يُعدّ جِهاد العبد لهواه أعظم أثراً من جِهاد المرء لأعدائه وأبلغَ منه، حيث أن الجِهاد الذي يتمثّل في مواجهة الكُفّار ومدافعَتهم هو في الواقع أقل خطورة من مُجاهَدة المسلم لما يتنازعه من أهواء تتمثّل في حب الدنيا وملذاتها ومغرياتها، ممّا قد يودي به إلى الهلاك، فجهاد النفس له مراتب ودرجات وهيئات، فإذا أراد المسلم الابتعاد عن الذّنوب، وتجنّب ارتكاب المعاصي، والمداومة على الفضائل والتحلّي بالأخلاق الحميدة، فإنّ عليه القيام ببعض الأمور والأعمال المُعِينة على ذلك، بعد أن يُدرك ما هي مراتب جهاد النّفس وأنواعه.
هذا ما تحدثنا عنه في برنامج استراحة مقاتل الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية مع سماحة السيد عادل الياسري.
حيث قال السيد عادل الياسري أن أسمى أنواع النفس هو محاربة الإغراء ومنه تتولد كل المجاهدات الأخرى على نحو الاستقامة، فعندما يدخل الإنسان حظيرة الدنيا يلتقي بالإغراءات الكبيرة التي يسهلها له الشيطان فعليه أن يواجهها لكي تتحول إلى فريقه وحزبه.
وأضاف السيد الياسري أن الله عز وجل قد نبهنا إلى المعبودات الموجودة على الأرض فهو دراسة لهذه الأوضاع من أجل أن نعيش الحالة التربوية توصلنا إلى أن نكون مستقيمين في رب العالمين منها عبادة الهوى.
كما أشار الياسري إلى أن العبادة الذاتية هي انصياع الإنسان إلى الأخبار الواردة عن ذاته إلى رغباته، فعلينا عدم تبرير انسياقنا وراء الآلهة الموجودة على الأرض التي تدفعنا إلى الانعطاف، بالإضافة إلى مواجهتها.
وختم السيد الياسري حديثه أن جميع الانحرافات على الأرض تؤخذ من ألوان العبادات، فلو أحب كل إنسان أخيه الإنسان ما كنا نرى هذه العبثية الموجودة على الأرض.
https://www.youtube.com/watch?v=EsnT2pQJRiQ