ان حادثة اغتيال الإمام علي عليه السلام من الحوادث التي لابد أن تدرس ويتعمق فيها الباحثون كثيرا فمن المعيب اقتصار الحدث بانبعاث اشقاها في ليلة التاسع عشر من شهر رمضان المبارك واغتيال الامام عليه السلام.
*الخوارج السكين وليس اليد القابضة*
يقول الامام علي عليه السلام في نهج البلاغة تحت وصف اتباع الشيطان: اتَّخَذُوا الشَّيْطَانَ لِأَمْرِهِمْ مِلَاكاً وَاتَّخَذَهُمْ لَهُ أَشْرَاكاً فَبَاضَ وَفَرَّخَ فِي صُدُورِهِمْ وَدَبَّ وَدَرَجَ فِي حُجُورِهِمْ فَنَظَرَ بِأَعْيُنِهِمْ وَنَطَقَ بِأَلْسِنَتِهِمْ فَرَكِبَ بِهِمُ الزَّلَلَ وَزَيَّنَ لَهُمُ الْخَطَلَ فِعْلَ مَنْ قَدْ شَرِكَهُ الشَّيْطَانُ فِي سُلْطَانِهِ وَنَطَقَ بِالْبَاطِلِ عَلَى لِسَانِهِ .نهج البلاغة خ ٧ .
فهم اشراك الشيطان الذي يصطاد بها بني ادم، بل إن صدورهم محل تكاثره. ثم كانوا يده ولسانه الناطقين في الخلق. وهذه أوصاف تنطبق على الخوارج فهم مطية الشيطان ظاهرهم الصلاح وباطنهم الضلال والانحراف :
(وقد مر بقتلى الخوارج يوم النهروان -: بؤسا لكم، لقد ضركم من غركم!
فقيل له: من غرهم يا أمير المؤمنين؟
فقال (عليه السلام): الشيطان المضل، والأنفس الأمارة بالسوء، غرتهم بالأماني. وفسحت لهم بالمعاصي، ووعدتهم الإظهار، فاقتحمت بهم النار؟ . موسوعة الامام علي الريشهري ج ٦
وهذه صفة المتدين المتنسك فهم متدينون اغبياء كما وصفهم بعض المفكرين وهذه صفة طالما استخدمها أعداء الدين في ضرب الدين من الداخل ( فلا زالت هامة الدين تجري من جراء سيف الجهل والتدين الاعمى) تحت اسامي متعددة عبر الزمان.
من المستفيد من قتل امير المؤمنين عليه السلام :
يبدو أن ابو الأسود الدؤلي صاحب امير المؤمنين عليه السلام. لم تنطلي عليه الخدعة ورويت عنه ابيات من الشعر يضع فيها النقاط على الحروف ديوان أبي الأسود الدوؤلي : ٧١ رقم ٤٥ ، أعيان الشيعة : ٧ / ٤٠٣.
ألا أبلغ معاوية بن حرب
فلا قرّت عيون الشامتينا
أفي شهر الصيام فجعتمونا
بخير الناس طرّاً أجمعينا
فقد فكر وفق قاعدة من المستفيد من الإغتيال؟ انه لاشك معاوية بن أبي سفيان والأحداث بعد ذلك تسير وفق هذا المنطق بل منذ اغتيال الخليفة عثمان بن عفان الأحداث تسير وفق مصلحة حزب بني أمية !!
فواعجبا تسير الأمور وفق مخططات ابن هند فهل هو التوفيق الإلهي لابن أكلة الاكباد ام هو مكر الليل والنهار.
الجبهات ضد امير المؤمنين عليه السلام
هناك جبهات كثيرة فتحت ضد امير المؤمنين عليه السلام وصفهم النبي صلى الله عليه وآله (الناكثين والقاسطين والمارقين) ثلاث جبهات جبهة الغدر ( طلحة والزبير معهم عاىشة) وجبهة الجهل ( الخوراج). وجبهة المكر والخديعة ( جبهة معاوية) وكل واحدة من هذه الجبهات خاض معها امير المؤمنين عليه السلام حربا ضارية انتصر في اثنين وبقي قسم قليل من الخوارج الذي خرجوا في صفين في حادثة التحكيم. وقد كان النصر قريبا في صفين لولا الجهل والعمى وغياب البصيرة
وقد قال الامام علي عليه السلام إن الخوارج يبقى منهم نفر قليل
ثمَّ جاءت الأنباء أنَّ الخوارج قد عبروا الجسر، فقال (عليه السلام): “والله ما عبروا، ولا يقطعونه. وإنَّ مصارعهم لدون الجسر”، ثُمَّ ترادفت الأخبار بعبورهم وهو (عليه السلام) يحلف أنَّهم لن يعبروه وأنَّه ” والله لا يفلتُ منهم عشرة، ولا يهلك منكم عشرة”! فكان كلُّ ذلك كما أخبر به الإمام عليٌّ (عليه السلام). فأدركوهم دون النهر، فكبَّروا، فقال الإمام (عليه السلام): “والله ما كذبتُ ولا كُذبت”[نهج البلاغة: الخطبة 59].
هذا النفر القليل الذين منهم عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله هو الذي سيكون مطية الشيطان الكبرى. والسكين التي يمسكها معاوية لاغتيال الهدى وانهاء اخر امل برجوع الوضع على ماكان في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله حيث حزب بني امية طلقاء ليس لهم من الأمر من شيء. بينما مهدت السقيفة لهم الأمور فأصبحوا ولاة الأمر من بعد ذلك .
كل الاحداث تحكي لنا معنى أبيات ابي الأسود الدؤلي رحمه الله تعالى والمنطق والتحليل مع ذلك أما رواية إجتماع الخوارج وتعاهدهم قتل الامام علي عليه السلام ومعاوية وعمر بن العاص. فلعلها من وضع أهل المؤامرة حتى لا يلصق بهم التاريخ هذه الجريمة النكراء وتبقى الأمة تركز على الخوارج فقط دون من خطط لهم ومن مهد الأمور لهم .
علينا أن نستفيد من هذا الدرس التاريخي الكبير لما نرى بعض الجماعات الجاهلة التي تحاول ضرب أسس العقيدة امثال الذين ينادون بهدم قبور أهل البيت عليهم السلام. ان هؤلاء جهلة ورائهم مؤامرة كبيرة تريد ضرب هامة الدين كما ضرب هؤلاء الامام علي عليه السلام علينا الحذر جيدا لا اقل إن ننجو ولا نكون من المتدينين الاغبياء .
لعن الله ابن ملجم ولعن الله من مهد له
والحمد لله رب العالمين
عبد الحكيم داخل ليلة جرح امير المؤمنين عليه السلام