لمّا بعث النبي محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى البشرية مبشّراً ومنذراً، صدّقه أبو طالب وآمن بما جاء به من عند الله، ولكنّه لم يظهر إيمانه تمام الإظهار، بل كتمه ليتمكّن من القيام بنصرة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ومَن أسلم معه.
قال الشيخ المفيد(قدس سره): «اتّفقت الإمامية على أن آباء رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) من لدن آدم إلى عبد الله بن عبد المطّلب مؤمنون بالله عزّ وجل موحّدون له .
وأجمعوا على أنّ عمّه أبا طالب رحمه الله مات مؤمناً، وأنّ آمنة بنت وهب كانت على التوحيد، وأنّها تُحشر في جملة المؤمنين».
وقال الشيخ الصدوق(قدس سره): «اعتقادنا في آباء النبي أنّهم مسلمون من آدم إلى أبيه عبد الله، وأنّ أبا طالب كان مسلماً، وأُمّه آمنة بنت وهب كانت مسلمة»
كفالته للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم)
تُوفّي أخوه عبد الله ـ والد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ـ والنبي حمل في بطن أُمّه، وحينما ولد(صلى الله عليه وآله) تكفّله جدّه عبد المطّلب، ولمّا حضرت الوفاة لعبد المطّلب أوصى ولده أبا طالب بحفظ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وحياطته وكفالته، وكان عمره(صلى الله عليه وآله وسلم) ثمانية سنين، فكفله أبو طالب وقام برعايته أحسن قيام.
حبّه للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم)
كان(رضي الله عنه) يحبّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) حبّاً شديداً، وفي بعض الأحيان إذا رآه كان يبكي ويقول: «إذا رأيته ذكرت أخي»(۱۲)، وكان عبد الله أخاه لأبويه.
حنوّه على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)
لمّا أدخلت قريش بني هاشم الشعب إلّا أبا لهب وأبا سفيان بن الحرث، فبقي القوم بالشعب ثلاثة سنين، وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله) إذا أخذ مضجعه وعرف مكانه، جاءه أبو طالب فأنهضه عن فراشه وأضجع ابنه أمير المؤمنين(عليه السلام) مكانه.
تناله شفاعة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)
قال الإمام الصادق(عليه السلام): «هبط جبرئيل على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا محمّد، إنّ الله عزّ وجل قد شفّعك في خمسة: في بطن حملك وهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف، وفي صلب أنزلك وهو عبد الله بن عبد المطّلب، وفي حجر كفلك، وهو عبد المطّلب بن هاشم، وفي بيت آواك وهو عبد مناف بن عبد المطّلب أبو طالب، وفي أخ كان لك في الجاهلية».
حرّم على النار
قال الإمام الصادق(عليه السلام): «نزل جبريل(عليه السلام) على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا محمّد، إنّ ربّك يقرئك السلام ويقول: إنّي قد حرّمت النار على صلب أنزلك، وبطن حملك، وحجر كفلك، فالصلب صلب أبيك عبد الله بن عبد المطّلب، والبطن الذي حملك فآمنة بنت وهب، وأمّا حجر كفلك فحجر أبي طالب».
وفاته
تُوفّي(رضي الله عنه) في ۷ شهر رمضان ۱۰ للبعثة النبوية الشريفة في شعب أبي طالب بمكّة المكرّمة، وقيل: تُوفّي في ۲۶ رجب ۱۰ للبعثة النبوية الشريفة، ودُفن فيها.