ذو القرنين المذكور في قوله تعالى: “ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكراً”، كان ملكاً من ملوك الأرض وعبداً صالحاً مسلماً، طاف الأرض يدعو إلى الإسلام ويقاتل عليه من خالفه، فنشر الإسلام وقمع الكفر وأهله وأعان المظلوم وأقام العدل.
وفي برنامج “رحيق الجنان” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية تم تسليط الضوء على قصة ذي القرنين مع الدكتور طلال الحسن.
ذكر الدكتور طلال أن ذو القرنين جاء في الأخبار أن اسمه عبد الله بن الضحاك وقيل أن اسمه اسكندر، الروم تنسبه إلى أنفسهم ، كما وقع خلاف في كونه هل هو نبي أم وصي أم عبد أم ملك؟ القرآن يسكت عن ذلك لا يسميه، مبيناً أن أمير المؤمنين (ع) عنده وقفة جليلة عند هذه المسألة، يسأله ابن الكوى يا أمير المؤمنين أخبرني عن ذي القرنين أنبي كان أم ملك؟ وأخبرني عن قرنه أمن ذهب أو فضة؟ فقال له: لم يكن نبي ولا ملك ولم يكن قرناه من ذهب أو فضة لكنه كان عبداً أحبَّ الله فأحبّه الله، ونصح لله فنصحه الله.
وأضاف الدكتور طلال أن قصته ذكرت بالقرآن بمقدار لا بأس به، وجاء القرآن ملبياً لسؤال قد سألته قريش عن طريق اليهود، أرادوا أن يحرجوا النبي (ص) فحرضوا قريش عليه ليسألوه عن ذي القرنين حتى يعرفوا اذ أنه نبي أو لا، قال تعالى “ويسألونك عن ذي القرنين” من يسأل: قريش، ومن حرضهم اليهود حرضتهم، القرآن يجيب: “سأتلوا عليكم منه ذكراً”، موضحاً أن النبي (ص) عندما سُئِلَ سكت، فجاء القرآن وتحدث قال “سأتلوا عليكم منه ذكراً” بمعنى شطراً من قصته لأن ذو القرنين طاف الأرض له قصص كثيرة، فاختار القرآن شيئاً من هذه القصص المباركة.
كما بيّن الدكتور طلال أن قصصه تنطلق في أول توصيف له عظيم قال تعالى “إن مكنّا في له الأرض” يعني أعطيناه القوة والقدرة على أن يدير ما تحت يده في الأرض، واستطاع أن يطوع الطبيعة كما في الحديد، أو القدرة على الحركة في الأرض لأنه كان يجوب الأرض شمالاً وجنوباً، مشيراً إلى خبر عن أمير المؤمنين (ع) يقول: “سخر الله له السحاب فحمله عليها” القصة ليست قصة سحاب مرتبطة بسليمان (ع) فقط، “ومدّ له في الأسباب” بمعنى أنه جعله يكتشف أسرار الطبيعة وعندما يكتشفها تطوعه له الطبيعة، “وبسط له النور” فأصبح يبصر، “فكان الليل والنهار عليه سواء” هذا معنى تمكينه في الأرض وهو أنه سهل المسير فيها.
لمتابعة الحلقة كاملة على اليوتيوب:
https://www.youtube.com/watch?v=9pNT2YNPCyU