لا يخفى على أهل العلم خاصة ضرورة البعد الاجتماعي وأهميته في فكر المصلحين وهذا واضح جداً في حركة الانبياء والذي هو من صميم عملهم في بذل الوسع في اصلاح مجتمعاتهم وتقديم النصح والمشورة وتبليغ الاحكام والدعوة الى الله تعالى في كل مفاصل حياتهم ولكنهم في نفس الوقت لم يغفلوا الجانب العلمي وانما هو الركيزة التي يبنون عليها عملهم فالعلم هو الاساس الذي يترتب عليه البعد الاجتماعي الواعي ومن هنا كانت المرجعية الدينية وهي تسير على خطى الانبياء مهتمة بالعلم والحث على طلبه ولم تكتف بذلك وانما وفرت الفرصة لطلبه على أفضل وجه من خلال توفير المدارس الدينة في النجف والمحافظات مع وجود اساتذة أكفاء فقد وصلت أعداد الطلبة الى المئات.
فمشروع سماحة المرجع الشيخ محمد اليعقوبي دام ظله لم يقتصر على العمل الاجتماعي والسياسي فقط بل الدرس الحوزوي المعمق كان أحد أركانه الأساسية ان لم يكن أبرزها فهو كشخص لم ينقطع عن تدريس البحث الخارج منذ 18 سنة وكان دائماً آخر المعطلين وأول المبادرين الى الدرس وهذه الهمة انعكست على طلبته.
معلومات سريعة
1- هناك أكثرمن 50 مؤسسة حوزوية علمية في النجف الأشرف والمحافظات للرجال والنساء.
2- هناك الاف الدروس الحوزوية في مختلف العلوم ابتداءً من المقدمات وحتى مرحلة البحث الخارج المسجلة في هذه المؤسسات.
3- هناك مجموعة من طالبات جامعة الزهراء للعلوم الدينية في النجف الاشرف قد التحقن في مرحلة البحث الخارج وهناك مجموعة ستلتحق في المستقبل القريب وهناك من يعّول عليهن للوصول الى مرحلة الاجتهاد.
4- هناك عشرات الاستاذات في جامعة الزهراء النسوية ( اكتفاء ذاتي).
5- لا توجد عندي احصائية عن البحوث المطروحة والكتب المؤلفة فهي كثيرة.
وبفضل الله تعالى مشروعه العلمي يبشر بالخير الكثير فيه أساتذة وفضلاء لهم وزنهم العلمي واحاطتهم بمباني مدرسة النجف الاشرف وهم الامتداد الرصين لهذا الخط المبارك.
اما على مستوى الأساتذة فيوجد منهم العدد الكافي من المقدمات إلى البحث الخارج ولله الحمد والمنة.
ومن ناحية اخرى هناك مجموعة من الاساتذة المرموقين والذي يشار لهم بالبنان في الحوزة الشريفة فهم ثبوتاً قريبون الى مرحلة الاجتهاد واستطيع أن أقول هم مراهقون له وكذلك يوجد اساتذة في مرحلة السطوح العليا وهم بالعشرات ومنهم عدد معتدّ به من الذين حصلوا على أعلى الشهادات الاكاديمية ( الدكتوراه ) فلا مجال لذكر اسمائهم وفقهم الله تعالى.
سأحاول تسليط الضوء على كل واحدة من هذه المؤسسات في منشور مستقل
نسأل الله تعالى التوفيق لطلب العلم والعمل به وأن يحفظ مراجعنا العظام الذين افنوا حياتهم في الحفاظ على تراث مدرسة أهل البيت عليهم السلام
بقلم يقظان الخزاعي