من وصايا الإمام الجواد عليه السلام:
ـ في مكارم الأخلاق :
دعا الإمام الجواد عليه السلام إلى الاتّصاف بمكارم الأخلاق ومحاسن الصفات، وكان ممّا أوصى به:
قال عليه السلام: “مِنْ حُسْنِ خُلُقِ الرَّجُلِ كَفُّ أَذاهُ، وَمِنْ كَرَمِهِ بِرُّهُ لِمَنْ يَهْواهُ، وَمِنْ صَبْرِهِ قِلَّةُ شَكْواهُ، وَمِنْ نُصْحِهِ نَهْيُهُ عَمّا لَا يَرْضاهُ، وَمِنْ رِفْقِ الرَّجُلِ بِأَخِيهِ تَرْكُ تَوْبِيخِهِ بِحَضْرَةِ مَنْ يَكْرَهُ، وَمِنْ صِدْقِ صُحْبَتِهِ إِسْقاطُهُ المَؤُونَةَ، وَمِنْ عَلَامَةِ مَحَبَّتِهِ كَثْرّةُ المُوافَقَةِ وَقِلَّةُ الْمُخالَفَةِ”.
ووضع عليه السلام بهذه الكلمات الرائعة الأُسس لحسن الأخلاق ومكارم الأعمال، والدعوة إلى قيام الصداقة والصحبة على واقع من الفكر والمرونة.
و قال عليه السلام: “حَسبُ المَرْءِ مِنْ كَمالِ الْمُروءَةِ أَنْ لا يَلْقى أَحَداً بِما يَكْرَهُ.. وَمِنْ عَقْلِهِ إِنْصافُهُ قَبولَ الْحَقِّ إِذا بانَ لَهُ”.
ـ في قضاء حوائج الناس:
وكان ممّا دعا إليه الإمام الجواد عليه السلام السعي والمبادرة في قضاء حوائج الناس، وذلك لما لها من الآثار تترتّب عليها والتي منها دوام النعم.
قال عليه السلام: “إِنَّ لِلّهِ عِباداً يَخُصُّهُمْ بدوامِ النِّعَمِ، فَلَا تَزالُ فيهِم ما بَذَلوا لَها، فَإذا مَنَعوها نَزَعَها عَنْهُم وَحَوَّلَها إِلى غَيْرِهِم”.
وأكّد عليه السلام ذلك في حديث آخر له قال: “ما عَظُمَتْ نِعَمُ اللهِ عَلى أَحَدٍ إلَّا عَظُمَتْ إِلَيْهِ حَوائِجُ النَّاسِ، فَمَن لَمْ يَحْتَمِلْ تِلْكَ المّؤونَةَ عَرَّضَ تِلْكَ النِّعْمَةَ لِلزَّوالِ”.
ـ في آداب السلوك:
وضع الإمام الجواد عليه السلام البرامج الصحيحة لحسن السلوك وآدابه بين الناس:
قال عليه السلام: “ثَلَاث خِصالٍ تُجْلَبُ فِيْهنَّ المَوَدَّةُ: الإنّصافُ فِي المُعاشَرَةِ، وَالْمُواساةُ فِي الشِّدَّةِ، وَالإِنْطِواءُ عَلى قَلْبٍ سَلِيم”.
وقال عليه السلام: “ثَلَاثَةٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ لَمْ يَنْدَمْ: تَرْكُ العَجَلَةِ، وَالْمشُورَةُ، وَالتَّوكُّلُ عَلَى اللهِ تَعالى عِنْدَ الْعَزِيمَةِ، وَمَنْ نَصَحَ أَخاهُ سِرّاً فَقَدْ زانَهُ، وَمَنْ نَصَحَهُ عَلَانِيَةً فَقَدْ شانَهُ”.
وقال عليه السلام: “عِنْوانُ صَحِيْفَةِ المُؤْمِنِ حُسْنُ خُلُقِهِ، وَعِنْوانُ صَحِيفَةِ السَّعِيدِ حُسْنُ الثَّناءِ عَلَيْهِ، وَالشُّكْرُ زِيْنَةُ الرِّوايةِ، وَخفْضُ الْجَناحِ زِيْنَةُ الْعِلْمِ، وَحُسْنُ الآدابِ زِيْنَةُ العَقْلِ، وَالْجَمالُ فِي اللِّسانِ، وَالْكَمالُ فِي العَقْلِ”.
ـ في التوبة:
وفتح باب التوبة لعباده، ودعاهم إلى طهارة نفوسهم، وإنقاذهم ممّا اقترفوه من عظيم الجرائم والذنوب.
وقد روى أحمد بن عيسى في نوادره عن أبيه أنّ رجلاً أربى دهراً، فخرج قاصداً أبا جعفر الجواد عليه السلام، وعرض عليه ما ارتكبه من عظيم الإثم فقال عليه السلام له: “مَخْرَجُكَ مِنْ كِتابِ اللهِ، يَقولُ اللهُ: ﴿…فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ..﴾ وَالْمَوعِظَةُ هِيَ التَّوْبَةُ، فَجَهْلُهُ بِتَحْريمِهِ، ثُمَّ مَعْرِفَتُهُ بِهِ، فَما مَضى فَحَلالٌ، وَما بَقِيَ فَلْيَسْتَحْفِظْ”.