1 _تصدي الامام الهادي عليه السلام وهو يمثل قمة الهرم في المجتمع الإسلامي ، وبيده المرجعية العامة للامة ، يعطي زخما دينيا وحركيا واجتماعيا لفريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من جهة ، ويعطي صورة جلية عن شجاعة القيادة وحكمتها وتصديها لمسؤوليتها الشرعية والاخلاقية من جهة ثانية ، ويربي ابناء المجتمع على الشجاعة وقوة الارادة والهمة العالية في تعلم المعروف والدعوة اليه ، ونبذ المنكر ومواجهته من جهة ثالثة .
2 _ وقوف الإمام الهادي عليه السلام بوجه المتوكل وتوبيخه ، وتقزيمه ، واستصغار قدراته ، يعتبر هذا الموقف كسرا لحاجز الخوف الذي كان يستوعب قلوب الناس من ظلم المتوكل واستهتاره وطغيانه ، وهو مهم جدا في تحريك الارادة الاجتماعية عند الجماهير للثبات في ميدان مواجهة الظلم .
3 _ حول الامام الهادي عليه السلام اجواء المظلومية التي كان فيها من انتهاك حرمة بيته وبلا استئذان ، و اعتقاله في جنح الليل المظلم ، وإدخاله رغما عنه الى مجلس المتوكل ، وفرض الجلوس على مائدة اللهو ، حول كل تلك الظلامات الى اجواء مقرونة بالعزة والإباء ممزوجة بالصبر على البلاء ، والثبات على المبدا .فكان ذلك اليوم مع ان ظاهره ظلامة واهانة ، كان في حقيقته يوما متميزا بجلسة عزة المظلوم على الظالم .
السلام على الإمام الهادي
( بَاتُوا عَلَى قُلَلِ الْأَجْبَالِ تَحْرُسُهُمْ
غُلْبُ الرِّجَالِ فَلَمْ تَنْفَعْهُمُ الْقُلَلُ
وَاسْتَنْزَلُوا بَعْدَ عِزٍّ مِنْ مَعَاقِلِهِمْ
وَاسْكِنُوا حُفَرًا يَا بِئْسَمَا نَزَلُوا)
______
الشيخ عمار الشتيلي
2 _رجب _ 1446 هج