الولوج في بحر معرفة النفس، هذا البحر العميق العجيب، هي رحلة صعبة الإبحار، رحلة الذهاب والعودة إلى شاطئ الأمان غير مضمونة، إلا إذا أبحرت في نور الله العظيم …
في رحلة معرفة النفس، عندما تغرق في بحارها المظلمة كدجى الليل، ستكتشف أنك في ظلمة حالكة لا تُبصر نوراً، ثم تتلطّف بك أيادي الرحمة الإلهية لتعلم أنك في ظلمة، وهناك نور ما في هذا العالم ستُبصره إن لملمت شتاتك واستغثت به لينقذك! هذا النور هو الله نور السموات والأرض…
ضع يدك على قلبك واستغث به، يا نور النور! أغثني من ظلمتي وجهلي، وأيقظني من هذا البحر اللجيّ، وأوصلني لبر الأمان … الله سبحانه حتمًا سيتلطف بك، هو عند المنكسرة قلوبهم، ومن للضعفاء التائهين غيره؟
سيمسح الله على قلبك الصغير ويرأف به قبل انطفائه الكلي، سيعيده قلبًا نوارانيًا على فطرته، كما خلقه أول مرة، وما عليك سوى الاستقامة بعد ولادتك الجديدة …
اغسل روحك دوماً بالدموع الصادقة والندم الشديد على ما فرّطت في السنوات الماضية، عسى الله أن يغفر لك ما تقدّم وتأخر من ذنوب الغفلة والبعد عن ساحته المقدسة، إياك واليأس من روح الله ورحمته، وإياك أن تصدّق اللعين إبليس؛ كي لا يجعلك مثله مطرودًا من رحمة الله!
ما دام قلبك منتبهاً غير غافل، فأنت ما زلت بعين الله ولطفه، إن أذنبت استغفر فوراً، إن ابتعدت تقرّب إليه مسرعاً، إن غفلت لحظةً تيقّظ حالًا، عد إلى الله دوماً فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا ملجأ ومنجى منه إلا إليه …
دعاء علي
يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية