المؤمن من يَستشعر وجود الله سبحانه وتعالى معه في حياته كلّها بحركاته وسكناته، في فرحه وحزنه وشدّته ورخائه، فيوقن حق اليقين أنّ الله مدبر الأمور ومسيّرها، كل شيء في الكون يَسير بحكمة الله وأوامره بدقة تامة، ولهدفٍ مُعيّن قد يعرفه الإنسان وقد يجهله ويبقى السبب الحقيقي في علم الغيب عند الله عز وجل، أمّا إن كان سبب الحدوث مَجهولاً فإنّ المؤمن الحق يبقى على يقين بأنّ الله سبحانه وتعالى لا يُدبّر لعباده إلا ما كان فيه خيرٌ لهم.
هذا ما تطرقنا إليه في برنامج قناة النعيم الفضائية حول موضوع “اليقين” مع فضيلة الشيخ صهيب حبلي.
حيث تحدث الشيخ صهيب حبلي أن الإيمان هو مولد الطاقة فكلما زاد الإيمان زادت الطاقة، والمؤمن إيمانه يزيد وينقص، أما إيمان الملائكة فلا يزيد ولا ينقص لأنهم أصلاً مسيّرين لا مخيرين، وإيمان الأنبياء يزيد ولا ينقص، وهناك صفة من صفات المتقين لم يتم ذكرها سابقاً وهي نعمة من النعم الباطنة والتي تعد أكثر من النعم الظاهرة وهي نعمة اليقين.
وأضاف الشيخ حبلي أن اليقين هو عكس الشك وقد عرفه أهل العلم بأنه تكذيب النظر وتصديق الخبر، والعين لا ترى الملائكة معنا ولكن نحن على يقين بأنهم معنا والدليل على هذا كلام النبي (ص) “ما جلس مجموعة يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة”.
وأشار الشيخ حبلي أن يقين الإنسان بما أعد الله له يجعله صاحب همة، ويقينه بالعذاب والحشر والعقاب والوقوف بين يدي الله يحجبه ويبعده عن الغفلة، لأن الدعائم هي أساس الإيمان حيث أن الصبر نصف الأيمان واليقين الإيمان كله، والمتيقن يعلم بأن هذا الصيام والقيام محفوظ عند الله عز وجل ولا يضيع.
وختم الشيخ صهيب حبلي أن من ثمرات اليقين كون المؤمن في قبره غير فزع، وضعف اليقين هو الذي يضعف الهمم كطلب رضى الناس على حساب رضى الله.
https://www.youtube.com/watch?v=NApGobx5kJY&list=PL7fHj9JrEc_WKhC_uiu0p0FNPzmfxxuk9&index=29