أشار المؤرخ سعيد رشيد زميزم، إلى أن بعض المؤرخين يذهبون إلى أن أول قبة شيدت في الإسلام كانت قبة مسجد الصخرة في القدس، بينما يذهب البعض الآخر إلى أن أول قبة تم تشييدها في الإسلام هي قبة مرقد الإمام الحسين عليه السلام.
وقال زميزم، وهو معاون رئيس قسم المتحف في العتبة الحسينية المقدسة، إن “القبة السامية لمرقد الإمام الحسين (عليه السلام) تعد من أهم الرموز في الصحن الحسيني الشريف، كما أن هذه القبة مرت بمراحل عديدة وأول قبة شيدت للحرم الحسيني كانت سنة (66) هجرية بأمر من قبل المختار الثقفي آنذاك، ويذكر المؤرخون والمتعارف عليه بأن أول قبة شيدت في الإسلام كانت قبة مسجد الصخرة في القدس”، لافتاً إلى أن هذه المعلومة غير صحيحة وأن قبة مسجد الصخرة شيدت سنة (72) هجرية.
وأوضح، أن “القبة المباركة للإمام الحسين (عليه السلام) الحالية تعد من الرموز القديمة (الأثرية) وقد مرت بمراحل تاريخية متعددة من الإعمار، والتخريب، والتهديم، والسرقة، وبالخصوص أثناء الهجوم الوهابي على مدينة كربلاء المقدسة ومرقد الإمام الحسين (عليه السلام) سنة (1801) م، (1216) للهجرة”.
وتابع زميزم، “بعد أن تصدى الموالون والمحبون من سكنة المدينة لطرد الوهابية قام السلطان (فتح علي شاه) أحد الشاهات القيجارية بتخصيص الأموال اللازمة وإرسالها إلى كربلاء مع عدة أشخاص من المعماريين لترميم القبة، حيث تعد هذه الحادثة أول عملية لإعادة أعمار قبة مرقد الإمام الحسين عليه السلام في ذلك الوقت”.
وأضاف، “في سنة (1954م) قام سادن الحرم الحسيني المطهر عبد الصالح الكليدار بوضع وفتح شبابيك في داخل القبة المباركة، فيما جرت عليها بعض أمور الصيانة والإدامة للحفاظ على مكانتها الحضارية والتاريخية”.
وبين، أن “القبة شهدت عام (2006) أعمال إعادة الإكساء بالذهب الخالص بأمر من قبل المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني، وبإشراف وتوجيه من قبل ممثل المرجعية الدينية العليا والمتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي”.
يذكر أن المختار الثقفي (المختار بن أبي عبيد) المولود عام واحد للهجرة، هو قائد عسكري طالب بثأر الإمام الحسين (عليه السلام) وقتل جمعاً من قتلته ممن كانوا في الكوفة وغيرها أمثال عمر بن سعد، وعبيد الله بن زياد، وحرملة بن كاهل، وشمر بن ذي الجوشن، وغيرهم، حيث أنه عندما تولى حكم الكوفة رفع شعار “يا لثارات الحسين، وقد استشهد في الكوفة عام (67) للهجرة على يد جيش مصعب بن الزبير، حيث قتله أخوان من بني حنيفة أحدهما طرفة والآخر طراف ابنا عبد الله بن دجاجة، ودفن في الكوفة قرب مسجدها، أما قبة مسجد الصخرة فقد بناها عبد الملك بن مروان، حيث بدأ في بنائها عام (66 هـ) وانتهى منها عام (72 هـ)، وأشرف على بنائها المهندسان رجاء بن حيوة الكندي، ويزيد بن سلام مولى عبد الملك بن مروان.
المصدر: الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة