بغداد – قناة النعيم
دعا امام وخطيب جمعة بغداد الشيخ عادل الساعدي في خطبة الجمعة، المؤسسات الاجتماعية وأفراد المجتمع إلى توفير الماء البارد وبعض العصائر ومولدات الكهرباء فهذه من الامور الانسانية المحترمة اجتماعيا ودينيا، محذراً من الفتنة التي هي تعتبر تهديداً للأمن الاجتماعي، معتبراً ان النصر الحقيقي هو الحفاظ على وحدة العراق أرضاً وشعباً وليس القضاء على داعش فقط.
وقال الشيخ عادل الساعدي من على منبر جامع الرحمن في المنصور بالعاصمة بغداد، ان “القران الكريم يؤسس الى قانون اجتماعي مهم وهو قانون الأمن الاجتماعي ومثل هذه القوانين تحفظ كيان المجتمع من التصدع وكثيراً ما ركزت الشريعة على مثل هذه القوانين لإيجاد بيئة مستقرة تفضي إلى حياة كريمة وان الفتنة هي تهديد للأمن الاجتماعي”.
واضاف الساعدي “والعراق ليس ببعيد عن هذا المنطق القرآني والشرعي فمن يتلاعب بأمنه الاجتماعي سوف لن يكون بمنأى عن الفتنة وآثارها، وهل ما نمر به هذه الأعوام من اضطراب وعدم استقرار الا بسبب من يسعى إلى إيقاظ الفتن ويدفع الجميع فاتورة الثمن”.
وحذر الساعدي إننا “على مقربة من اعلان بيان النصر في تحرير الموصل ، ولعل معركة تحرير الأرض ستنتهي لكن تحرير بعض العالقين بوحل فكر داعش وفساد المعتقد تطول معهم المعركة ، وإنني أستغرب مما حدث في الاسبوع الماضي حيث أخذت بعض مواقع التواصل الاجتماعي تحدد من يحق له أن يفرح ببيان النصر ومن لا يحق له ، ولا أرى فيها إلا زعزعة لما نحققه من انتصار وبث فرقة جديدة في المجتمع”.
واشار الساعدي ان “الذين يحملون النوايا الطيبة وكان همهم التحرير كلهم مشتركون بالنصر واعلانه كما أن الأهم أن نفكر في حفظ هذا النصر وأن لا يسرق في ظل الركون إليه ، إذ إن كثيرا من المراقبين يعدون مرحلة ما بعد داعش أخطر من مرحلته وإلا فمشروع بايدن في تقسيم العراق مازال قائماً، والنصر الحقيقي هو الحفاظ على وحدة العراق أرضاً وشعباً”.
وبين الساعدي “كنا نأمل من قرب انتهاء معارك التحرير ان يدعو بعض قادة البلد لاجتماعات وطنية يشارك فيها الجميع دون الدعوة لمؤتمرات على أساس المكونات أو السعي لاستفتاء يرسخ لمشرع بايدن أهدافه فإن مثل هذه الخطوات تعد بالتأكيد مشاريعا تضعف من العراق وقدراته ، ولا يتصور من يغلب المصلحة الطائفية أو القومية سيكون بمأمن من هذه الفتن فإن يد الله مع الجماعة وحفظ كيان المجتمع”.
ودعا الساعدي “جميع القيادات السياسية المخلصة إلى عقد مؤتمر وطني أساسه نبذ الإرهاب والتصالح وترك الخلاف والحفاظ على وحدة العراق أرضاً وشعباً واحترام المواطنة وتغليب المصلحة العامة على بقية المصالح الضيقة وأن يرسم خارطةً جديدة لمرحلة ما بعد داعش فإن من دون هذا الالتئام لا يكتمل النصر ولا يكون وفاءً للتضحيات التي قدمها شبابنا من أجل بلدهم وهو أقل الوفاء لدماء الشهداء والجرحى”.
وبخصوص الكهرباء والتظاهرات حولها، شدد الساعدي “أننا نؤكد على حق مطالبة شعبنا بتوفير الخدمات ولا سيما الكهرباء وحقهم الدستوري في التظاهر المنضبط وفق القانون وبصورة سلمية وحضارية وعلى الجهات الحكومية أن لا تتعامل بأساليب قاسية كاستخدام السلاح والرصاص الحي ، كما ندعو أبناء الشعب العراقي أن يكونوا يقظين وحذرين ممن يبغون الفتنة فيستغلون من المخلصين همومهم الوطنية ومطالباتهم الحقة ويصرفوا المطالب المشروعة إلى غايات سياسية لا تحقق مطالبهم ، فإن تأسيس تنسيقيات بغايات سياسية تحت عناوين المطالبة بالخدمات قد تكون افعالاً يبتغى منها الفتنة وقد تأتي بنتائج لا تحمد عقباها تعم الجميع ، لذا ندعو شبابنا إلى اليقظة والحذر من تمرير اجندات خارجية ليس لها هدف الا دمار هذا البلد”.
وبخصوص اوضاع طلبة الامتحانات الوزارية، قال الساعدي “نبارك لأبنائنا الطلبة في الصفوف المنتهة لمرحلة الاعدادية أدائهم امتحانات البكلوريا متمنين لكم النجاح فأنتم بناة المستقبل، ويؤسفنا أداءكم الامتحانات في ظل هذه الأجواء القاسية الشديدة الحر ، وقد بلغنا من طلبتنا الأعزاء ضعف الدعم اللوجستي لهم من قبل المؤسسات للحكومية وضعف استجابتها”.
ودعا الساعدي جميع المؤسسات الاجتماعية وأفراد المجتمع إلى “توفير الماء البارد وبعض العصائر ومولدات الكهرباء فهذه من الامور الانسانية المحترمة اجتماعيا ودينيا فلا تقصروا مع الطلبة فهم أبناءكم وهذا من قبيل توفير الدافع والحافز المعنوي لهم لتخطي عقبة الامتحانات في هذه الظروف”.