المسلم أخو المسلم فالعلاقات الاجتماعية في الإسلام وبين المسلمين لا تقوم على روابط العرق أو اللغة أو القبلية،
كما لا تقوم على أساس القربى وذي النسب والمصالح المادية فقط وإنما تقوم في الأساس على قاعدة الأخوة الإيمانية،
لقوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم “إنما المؤمنون إخوة ” فالأخوة الإيمانية تقوم بدورها على منظومة متكاملة من الحقوق و الواجبات.
حيث تحدث كل من سماحة الشيخ عبد المنعم الزين رئيس المؤسسة الاجتماعية الإسلامية في السنغال، وسماحة الشيخ غازي حنينة عضو تجمع العلماء المسلمين في لبنان ضمن برنامج في رحاب التقريب عن مفهوم الأخوة الإيمانية، وكيف نفعّل هذه الحقوق والواجبات في العلاقة بين المسلمين بشكل عام وبين أتباع المذاهب على وجه الخصوص؟، وماهي العقبات التي تحول دون تطبيق هذه الحقوق و الواجبات في العلاقة بين المسلمين؟، وكيف نجعل من الأخوة الإيمانية منطلقاً لتحقيق التقارب بين المذاهب و أساساً للوحدة الإسلامية ؟
وبدوره أكد سماحة الشيخ غازي حنينة ” أن رسالة الإسلام هي خاتمة الرسالات وهي الرسالة التي أرسلها الله سبحانه وتعالى لتكون رسالة الله عز وجل إلى قيام الساعة والأمر الذي يريده الله عز وجل هو بناء مجتمع متين يبنى على أسس سليمة دائمة ثابتة لا تتغير.
وجعل الله عز وجل قاعدة الأخوة مبنية على هذه الأسس الثابتة التي لا تتبدل و لا تحمل اجتهاداً و لذلك أخوة المسلمين فيما بينهم أخوة إيمانية لا تبنى على أساس المصالح الآنية و لا تبنى على أساس المناطق التي قد تتغير بين زمن و زمن، فالمسلم أخو المسلم سواء كان أبيض أم أسود ولا يملك أي مسلم أن يحدد معايير الأخوة من عنده، إنما الذي حدد المعايير هو الله سبحانه و تعالى.
و أضاف سماحة الشيخ عبد المنعم الزين أن مفهوم الإيمان هو الاعتراف بالله عز وجل والنبوة والقرآن ثم العمل عن قناعة بمقتضيات هذا الدين، وبداية الطريق إعلان الشهادتين ثم التدرب على تطبيق قواعد الإسلام للوصول إلى حالة معينة للمتدين العالي ليحقق الإيمان، موضحاً أن هذا المعنى ليس هو المراد عندما نقول ” إنما المؤمنون إخوة ” ليس فقط المتدينون في الدرجات العالية هم الإخوة ، المسلمون كلهم إخوة، فعندما نقول المؤمنون إخوة يعني جميع المسلمون إخوة وهذا ما أكدته الأحاديث المسلم أخو المسلم أحبّ أم كره.
وفي هذا السياق يمكن أن نستنج أنه لا بد من أن يعلم جميع أتباع ومقلدي المذاهب الإسلامية أن اتهام أخاه المسلم بالكفر والارتداد وإصدار فتاوى القتل وإباحة الدم المخالف لمذهبي وكذلك التحصن داخل قلاع المذاهب والطوائف واعتبار ذلك التزاماً بالإسلام ودفاعاً عن شريعته كل ذلك لا يلغي حقوق المسلم ومسؤوليته تجاه أخيه المسلم.
وحدها أخوة الإيمان والإسلام قادرة على جمع ما تفرق من هذه الأمة وتوحيد صفوف أبنائها لمواجهة تحديات الاستعمار والتخلف والاستبداد السياسي.
لمتابعة الحلقة 21 من برنامج في رحاب التقريب كاملة :
https://www.youtube.com/watch?v=-YMrCqO1Oa0