أيها الشيخ إذا لم تلبي طلبي فأنني سوف أشكوك عند جدتي (فاطمة الزهراء) يوم القيامة.
يروي آية الله الحاج الشيخ محمد حسن البهاري ابن المرحوم آية الله الحاج الشيخ محمد باقر البهاري الهمداني أنه
أثناء عبوره شارع الخيام في طهران لاحظ إقامة مجلس عزاء في إحدى الحسينيات.
يقول: فدخلت للمشاركة فيه فشاهدت الواعظ منهمك في الوعظ من على المنبر، وبيده كتاب وبدأ بسرد هذه القصة للمستمعين قال:
أنه في أحد أيام محرم الحرام كنت أسير في شارع إسماعيل البزار حيث منزلنا ممتطياً جوادي، فشاهدت امرأة
محجبة تطل من شباك من أعلى أحد المنازل وتناديني، فتوقفت لأعرف ماذا تريد. فقالت: يا سيدي إن أهل هذا المنزل من الديانة المسيحية وأنا مسلمة، وأعمل خادمة عندهم، ولكن لا أتناول طعامهم، وابنة العائلة مريضة جداً ورغم المحاولات الكثيرة من الاْ طباء لعلاجها إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل حتى دب اليأس في نفوس أبويها، وشارفت الطفلة على الموت.
فقلت لوالدي الفتاة: أنكما بذلتما كل جهدكما لعلاج ابنتكما دون فائدة، وإننا نحن المسلمون عندنا أدعية مجربة
ومنها دعاء حديث الكساء الذي إذا قرئ على أي مريض يشفى بإذن الله تعالى، فقالوا إذا تفضل أحداً بقراءة ذلك الدعاء على ابنتنا وشفيت فأننا سوف لن تردد في إعلان إسلامنا.
لذلك كنت انظر من النافذة لعلي أشاهد من يقوم بهذه المهمة حتى رأيتك، لذا أطلب منك المساعدة.
فقلت لها: يا سيدتي أخشى أن لا يمهلها القدر لتعيش أكثر من ذلك، إضافة إلى ذلك إنني غير مطمئن من تأثير أنفاسي عليها.
حزنت السيدة وقالت: أيها الشيخ إذا لم تلبي طلبي فأنني سوف أشكوك عند جدتي (فاطمة الزهراء) يوم القيامة.
ما أن سمعت منها تلك الكلمات حتى انتابتني قشعريرة وخوف شديد وقلت لها: ليس لدي مانع من تلبية طلبك ولكن أحضري بعض الجيران المسلمين ليشاركونا تلك المراسم.
ذهبت السيدة ودعت بعض الجيران.
بدأت بقراءة حديث الكساء بحضورهم وفي النهاية دعوت الله عز وجل أن يمن على تلك الطفلة بالشفاء، ثم غادرت المنزل لأداء أعمالي الكثيرة وعدت إلى المنزل واستسلمت للنوم.
وفي صباح اليوم التالي خرجت من المنزل وسلكت نفس الطريق دون أن يكون في خاطري ما جرى بالأمس، وفجأة وقع ناظري على نفس الشباك ونفس السيدة تطل فانتابتني حالة غريبة وأنا في تلك الحالة وإذا بالسيدة قد نزلت من دار مخدومها وأقدمت عليّ مهرولة وهي تبكي والدموع تنهمر من عينيها فقالت: تفضل يا مولاي الشيخ لترى بأم عينك كيف استجاب الله دعاءنا وحفظ ماء وجهنا، فمّن الله على تلك الفتاة بالعافية وأنها من ساعة ما فرغت
من قراءة حديث الكساء عليها ودعوت لها بالعافية غادرت الفراش وتردد باستمرار اسم (فاطمة فاطمة).
أسرعت الخطى صاعداً السلالم ودخلت المنزل فشاهدت تلك الطفلة المحتضرة بالأمس جالسة تردد: (فاطمة فاطمة) وبعض الكلمات باللغة الأرمنية التي لم أفهم معناها وهي في صحة جيدة والناس يترددون على منزلها
جماعات جماعات مذهولين من تلك الواقعة، سألت والدي الطفلة عما تقوله باللغة الأرمنية؟
فقالا: إنها تقول: بالأمس بينما كنت راقدة دون حراك وأعاني من الآلام المبرحة في أطرافي إذا بسيدة جليلة محجبة يشع النور من محياها دخلت حجرتي وسألتني عن أحوالي فقلت لها: يا سيدتي إنني أعاني من آلام مبرحة في جميع أنحاء جسدي حتى أنني عاجزة عن الحركة، فقالت لي: انهضي من السرير، قلت لها إني عاجزة عن ذلك رغم أني راجعت الكثير من الأطباء والأخصائيين، أمعنت النظر إليَّ وإذا الآلام ارتفعت عن كل جسدي وأحسست أني قد عوفيت ببركة نظرتها إليَّ، فسألتها عن اسمها فقالت (فاطمة) ولكي لا أنسى اسمها قمت بتكرار الاسم المبارك.
أصبحت هذه القضية حديث الساعة في المجتمع فتناقلتها الألسن وبفضل الزهراء (عليها السلام) وببركتها دخل عدد كبير من الأرمن، ومن جملتهم أفراد أسرة تلك الطفلة إلى دين الإسلام الحنيف.
يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية