدي النبي الأمي إلي: لتغدرن بك الأمة من بعدي.).
14.نفس المصدر أعلاه للجوهري صفحة ( ٧٢) …. ( وحدثنا أبو زيد عمر بن شبة، بإسناد رفعه إلى ابن عباس قال: أني لأماشي عمر في سكة من سكك المدينة، يده في يدي، فقال: يا ابن عباس، ما أظن صاحبك إلا مظلوما، فقلت في نفسي: والله لا يسبقني بها، فقلت: يا أمير المؤمنين، فاردد عليه ظلامته، فانتزع يده من يدي، ثم مر يهمهم ساعة ثم وقف، فلحقته فقال لي: يا ابن عباس، ما أظن القوم منعهم من صاحبك إلا أنهم استصغروه، فقلت في نفسي: هذه شر من الأولى، فقلت: والله ما استصغره الله حين أمره أن يأخذ سورة براءة من أبي بكر.).
15.نفس المصدر أعلاه للجوهري صفحة (٧٣) … ( حدثني أبو زيد عمر بن شبة، عن رجاله قال: جاء عمر إلى بيت فاطمة في رجال من الأنصار، ونفر قليل من المهاجرين، فقال: والذي نفسي بيده لتخرجن إلى البيعة أو لأحرقن البيت عليكم، فخرج إليه الزبير مصلتا بالسيف، فاعتنقه زياد بن لبيد الأنصاري، ورجل آخر فندر السيف من يده فضرب به عمر الحجر فكسره، ثم أخرجهم بتلابيبهم يساقون سوقا عنيفا حتى بايعوا أبا بكر.).
16.نفس المصدر المذكور للجوهري صفحة (٧٣) … ( عيل بن مجالد، عن الشعبي، قال: قال أبو بكر: يا عمر، أين خالد بن الوليد؟ قال: هو هذا، فقال: انطلقا إليهما – يعني عليا – والزبير فأتياني بهما، فانطلقا فدخل عمر ووقف خالد على الباب من خارج، فقال عمر للزبير: ما هذا السيف؟ قال: أعددته لأبايع عليا، قال: وكان في البيت ناس كثير، منهم المقداد بن الأسود وجمهور الهاشميين، فاخترط عمر السيف فضرب به صخرة في البيت فكسره، ثم أخذ بيد الزبير فأقامه ثم دفعه فأخرجه، وقال: يا خالد، دونك هذا، فأمسكه خالد وكان خارج البيت مع خالد جمع كثير من الناس أرسلهم أبو بكر رداءا لهما، ثم دخل عمر فقال لعلي: قم فبايع فتلكأ واحتبس فأخذ بيده وقال: قم فأبى أن يقوم، فحمله ودفعه كما دفع الزبير ثم أمسكهما خالد، وساقهما عمر ومن معه سوقا عنيفا، واجتمع الناس ينظرون، وامتلأت شوارع المدينة بالرجال، ورأت فاطمة ما صنع عمر. فصرخت وولولت، واجتمع معها نساء كثير من الهاشميات وغيرهن، فخرجت إلى باب حجرتها، ونادت، يا أبا بكر، ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله، والله لا أكلم عمر حتى ألقى الله.).
17.نفس المصدر المذكور للجوهري صفحة (٧٤) … (حدثني المؤمل بن جعفر، قال: حدثني محمد بن ميمون، قال: حدثني داود بن المبارك، قال: أتينا عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن بن حسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ونحن راجعون من الحج في جماعة، فسألناه عن مسائل، وكنت أحد من سأله، فسألته عن أبي بكر، وعمر، فقال: أجيبك بما أجاب به جدي عبد الله بن الحسن، فإنه سئل عنهما، فقال: كانت أمنا صديقة ابنه نبي مرسل، وماتت وهي غضبى على قوم، فنحن غضاب لغضبها.).
18.نفس المصدر المذكور للجوهري صفحة (١٠٧)… ( * أخبرنا أبو زيد عر بن شبه، قال: حدثنا سويد بن سعيد، والحسن بن عثمان، قالا: حدثنا الوليد بن محمد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، أن فاطمة (عليها السلام)، أرسلت إلى أبي بكر تسأله عن ميراثها من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهي حينئذ تطلب ما كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله) بالمدينة، وفدك، وما بقي من خمس خيبر، فقال أبو بكر: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لا نورث ما تركناه صدقة، إنما يأكل آل محمد من هذا المال، وإني والله لا أغير شيئا من صدقات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولأعلمن فيها بما عمل فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا، فوجدت من ذلك على أبي بكر وهجرته فلم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد أبيها ستة أشهر، فلما توفيت دفنها علي (عليه السلام) ليلا ولم ويؤذن بها أبا بكر.)
19.في كتاب الإمامة والسياسة للمؤلف ابن قتيبة الدينوري الجزء الأول صفحة (١٨) .. ( إن عليا كرم الله وجهه أتى به إلى أبي بكر وهو يقول: أنا عبد الله وأخو رسوله، فقيل له بايع أبا بكر، فقال: أنا أحق بهذا الأمر منكم، لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي، أخذتم هذا الأمر من الأنصار، واحتججتم عليهم بالقرابة من النبي صلى الله عليه وسلم، وتأخذونه منا أهل البيت غصبا؟ ألستم زعمتم للأنصار أنكم أولى بهذا الأمر منهم لما كان محمد منكم، فأعطوكم المقادة، وسلموا إليكم الإمارة، وأنا احتج عليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار نحن أولى برسول الله حيا وميتا فأنصفونا إن كنتم تؤمنون وإلا فبوءوا بالظلم وأنتم تعلمون.
فقال له عمر: إنك لست متروكا حتى تبايع، فقال له علي: احلب حلبا لك شطره (٢)، واشدد له اليوم أمره يردده عليك غدا. ثم قال: والله يا عمر لا أقبل قولك ولا أبايعه. فقال له أبو بكر: فإن لم تبايع فلا أكرهك، فقال أبو عبيدة بن الجراح لعلي كرم الله وجهه: يا بن عم إنك حديث السن وهؤلاء مشيخة قومك، ليس لك مثل تجربتهم، ومعرفتهم بالأمور، ولا أرى أبا بكر إلا أقوى على هذا الأمر منك، وأشد احتمالا واضطلاعا به، فسلم لأبي بكر هذا الأمر، فإنك إن تعش ويطل بك بقاء، فأنت لهذا الأمر خليق وبه حقيق، في فضلك ودينك، وعلمك وفهمك، وسابقتك ونسبك وصهرك.
فقال علي كرم الله وجهه: الله الله يا معشر المهاجرين، لا تخرجوا سلطان محمد في العرب عن داره وقعر بيته، إلى دوركم وقعور بيوتكم، ولا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقه، فوالله يا معشر المهاجرين، لنحن أحق الناس به. لأنا أهل البيت، ونحن أحق بهذا الأمر منكم ما كان فينا القارئ لكتاب الله، الفقيه في دين الله، العالم بسنن رسول الله، المضطلع بأمر الرعية، المدافع عنهم الأمور السيئة، القاسم بينهم بالسوية، والله إنه لفينا، فلا تتبعوا الهوى فتضلوا عن سبيل الله، فتتزدادوا من الحق بعدا. فقال بشير بن سعد الأنصاري: لو كان هذا الكلام سمعته الأنصار منك يا علي قبل بيعتها لأبي بكر، ما اختلف عليك اثنان. قال: وخرج علي كرم الله وجهه يحمل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم على دابة ليلا في مجالس الأنصار تسألهم النصرة، فكانوا يقولون: يا بنت رسول الله، قد مضت بيعتنا لهذا الرجل ولو أن زوجك وابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا به، فيقول علي كرم الله وجهه أفكنت أدع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته لم أدفنه، وأخرج أنازع الناس سلطانه؟ فقالت فاطمة: ما صنع أبو الحسن إلا ما كان ينبغي له، ولقد صنعوا ما لله حسيبهم وطالبهم.
20.نفس المصدر اعلاه الامامة والسياسة الجزء الأول الصفحة (١٩) …. ( وإن أبا بكر رضي الله عنه تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه، فبعث إليهم عمر، فجاء فناداهم وهم في دار علي، فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده. لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها، فقيل له يا أبا حفص. إن فيها فاطمة فقال وإن، فخرجوا فبايعوا إلا عليا فإنه زعم أنه قال: حلفت أن لا أخرج ولا أضع ثوبي على عاتقي حتى أجمع القرآن، فوقفت فاطمة رضي الله عنها على بابها، فقالت: لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم، تركتم رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة بين أيدينا، وقطعتم أمركم بينكم، لم تستأمرونا، ولم تردوا لنا حقا. فأتى عمر أبا بكر، فقال له: ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة؟ فقال أبو بكر لقنفد وهو مولى له: اذهب فادع لي عليا، قال فذهب إلى علي فقال له: ما حاجتك؟ فقال يدعوك خليفة رسول الله، فقال علي: لسريع ما كذبتم على رسول الله. فرجع فأبلغ الرسالة، قال: فبكى أبو بكر طويلا. فقال عمر الثانية: لا تمهل هذا المتخلف عنك بالبيعة، فقال أبو بكر رضي الله عنه لقنفد: عد إليه، فقل له: خليفة رسول الله يدعوك لتبايع، فجاءه قنفد، فأدى ما أمر به، فرفع علي صوته فقال سبحان الله؟ لقد ادعى ما لبس له، فرجع قنفد، فأبلغ الرسالة، فبكى أبو بكر طويلا، ثم قام عمر، فمشى معه جماعة، حتى أتوا باب فاطمة، فدقوا الباب، فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبت يا رسول الله، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة، فلما سمع القوم صوتها وبكاءها، انصرفوا باكين، وكادت قلوبهم تنصدع، وأكبادهم تنفطر، وبقي عمر ومعه قوم، فأخرجوا عليا، فمضوا به إلى أبي بكر، فقالوا له: بايع، فقال: إن أنا لم أفعل فمه؟ قالوا: إذا والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك، فقال: إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله، قال عمر: أما عبد الله فنعم، وأما أخو رسوله فلا، وأبو بكر ساكت لا يتكلم، فقال له عمر: ألا تأمر فيه بأمرك؟ فقال: لا أكرهه على شئ ما كانت فاطمة إلى جنبه، فلحق علي بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يصيح ويبكي، وينادي: يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني. فقال عمر لأبي بكر، رضي الله عنهما، انطلق بنا إلى فاطمة، فإنا قد أغضبناها، فانطلقا جميعا، فاستأذنا على فاطمة، فلم تأذن لهما، فأتيا عليا فكلماه، فأدخلهما عليها، فلما قعدا عندها، حولت وجهها إلى الحائط، فسلما عليها، فلم ترد عليهما السلام، فتكلم أبو بكر فقال: يا حبيبة رسول الله والله إن قرابة رسول الله أحب إلى من قرابتي، وإنك لأحب إلي من عائشة ابنتي، ولوددت يوم مات أبوك أني مت، ولا أبقى بعده، أفتراني أعرفك وأعرف فضلك وشرفك وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله إلا أني سمعت أباك رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا نورث، ما تركنا فهو صدقة، فقالت: أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرفانه وتفعلان به؟ قالا: نعم.
فقالت: نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول: رضا فاطمة من رضاي، وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني؟ قالا نعم سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت:
فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه، فقال أبو بكر أنا عائذ بالله تعالى مني سخطه وسخطك يا فاطمة، ثم انتحب أبو بكر يبكي، حتى كادت نفسه أن تزهق، وهي تقول: والله لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها، ثم خرج باكيا فاجتمع إليه الناس، فقال لهم: يبيت كل رجل منكم معانقا حليلته، مسرورا بأهله، وتركتموني وما أنا فيه، لا حاجة لي في بيعتكم، أقيلوني بيعتي. قالوا: يا خليفة رسول الله، إن هذا الأمر لا يستقيم، وأنت أعلمنا بذلك، إنه إن كان هذا لم يقم لله دين، فقال: والله لولا ذلك وما أخافه من رخاوة هذه العروة ما بت ليلة ولي في عنق مسلم بيعة، بعدما سمعت ورأيت من فاطمة. قال: فلم يبايع علي كرم الله وجهه حتى ماتت فاطمة رضي الله عنهما، ولم تمكث بعد أبيها إلا خمسا وسبعين ليلة. قال: فلما توفيت أرسل علي إلى أبي بكر: أن أقبل إلينا، فأقبل
21.كتاب الإمامة والسياسة للمؤلف ابن قتيبة الدينوري الجزء الأول الصفحة (٢٤).. ( قال: أجل، والله ما آسى إلا على ثلاث فعلتهن، ليتني كنت تركتهن، وثلاث تركتهن ليتني فعلتهن، وثلاث ليتني سألت رسول الله عنهن، فأما اللاتي فعلتهن وليتني لم أفعلهن، فليتني تركت بيت علي وإن كان أعلن على الحرب، وليتني يوم سقيفة بني ساعدة كنت ضربت على يد أحد الرجلين أبي عبيدة أو عمر فكان هو الأمير وكنت أنا الوزير، وليتني حين أتيت بذي الفجاءة السلمي أسيرا أني قتلته ذبيحا أو أطلقته نجيحا، ولم أكن أحرقته بالنار. وأما اللاتي تركتهن وليتني كنت فعلتهن، ليتني حين أتيت بالأشعث بن قيس أسيرا أني قتلته ولم أستحيه، فإني سمعت منه، وأراه لا يرى غيا ولا شرا إلا أعان عليه، وليتني حين بعثت خالد بن الوليد إلى الشام، أني كنت بعثت عمر بن الخطاب إلى العراق، فأكون قد بسطت يدي جميعا في سبيل الله: وأما اللاتي كنت أود أني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهن، فليتني سألته لمن هذا الأمر من بعده؟
فلا ينازعه فيه أحد، وليتني كنت سألته: هل للأنصار فيها من حق؟ وليتني سألته عن ميراث بنت الأخ والعمة، فإن في نفسي من ذلك شيئا.
ثم دخل عليه أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا خليفة رسول الله، ألا ندعو لك طبيبا ينظر إليك؟ فقال: قد نظر إلي .
22. كتاب كشف الغمة الأربلي الجزء الثاني الصفحة ( ١١٦) .. (وروى أنه لما حضرت فاطمة صلى الله عليه وآله وسلم الوفاة دعت عليا عليه السلام فقالت أمنفذ أنت وصيتي وعهدي أو والله لأعهدن إلى غيرك فقال عليه السلام بلى أنفذها فقالت عليها السلام إذا أنا مت فادفني ليلا ولا تؤذنن بي أبا بكر وعمر قال فلما اشتدت عليها اجتمع إليها نساء من المهاجرين والأنصار فقلن كيف أصبحت يا أبنة رسول الله فقالت أصبحت والله عائفة لدنياكم وذكر الحديث نحوه…)
23.كتاب كشف الغمة لمؤلفه الأربلي الجزء الثاني الصفحة (١١٧) … ( وروى مرفوعا ان عمر بن عبد العزيز لما استخلف قال يا أيها الناس إني قد رددت عليكم مظالمكم وأول ما أرد منها ما كان في يدي قدر رددت فدك على ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وولد علي بن أبي طالب فكان أول من ردها ،وروى أنه ردها بغلاتها منذ ولى فقيل له نقمت على أبي بكر وعمر فعلهما فطعنت عليهما ونسبتهما إلى الظلم والغصب وقد اجتمع عنده في ذلك قريش ومشايخ أهل الشام من علماء السوء فقال عمر بن عبد العزيز قد صح عندي وعندكم أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ادعت فدك وكانت في يدها وما كانت لتكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع شهادة على وأم أيمن وأم سلمة وفاطمة عندي صادقة فيما تدعى وان لم تقم البينة وهي سيدة نساء أهل الجنة فانا اليوم أردها على ورثتها أتقرب بذلك إلى رسول الله وأرجو ان تكون فاطمة والحسن والحسين يشفعون لي في يوم القيامة ولو كنت بدل أبي بكر وادعت فاطمة كنت أصدقها على دعواتها .).
24.كتاب كشف الغمة لمؤلفه الأربلي الصفحة ( ١٢٨).. ( في رواية قول علي عليه السلام عند موتها مخاطبا رسول الله صلى الله عليه وآله : أما حزني فسرمد واما ليلى فمسهد ولا نبرح أو يختار الله تعالى لي دارك التي أنت فيها مقيم سرعان ما فرق بيننا وإلى الله أشكو وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها حقها فاحفها السؤال واستخبرها الحال فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلا فستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين والسلام عليكما سلام مودع لا قال ولا سئم فان أنصرف فلا عن ملالة وان أقم فلا عن سوء ظن بما وعده الله الصابرين فالصبر أيمن وأجمل فبعين الله تدفن ابنتك سرا وتهتضم حقها وتمنع إرثها ولم يبعد العهد فإلى الله يا رسول الله المشتكى وفيك يا رسول الله أحسن العزاء صلوات الله عليك وعليها معك.
25.في كتاب ” الاحتجاج ” عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله ” ع ” قال: لما بويع أبو بكر واستقام له الامر على المهاجرين والأنصار بعث إلى فدك من اخرج وكيل فاطمة بنت رسول الله ” ص ” فجاءت فاطمة ” ع ” إلى أبي بكر فقالت له: يا أبا بكر لم تمنعني ميراثي من أبي رسول الله ” ص ” وأخرجت وكيلي من فدك، وقد جعلها لي رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال آتي على ذلك بشهود؟ فجائت أم أيمن فقالت لا أشهد يا أبا بكر حتى احتج عليك بما قال رسول الله ” ص ” أنشدك بالله ألست تشهد ان رسول الله ” ص ” قال: أم أيمن امرأة من أهل الجنة؟ فقال بلى، فقالت فأشهد بالله ان الله عز وجل أوحى لرسول الله (ص): ” فأت ذي القربى حقه ” فجعل فدكا لفاطمة بأمر الله فجاء علي وشهد مثل ذلك، فكتب لها كتابا ودفعه إليها.
فدخل عمر فقال ما هذا الكتاب؟ فقال إن فاطمة ادعت في فدك وشهدت لها أم أيمن وعلي، فكتبته لها، فأخذ عمر الكتاب من يد فاطمة فمزقه! فخرجت فاطمة تبكي.
٢٦. وفي رواية: ان أبا بكر كتب لها كتابا، فرآها عمر في الطريق وبصق في كتابها ومزقه، فقالت عليها السلام بقر الله بطنك كما بقرت كتابي.
قال: فلما كان بعد ذلك جاء علي (ع) إلى أبي بكر وهو في المسجد وحوله المهاجرين والأنصار فقال: يا أبا بكر لم منعت فاطمة من ميراثها من رسول الله (ص) وقد ملكته في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ فقال أبو بكر ان هذا فئ للمسلمين فان أقامت شهودا ان رسول الله (ص) جعله لها وإلا فلا حق لها فيه فقال أمير المؤمنين (ع) يا أبا بكر أتحكم فينا بخلاف حكم الله في المسلمين؟ قال لا، فقال (ع) فان كان في يد المسلمين شئ يملكونه وادعيت أنا فيه من تسأل البينة؟ قال إياك كنت اسأل البينة، فقال (ع) فما بال فاطمة سألتها البينة على ما في يدها وقد ملكته في حياة رسول الله (ص) وبعده ولم تسأل المسلمين البينة على ما ادعوه شهودا كما تسألني على ما ادعيت عليهم؟ فسكت أبو بكر، فقال عمر يا علي دعنا من كلامك، فإنا لا نقوى على حجتك، فان أتيت بشهود عدول وإلا فهو فئ للمسلمين لا حق لك ولا لفاطمة فيه! فقال (ع) يا أبا بكر أتقرأ كتاب الله تعالى؟ قال نعم قال: أخبرني عن قول الله تعالى ” إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ” فيمن نزلت فينا أم في غيرنا؟ قال فيكم قال:
فلو ان شهودا شهدوا على فاطمة بنت رسول الله (ص) بفاحشة، ما كنت صانعا بها؟
قال كنت أقيم عليها الحد كما أقيم الحد على نساء العالمين! قال علي ” ع “: كنت إذن عند الله من الكافرين، قال ولم؟ قال: لأنك رددت شهادة الله لها بالطهارة وقبلت شهادة اعرابي بائل على عقبيه عليها واخذت منها فدكا وزعمت أنه فئ للمسلمين، وقد قال رسول الله (ص) البينة على المدعي واليمين على المنكر، فرددت قول رسول الله (ص) قال: فدمدم الناس وأنكر بعضهم بعضا وقالوا: صدق والله علي، ورجع علي (ع) إلى منزله.
27.وفي رواية سليم بن قيس الهلالي: ان فاطمة عليها السلام بلغها ان أبا بكر قبض فدكا فخرجت في نساء بني هاشم ودخلت على أبي بكر فقالت يا أبا بكر تريد ان تأخذ مني أرضا جعلها لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتصدق بها علي من الوجيف الذي لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب، أما كان قال: المرء يحفظ في ولده؟ وقد علمت أنه لم يترك لولده شيئا غيرها.
فلما سمع أبو بكر مقالتها والنسوة معها دعى بدواة ليكتب به لها صكا، فدخل عمر فقال يا خليفة رسول الله لا تكتب لها حتى تقيم البينة مما تدعي!.
فقالت فاطمة (ع): نعم أقيم البينة، قال من؟ قالت: علي وأم أيمن، فقال عمر لا تقبل شهادة امرأة عجمية لا تفصح وأما علي فيجر النار إلى فرسه! فرجعت فاطمة وقد دخلها من الغيظ ما لا يوصف فمرضت.
وكان علي (عليه السلام) يصلي في المسجد الصلوات الخمس، فلما صلى قال له أبو بكر وعمر كيف بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أن ثقلت، فسألا عنها وقالا قد كان بيننا وبينها ما قد علمت فان رأيت أن تأذن لنا لنعتذر إليها من ذنبنا؟ قال: ذلك اليكما، فقاما فجلسا في الباب ودخل علي (ع) على فاطمة (ع) فقال لها: أيتها الحرة فلان وفلان بالباب يريدان ان يسلما عليك فما ترين؟ قالت: البيت بيتك والحرة زوجتك، وافعل ما تشاء، فقال: سدي قناعك؟ فسدت قناعها وحولت وجهها إلى الحائط، فدخلا وسلما عليها وقالا إرضي عنا رضى الله عنك؟! فقالت: ما دعاكما إلى هذا؟ فقالا اعترفتنا بالإسائة ورجونا ان تعفي؟ فقالت: فان كنتما صادقين فأخبراني عما أسألكما عنه فاني لا أسألكما عن أمر إلا وأنا عارفة بأنكما تعلمانه، فان صدقتما علمت انكما صادقان في مجيئكما؟ قالا سلي عما بدا لك، قالت نشدتكما بالله هل سمعتما رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني؟ قالا نعم فرفعت يدها إلى السماء فقالت: اللهم اعلم أنهما قد آذياني فأنا أشكوهما إليك والى رسولك، لا والله لا أرضى عنكم ابدا حتى ألقى أبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخبره بما صنعتما فيكون هو الحاكم فيكما.
قال: فعند ذلك دعا أبو بكر بالويل والثبور وجزع جزعا شديدا، فقال عمر تجزع يا خليفة رسول الله من قول امرأة!.
28.رواه سليم بن قيس الهلالي العامري المتوفى ٧٦ هجرية، في كتابه المعروف ب (كتاب سليم) قال ص ١٤٧: (وقال عمر لأبي بكر: أرسل إلى علي فليبايع، فإنا لسنا في شئ حتى يبايع ولو قد بايع أمناه. فأرسل إليه أبو بكر: أجب خليفة رسول الله، فأتاه الرسول فقال له ذلك. فقال له علي: سبحان الله ما أسرع ما كذبتم على رسول الله، إنه ليعلم ويعلم الذين حوله أن الله ورسوله لم يستخلفا غيري! وذهب الرسول فأخبره بما قال له. قال: إذهب فقل له: أجب أمير المؤمنين أبا بكر، فأتاه فأخبره بما قال. فقال له علي: سبحان الله ما والله طال العهد فينسى! فوالله إنه ليعلم أن هذا الاسم لا يصلح إلا لي، ولقد أمره رسول الله وهو سابع سبعة فسلموا علي بإمرة المؤمنين! فاستفهم هو وصاحبه عمر من بين السبعة فقالا: أحق من الله ورسوله؟ فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وآله: نعم، حقا حقا من الله ورسوله، إنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وصاحب لواء الغر المحجلين، يقعده الله عز وجل يوم القيامة على الصراط فيدخل أوليائه الجنة وأعداءه النار! فانطلق الرسول فأخبره بما قال. قال: فسكتوا عنه يومهم ذلك!
فلما كان الليل حمل علي فاطمة على حمار وأخذ بيدي ابنيه الحسن والحسين فلم يدع أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله إلا أتاه في منزله، فناشدهم الله حقه ودعاهم إلى نصرته، فما استجاب منهم رجل غيرنا الأربعة، فإنا حلقنا رؤوسنا وبذلنا له نصرتنا، وكان الزبير أشدنا بصيرة في نصرته! فلما رأى علي خذلان الناس إياه وتركهم نصرته واجتماع كلمتهم مع أبي بكر وطاعتهم له وتعظيمهم إياه لزم بيته، فقال عمر لأبي بكر: ما يمنعك أن تبعث إليه فيبايع، فإنه لم يبق أحد إلا وقد بايع غيره وغير هؤلاء الأربعة!
وكان أبو بكر أرق الرجلين وأرفقهما وأدهاهما وأبعدهما غورا، والآخر أفظهما وأغلظهما وأجفاهما، فقال أبو بكر: من نرسل إليه؟ فقال عمر: نرسل إليه قنفذا، وهو رجل فظ غليظ جاف من الطلقاء أحد بني عدي بن كعب! فأرسله إليه وأرسل معه أعوانا وانطلق فاستأذن على علي فأبى أن يأذن لهم! فرجع أصحاب قنفذ إلى أبي بكر وعمر وهما جالسان في المسجد والناس حولهما، فقالوا: لم يؤذن لنا. فقال عمر: إذهبوا، فإن أذن لكم وإلا فأدخلوا عليه بغير إذن! فانطلقوا فاستأذنوا فقالت فاطمة عليها السلام: أحرج عليكم أن تدخلوا على بيتي بغير إذن! فرجعوا وثبت قنفذ فقالوا: إن فاطمة قالت كذا وكذا فتحرجنا أن ندخل بيتها بغير إذن! فغضب عمر وقال: ما لنا وللنساء! ثم أمر أناسا حوله أن يحملوا الحطب فحملوا الحطب وحمل معهم عمر، فجعلوه حول منزل علي وفاطمة وابنيهما! ثم نادى عمر حتى أسمع عليا وفاطمة: والله لتخرجن يا علي ولتبايعن خليفة رسول الله وإلا أضرمت عليك بيتك النار! فقالت فاطمة: يا عمر، ما لنا ولك؟ فقال: إفتحي الباب وإلا أحرقنا عليكم بيتكم! فقالت: يا عمر أما تتقي الله تدخل علي بيتي! فأبى أن ينصرف، ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب، ثم دفعه فدخل فاستقبلته فاطمة وصاحت: يا أبتاه يا رسول الله! فرفع عمر السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها فصرخت: يا أبتاه! فرفع السوط فضرب به ذراعها فنادت: يا رسول الله، لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر! فوثب علي فأخذ بتلابيبه ثم نتره فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله، فذكر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وما أوصاه به، فقال: والذي كرم محمدا بالنبوة يا بن صهاك لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إلي رسول الله لعلمت إنك لا تدخل بيتي. فأرسل عمر يستغيث، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار وثار علي إلى سيفه، فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوف أن يخرج علي إليه بسيفه، لما قد عرف من بأسه وشدته، فقال أبو بكر لقنفذ: إرجع فإن خرج وإلا فاقتحم عليه بيته فإن امتنع فاضرم عليهم بيتهم النار! فانطلق قنفذ فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن، وثار علي إلى سيفه فسبقوه إليه وكاثروه وهم كثيرون، فتناول بعضهم سيوفهم فكاثروه وضبطوه، فألقوا في عنقه حبلا وحالت بينهم وبينه فاطمة عليها السلام عند باب البيت فضربها قنفذ بالسوط! فماتت حين ماتت وإن في عضدها كمثل الدملج من ضربته، ثم انطلقوا بعلي يعتل عتلا حتى انتهي به إلى أبي بكر، وعمر قائم بالسيف على رأسه، وخالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل والمغيرة بن شعبة وأسيد بن حضير وبشير بن سعيد وسائر الناس، جلوس حول أبي بكر عليهم السلاح! ولما أن بصر به أبو بكر صاح: خلوا سبيله! فقال علي: يا أبا بكر ما أسرع ما توثبتم على رسول الله! بأي حق وبأي منزلة دعوت الناس إلى بيعتك؟ ألم تبايعني بالأمس بأمر الله وأمر رسول الله؟!
وقد كان قنفذ لعنه الله ضرب فاطمة عليها السلام بالسوط حين حالت بينه وبين زوجها، وأرسل إليه عمر: إن حالت بينك وبينه فاطمة فاضربها، فألجأها قنفذ لعنه الله إلى عضادة باب بيتها ودفعها فكسر ضلعها من جنبها فألقت جنينا من بطنها! فلم تزل صاحبة فراش حتى ماتت صلى الله عليها من ذلك شهيدة.
قال: ولما انتهى بعلي إلى أبي بكر انتهره عمر وقال له: بايع ودع عنك هذه الأباطيل، فقال له: فإن لم أفعل فما أنتم صانعون؟ قالوا: نقتلك ذلا وصغارا! فقال: إذا تقتلون عبد الله وأخ رسوله. فقال أبو بكر: أما عبد الله فنعم، وأما أخو رسول الله فما نقر بهذا! قال: أتجحدون أن رسول الله آخى بيني وبينه؟! قال: نعم! فأعاد ذلك عليهم ثلاث مرات. ثم أقبل عليهم علي عليه السلام فقال: يا معشر المسلمين والمهاجرين والأنصار، أنشدكم الله أسمعتم رسول الله يقول يوم غدير خم كذا وكذا، وفي غزوة تبوك كذا وكذا؟ فلم يدع شيئا قاله فيه رسول الله علانية للعامة إلا ذكرهم إياه. قالوا: اللهم نعم!
فلما تخوف أبو بكر أن ينصره الناس وأن يمنعوه، بادرهم فقال له: كل ما قلت حق قد سمعناه بآذاننا وعرفناه ووعته قلوبنا، ولكن قد سمعت رسول الله يقول بعد هذا: إنا أهل بيت اصطفانا الله وأكرمنا واختار لنا الآخرة على الدنيا، وإن الله لم يكن ليجمع لنا أهل البيت النبوة والخلافة! فقال علي: هل أحد من أصحاب رسول الله شهد هذا معك؟! فقال عمر: صدق خليفة رسول الله، قد سمعته منه قال. وقال أبو عبيدة وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل: صدق، قد سمعنا ذلك من رسول الله! فقال لهم علي: لقد وفيتم بصحيفتكم الملعونة التي تعاقدتم عليها في الكعبة: إن قتل الله محمدا أو مات لتزون هذا الأمر عنا أهل البيت! فقال أبو بكر: فما علمك بذلك؟ ما أطلعناك عليها؟ فقال: أنت يا زبير، وأنت يا سلمان، وأنت يا أبا ذر، وأنت يا مقداد، أسألكم بالله وبالإسلام أما سمعتم رسول الله يقول ذلك وأنتم تسمعون: إن فلانا وفلانا حتى عد هؤلاء الخمسة قد كتبوا بينهم كتابا وتعاهدوا فيه وتعاقدوا أيمانا على ما صنعوا إن قتلت أو مت؟! فقالوا: اللهم نعم، قد سمعنا رسول الله يقول ذلك لك: إنهم قد تعاهدوا وتعاقدوا على ما صنعوا، وكتبوا بينهم كتابا إن قتلت أو مت أن يتظاهروا عليك وأن يزووا عنك هذا يا علي. قلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فما تأمرني إذا كان ذلك أن أفعل؟ فقال لك: إن وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم ونابذهم، وإن أنت لم تجد أعوانا فبايع واحقن دمك. فقال علي: أما والله لو أن أولئك الأربعين رجلا الذين بايعوني وفوا لي لجاهدتكم في الله، ولكن أما والله لا ينالها أحد من عقبكما إلى يوم القيامة. وفيما يكذب قولكم على رسول الله قوله تعالى: أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما، فالكتاب النبوة، والحكمة السنة، والملك الخلافة، ونحن آل إبراهيم.
فقام المقداد فقال: يا علي بم تأمرني؟ والله إن أمرتني لأضربن بسيفي وإن أمرتني كففت. فقال علي: كف يا مقداد واذكر عهد رسول الله وما أوصاك به. فقمت وقلت: والذي نفسي بيده، لو أني أعلم أني أدفع ضيما وأعز لله دينا لوضعت سيفي على عنقي ثم ضربت به قدما قدما! أتثبون على أخي رسول الله ووصيه وخليفته في أمته وأبي ولده! فأبشروا بالبلاء وأقنطوا من الرخاء!
وقام أبو ذر فقال: أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها المخذولة بعصيانها، إن الله يقول: إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين. ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. وآل محمد الأخلاف من نوح وآل إبراهيم من إبراهيم والصفوة والسلالة من إسماعيل. وعترة محمد أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة، وهم كالسماء المرفوعة والجبال المنصوبة والكعبة المستورة والعين الصافية، والنجوم الهادية، والشجرة المباركة، أضاء نورها وبورك زيتها. محمد خاتم الأنبياء وسيد ولد آدم، وعلي وصي الأوصياء وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، وهو الصديق الأكبر، والفاروق الأعظم، ووصي محمد ووارث علمه، وأولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم كما قال الله: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله. فقدموا من قدم الله، وأخروا من أخر الله، واجعلوا الولاية والوراثة لمن جعل الله… الخ). انتهى.
29. يقول ابن قتيبة في تاريخه ” دخل أبو بكر وعمر على فاطمة فلما قعدا عندها حولت وجهها إلى الحائط.. إلى أن يقول فقالت: أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تعرفانه وتعملان به؟ قالا: نعم فقالت نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ومن أرضاها فقد أرضاني ومن أسخطها فقد أسخطني؟..
قالا: نعم سمعناه من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قالت: فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ولئن لقيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأشكونكما إليه، ثم قالت: والله لأدعون عليكما في كل صلاة أصليها )
30. يقول ابن قتيبة في كتابه تاريخ الخلفاء ( إن أبا بكر رضي الله عنه تفقد قوما تخلفوا عن بيعته في دار علي ” وفاطمة ” فأبوا أن يخرجوا فدعا عمر بالحطب، يريد منهم أن يبايعوا بالإكراه والقوة، وقال: والذي نفس عمر بيده. لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها. فقيل له يا أبا حفص إن فيها فاطمة فقال: وإن.. فوقفت فاطمة رضي الله عنها على بابها فقالت: لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضرا منكم تركتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم، لم تستأمرونا ولم تردوا لنا حقنا ).
31.وجاء في تاريخ اليعقوبي ” أن البراء بن عازب جاء فضرب الباب على بني هاشم وقال: يا معشر بني هاشم بويع أبو بكر فقال بعضهم: ما كان المسلمون يحدثون حدثا نغيب عنه ونحن أولى بمحمد. فقال العباس: فعلوها ورب الكعبة.
وينقل أيضا أنه قد ” تخلف عن بيعة أبي بكر قوم من المهاجرين والأنصار ومالوا مع علي بن أبي طالب منهم العباس والفضل بن العباس والزبير والمقداد وسلمان وعمار ” ” وبلغ أبا بكر وعمر أن هذه الجماعة قد اجتمعت مع علي في منزل الزهراء فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأتوا في جماعة حتى هجموا على الدار )
32.جاء في كتاب ابي الفداء الجزء الأول صفحة ١٦٤ ( لقد استقبلتهم الزهراء (ع) من وراء الباب صارخة إلى أين يا بن الخطاب؟ أجئت لتحرق دارنا؟ قال: نعم ).
33.في تاريخ الطبري الجزء الثاني الصفحة (٦١٩) .. يقول أبو بكر في مرض موته: ( إني لا آسى على شئ من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني تركتهن وثلاث تركتهن وددت أني فعلتهن وثلاث وددت أني سألت عنهن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فأما الثلاث اللاتي وددت أني تركتهن فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شئ وإن كانوا قد غلقوه على حرب ).
34.في كتاب الامامة والسياسية لمؤلفه ابن قتيبة في الجزء الأول الصفحة (١٣-١٤)… ( عندما جاء عمر والرجال لإحراق الدار وجمعوا الحطب كانت أول من تلقتهم خلف الباب وصرخت ونادت بأعلى صوتها: يا أبت يا رسول الله ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ).
35.جاء في كتاب الملل والنحل للشهرستاني. الجزء الأول الصفحة ( ٥٧) … ( قال إبراهيم بن سيار بن هاني النظام إن عمر ضرب بطن فاطمة حتى ألقت الجنين من بطنها وكان يصيح: احرقوا دارها بمن فيها ).
36.وقال ابن حجر العسقلاني في كتاب لسان الميزان الجزء الاول الصفحة (٢٦٨)….( ترجمة أحمد بن محمد بن السري بن يحيى أبي دارم المحدث أبو بكر الكوفي، قال محمد بن أحمد بن حماد الكوفي الحافظ بعد أن أرخ موته: كان مستقيم الأمر عامة دهره ثم في آخر أيامه كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب حضرته ورجل يقرأ عليه ” أن عمر رفس فاطمة حتى أسقطت بمحسن ).
37.قال أحمد بن يحيى البلاذري في كتاب أنساب الاشراف الجزء الاول الصفحة ( ٥٨٦). …( إن أبا بكر أرسل إلى علي يريد البيعة، فلم يبايع، فجاء عمر ومعه فتيلة فتلقته فاطمة على الباب فقالت: يا ابن الخطاب أتراك محرقا علي بابي؟ قال: نعم ).
38.ينقل ابن عبد ربه الأندلسي في كتاب العقد الفريد. الجزء الخامس الصفحة (١٣) .. ( بعث إليهم – يعني المتخلفين عن البيعة – أبو بكر عمر ليخرجوا من بيت فاطمة وقال له: إن أبوا فقاتلهم، فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار فلقيته فاطمة فقالت: يا ابن الخطاب: أجئت لتحرق دارنا؟ قال: نعم ).
39.أوصت الزهراء (ع) الإمام علي (ع) (وادفني ليلا لا نهارا إذا هدأت العيون ونامت الأبصار، وسرا لا جهارا وعف موضع قبري ولا تشهد جنازتي أحدا ممن ظلمني.).
40.بعد شهادة الزهراء ع صلى عليها الإمام علي (ع) ثم دفنها ولما وضعها في اللحد قال: بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله محمد بن عبد الله، سلمتك أيتها الصديقة إلى من هو أولى بك مني، ورضيت لك بما رضي الله لك. ثم قرأ (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى).
ثم إنه (ع) سوى في البقيع سبع قبور، أو أربعين قبرا لكي يضيع بينها قبر الزهراء (ع)، ولما عرف شيوخ المدينة دفنها، وفي البقيع قبور جدد أشكل عليهم الأمر فقالوا: هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور لنخرجها ونصلي عليها، فبلغ ذلك عليا (ع) فخرج مغضبا عليه قباؤه الأصفر الذي يلبسه عند الكريهة وبيده ذو الفقار، وهو يقسم بالله لئن حول من القبور حجر ليضعن السيف فيهم، فتلقاه عمر ومعه جماعة فقال له: ما لك، والله يا أبا الحسن لننبشن قبرها ونصلي عليها.
فقال علي (ع) وهو غاضب: أما حقي فتركته مخافة أن يرتد الناس عن دينهم، وأما قبر فاطمة فوالذي نفسي بيده لئن حول منه حجر لأسقين الأرض من دمائكم، فتفرق الناس ( المصدر كتاب فاطمة الزهراء مهجة قلب المصطفى أحمد الهمداني ).
41.ويذكر عباس محمود العقاد في كتابه (عبقرية عمر) كما يلي:( واستكثروا من عمر صرامته في الدعوة علي إلى مبايعة أبي بكر كما جاء في بعض الروايات التي نرجح صحتها، وخلاصتها: إن عمر أتى منزل علي وبه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين، فقال: والله لأحرقن عليكم الدار أو لتخرجن إلى البيعة، فخرج الزبير مصلتا بالسيف، فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه. أو قال لهما عمر في رواية: أخرى: والله لتبايعان وأنتما طائعان أو لتبايعان وأنتما كارهان).
42. الملل والنحل ج 1 ص 7 للشهرستاني وقال النظّام المتوفي سنة231 هجرية فقال: إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها، وكان يصيح: أحرقوا دارها بمن فيها؛ وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين.
43.حتى ابن تيمية الناصبي لأهل البيت عليهم السلام اعترف في كتابه ( منهاج السنة النبوية !) في الجزء الثامن الصفحة (٢٩١) بحادثة هجوم القوم الظالمين على دار السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ، ولكنه فسّره بطريقة خبيثة اراد فيها تصحيح موقف الظالمين والإساءة الى اهل البيت ع . فقال ( فقال: ((وغاية ما يقال: أنّه كبس البيت لينظر هل فيه شيء من مال الله الذي يقسمه، وأن يعطيه لمستحقّه, ثمّ رأى أنّه لو تركه لهم لجاز, فإنّه يجوز أن يعطيهم من مال الفيء)) فيقول ابن تيمية ان القوم كبسوا- هجموا – على الدار ليفتشوا عن مال الله !! ثم يعود فيقول حتى لو وجد مالا أبو بكر وعمر فانهم يرون جواز تصرف اهل البيت ع به . فاذا كان الامر كذلك والحجة هي تلك فلماذا الهجوم اذن !؟ وهنا تنفضح تبريرات ابن تيمية في التغطية على جريمة الاول والثاني في مرادهم حرق دار السيدة الزهراء ع التي يقول الرسول ص بحقها ( يؤذيني ما يؤذيها ).
44.المؤلف عمر رضا كحالة وهو كاتب و أديب معاصر معروف ، له مؤلفات عديدة منها اعلام النساء الذي يذكر فيه ( تفقد أبو بكر قوماً تخلفوا عن بيعته عند علي بن أبي طالب كالعباس و الزبير و سعد بن عبادة فقعدوا في بيت فاطمة ، فبعث أبو بكر إليهم عمر بن الخطاب ، فجاءهم عمر فناداهم و هم في دار فاطمة ، فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب ، و قال : و الذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنّها على من فيها ، فقيل له : يا أبا حفص إنّ فيها فاطمة ، فقال : وإن … ثمّ وقفت فاطمة على بابها ، فقالت : ” لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم تركتم رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه و آله و سلَّم ـ جنازة بين أيدينا و قطعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا ولم تردوا لنا حقاً ).
45.المؤلف عبد الفتاح عبد المقصود ، في كتابه : الإمام علي عليه السَّلام : 4 / 274 ـ 277 . ينقل ( إنّ عمر قال : و الذي نفسي بيده ، ليخرجنّ أو لأحرقنّها على من فيها . قالت له طائفة ـ خافت اللّه ، و رعت الرسول في عقبه ـ : يا أبا حفص إن فيها فاطمة ! فصاح لا يبالي : و إن ! و اقترب و قرع الباب ، ثمّ ضربه و اقتحمه … و بدا له عليّ . و رنّ حينذاك صوت الزهراء عند مدخل الدار . فان هي إلاّ رنة استغاثة أطلقتها ” يا أبت رسول اللّه.
46.أَخْرَجَ البُخَارِيُّ [ ج4 ص 42 ]…. ( فَغَضِبَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ (ص) فَهَجَرَتْ أبَا بَكْرٍ فَلَمْ تَزْلْ مُهَاجِرَتَهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ. ).
47.وفي كتاب الترمذي ( أَنَّهَا هَجَرَتْ الشَّيْخَيْنِ مَعًا وَلَمْ تُكَلِّمْهُمَا.).
48.وَعَنْ المَسعُودِيِّ فِي (مُرُوجِ الذَّهَبِ)، قَالَ: حَدَّثَ النَّوفَلِيُّ فِي كِتَابِهِ فِي الأَخْبَارِ، عَنْ ابْنِ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: كَانَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ يَعْذِرُ أَخَاهُ إِذَا جَرَى ذِكْرُ بَنِي هَاشِمٍ وَحَصْرُهُ إِيَّاهُمْ فِي الشِّعْبِ وَجَمْعُهُ لَهُمْ الحَطَبَ لتَحْرِيقِهِمْ، وَيَقُولُ: إِنَّمَا أَرَادَ بِذَلِكَ إِرْهَابَهُمْ لِيَدْخُلُوا فِي طَاعَتِهِ إِذْ هُمْ أَبَوَا البَيْعَةَ فِيمَا سَلَفَ).
49.ذَكَرَ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي كِتَابِهِ (المَعَارِفِ) – عَلَى مَا حَكَى عَنْهُ الحَافِظُ السَّرويُّ المَعْرُوفُ بِابْنِ شَهْرِ آشُوب فِي كِتَابِهِ (مَناقِبُ آلِ أَبِي طَالِبٍ 133:3)، وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ فِيمَا نَقَلَهُ عَنْهُ الحَافِظُ الكَنجِي الشَّافِعِيُّ فِي كِتَابِهِ (كِفَايَةِ الطَّالِبِ 423): ((وَأَوْلَادُهَا الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ وَالمُحْسِنُ سَقَطَ))، وَقَالَ: ((إنَّ مُحْسِنًا فَسَدَ مِنْ زَخْمِ قُنْفُذَ العَدْوَى))
50.- جَاءَ فِي كِتَابِ (فَرَائِدِ السِّمطَيْنِ) للْحموِينيِّ الشافعي – بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ الأَكْرَمِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ، قَالَ: ((… وَأَمَّا ابْنَتِي فَاطِمَةُ فَإِنَّهَا سَيِّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ مِنْ الأَوَّلَيْنِ وَالآخِرِينَ، وَهِيَ بَضْعَةٌ مِنِّي، وَهِيَ نُورُ عَيْنِي، وَهِيَ ثَمَرَةُ فُؤَادِي… وَإِنَّي لَمَّا رَأَيْتُهَا ذَكَرْتُ مَا يُصْنَعُ بِهَا بَعْدِي، كَأنِّي بِهَا وَقَدْ دَخَلَ الذِّلُّ بَيْتَهَا، وَانْتُهِكَتْ حُرْمَتُهَا، وَغُصِبَ حَقُّهَا، وَمُنِعَتْ إِرْثَهَا، وَكُسِرَ جَنْبُهَا، وَأَسْقَطَتْ جَنِينَهَا… ).
51.في صحيح مسلم – رقم الحديث : ( 3304 )ذكر:( فوجدت – غضبت - فاطمة على أبي بكر في ذلك قال فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي بن أبي طالب ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها علي ” ……
يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية