التأكيد على مفهوم الولاية الحقيقية للإمام علي (عليه السلام) الذي يكون بشكل تكاملي بذلك التسلسل الذي بينه رسول الله وأكد عليه بحديثه، بالحب باللسان والقلب والسير على نهجه.
هذا مما في كلمة سماحة المرجع الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) التي ألقاها في وفد من أهالي ناحية المهناوية من محافظة الديوانية بتاريخ 2 / ذو القعدة / 1438 هـ الموافق 27 ـ 7 ـ 2017 بعنوان:(ولاية الإمام علي (عليه السلام) وسورة التوحيد أعمال ثقيلة في الميزان)
استعرض سماحته رواية عن الامام الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال يوماً لأصحابه: أيّكم يصوم الدهر؟ فقال سلمان: أنا يا رسول الله، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فأيّكم يحيي الليل: فقال سلمان: أنا يا رسول الله، قال فأيكم يختم القرآن كل يوم فقال سلمان أنا يا رسول الله فغضب بعض أصحابه فقال يا رسول الله إن سلام رجل من الفرس يريد أن يفتخر علينا، قلت أيكم يصوم الدهر قال أنا وهو أكثر أيامه يأكل، وقلت أيكم يحيي الليل فقال أنا وهو أكثر ليله نائم، وقلت أيكم يختم القرآن في كل يوم فقال أنا وهو أكثر أيامه صامت، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بهدوء: مه يا فلان أنّى لك بمثل لقمان الحكيم، سلمان فيكم كلقمان الحكيم، سله فإنه ينبؤك، فقال الرجل لسلمان يا عبد الله أليس زعمت أنك تصوم الدهر فقال: نعم، فقال: رأيتك في أكثر نهارك تأكل، فقال سلمان: ليس حيث تذهب، إني أصوم ثلاثة أيام في الشهر وقال الله عزّ وجل (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) وأصل شعبان بشهر رمضان فذلك صوم الدهر، فقال الرجل لسلمان: أليس زعمت أنك تحيي الليل، فقال سلمان نعم: فقال الرجل: أنك أكثر ليلك نائم، فقال: ليس حيث تذهب، ولكنني سمعت حبيبي رسول الله (ص) من بات على طهر فكأنما أحيى الليل فأنا أبيت على طهر، فقال الرجل لسلمان أليس زعمت أنك تختم القرآن في كل يوم، قال نعم: قال فأنت أكثر أيامك صامت، قال ليس حيث تذهب، ولكني سمعت حبيبي رسول الله (ص) يقول لعلي (عليه السلام): (يا أبا الحسن مثلك في أمتي مثل قل هو الله أحد، فمن قرأها مرة فقد قرأ ثلث القرآن ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن ومن قرأها ثلاثة فقد ختم القرآن ـ هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله ـ فمن أحبك بلسانه فقد كمل له ثلث الإيمان ومن أحبك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثلثا الإيمان ومن أحبّك يا علي بلسانه وقلبه ونصرك بيده فقد استكمل الإيمان والذي بعثني بالحق يا علي لو أحبك أهل الأرض كمحبة أهل السماء لك لما عذب أحدٌ بالنار). وأنا أقرأ قل هو الله أحد في كل يوم ثلاث مرات فكأنما ختمت القرآن في كل يوم فقام ذلك الرجل فكأنه قد ألقم حجرا.
ملفتا النظر إلى التفاتة سلمان المحمدي الذكية في الإشارة إلى منزلة علي بن أبي طالب ع وموقعه الحقيقي الذي نصبه الله فيه كواحدة من طرق التبليغ للولاية الحقيقة وإفهام المجتمع الإسلامي بهذا النبأ العظيم وتلك المكانة الإلهية التي خصلها بأمير المؤمنين (عليه السلام)، وكيف يكون الولاء الحقيقي من قبل سلمان المحمدي رضي الله عنه باستثمار تلك الفرص خير استثماروبث روح الوعي الرسالي الولائي لعلي بن أبي طالب عليه السلام.
وأشار سماحته إلى الربط بين سورة التوحيد والإمام علي (عليه السلام) بأن سورة التوحيد محورها الإخلاص لله تعالى وتوحيده الحقيقي وكذلك الإمام علي (عليه السلام) الذي جسد ذلك التوحيد وذلك الإخلاص بشكل حقيقي.
التأكيد على مفهوم الولاية الحقيقية للإمام علي (عليه السلام) الذي يكون بشكل تكاملي بذلك التسلسل الذي بينه رسول الله وأكد عليه بحديثه، بالحب باللسان والقلب والسير على نهجه.