روى الطبري في تأريخه ج4: ص 315-317 : إنّ الإمام الحسين (عليه السلام )قال لأخيه العباس بن علي في ليلة عاشوراء – حينما أتاه بما عرض عليه عمر بن سعد من أمر عبيد الله بن زياد أن يعرض عليهم أن تنزلوا على حكمه أو ننازلكم – :((ارجع اليهم ، فأن استطعت أن تؤخرهم إلى غدوة وتدفعهم عنّا العشية لعلّنا نصلّي لربنا الليلة وندعوه ونستغفر، فهو يعلم أني قد كنت أحب الصلاة له ، وتلاوة كتابه ، وكثرة الدعاء والاستغفار))، وهكذا ورد في غيره من المصادر ونقل في المقاتل …
أيّها المؤمنون الموالون يا من تجعلون الإمام الحسين قدوة وأسوة لكم، هكذا قضى إمامكم ليلة عاشوراء مستأنساً بتلاوة كتاب الله تعالى، والدعاء والصلاة إلى ربّه، بل هكذا قضى كل لياليه من عمره الشريف، ويعلم الله تعالى منه هذا الميل والحب، فحقّق له مراده ومناه في آخر ليلة من حياته المباركة.
وهكذا كان أهل بيته وأصحابه من حوله – في هذه الليلة – يسمع لهم دويّ كدويّ النحل، ما بين راكع وساجد وقائم وقاعد.
فالحري بالمؤمن الصادق الموالي أن يكون هكذا في هذه الليلة العاشورائية ليكون متبعاً حق الإتباع …
نعم، إحياء المجالس ومظاهر الحزن والأسى والألم والحرقة والدموع…. مطلوب على كل حال، فإنَّ فيه نعم المودة والأجر والثواب، ولكن خذ من إمامك كذلك ما ينفعك لدينك وتقواك وعقيدتك، وافتح كتاب الله العزيز واتلوا آياته وتأمل في كلماته وقم الليل مصلياً راكعاً ساجداً وأكثر من الدعاء لنفسك وإخوانك وأهل بيتك ولا تنسى إمامك المهدي (عليه السلام) بتعجيل الفرج والنصرة والتمكين.
(اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً).
الشيخ ميثم الفريجي
يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية