(يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)
جاءت هذه الآية في تشريع واجب شرعي وليس مستحب وهو الصوم الواجب، فمن الأولى ان يكون ذلك في المستحب
وكانت الآية في معرض الحديث عن وجوب صوم العبد في شهر رمضان المبارك في حالته الطبيعية.
واستثنت من ذلك حالتين: وهما المرض والسفر، وأمرت بصيامه في أيام أخرى
لماذا؟.
لان الله تعالى (يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)
وفي رواية عن النبي الاكرم (ص):
(إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه).
فكما يريدك ان تلتزم بالواجبات فكذلك يربدك ان تلتزم بالأمور التي رخصها ويسرها لك.
ومن هذا المنطلق (اي منطلق الرخصة والرحمة)
نصح سماحة المرجع الديني والأب الشفيق على رعيته وأبنائه سماحة الشيخ محمد اليعقوبي المؤمنين بأن يسيروا الى الإمام الحسين (ع) في الزيارة الأربعينية لهذا العام 1446 من المدن القريبة لكربلاء وهي: (النجف، الحلة، بغداد)
لما استوجب هذا العام من الضرر على الزوار بسبب سيرهم من مسافات طويلة بسبب شدة الحر وبحسب ما نقله اهل الاختصاص من تضرر الجسم والجلد بالأشعة فوق البنفسجية لنسبة عالية من الزوار المشاية ودخول نسبة ليست بالقليلة منهم الى المستشفيات.
أفبعد نصيحته هذه يطعن به؟
ان كلام سماحة المرجع وكلامي هذا لمن يفهمه ويعيه
أما حديث الذين يسقطون دون ان يطلعوا على المضمون
او يطّلع ولا يحركه الدليل وانما يحركه التعصب والطاعة العمياء (وَقالُوا رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا) فكلامهم لا قيمة له إنما القيمة للأدلة العلمية فقط.
ثم هي نصيحة إن أخذت بها فقد اتبعت السُنّة، وإن لم تأخذ بها فبراحتك
وإليك الرواية التالية:
عن ابن مسكان قال: حدثني مُيسّر قال: قلت لأبي عبد الله (ع) رجل أحرم من العقيق وآخر من الكوفة أيهما أفضل؟
قال: يا مُيسّر أتصلي العصر أربعا أفضل أم تصليها ستا؟
فقلت:أصليها أربعا أفضل
قال: فكذلك سُنّة رسول الله (ص) أفضل من غيرها.
وهنا تأتي الرواية الثانية لتفسر لنا السُنّة
فيقول الإمام الباقر (ع):
(أصبتما الرخصة واتبعتما السُنّة، ولا يعرض لي بابان كلاهما حلال إلا اخذت باليسير، وذلك أن الله يسير ويحب اليسير ويعطي على اليسير مالا يعطي على العنف).
اسأل الله تعالى ان يتقبل من المؤمنين ويوفقهم الى صالح الأعمال
علي الطيّار
الأول من صفر الخير 1446