لا يوجد شخص على هذهِ الأرض تخلو حياته من أخطاء سواء كانت أخطاء في الدّين أو في الحياة العمليّة أو العلميّة، لأنّ البشر مهما بلغت درجتهُم يبقى أحدهُم قاصراً أمام بشريّته وفطرته الإنسانيّة التي خلقهُ الله عليها، فنحنُ لسنا ملائكةً لا نُخطىء لأنّ في ذواتنا شهوات ورغبات ونوازع للشر أحياناً ولا تنكبح هذهِ إلاّ بوجود ما يردعها سواء الخوف من سلطة المُجتمع أو تقوية جوانب الخير من خلال التربيّة الصالحة القويّمة، أو من خلال الأهمّ وهو الوازع الدينيّ الذي بمثابة السُلطان الحاكم للقلب والجوارح والأركان.
هذا ما سلطنا عليه الضوء في برنامج “أفعال القلوب” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية حول موضوع “التوبة القلبية” مع سماحة السيد بهاء الموسوي.
حيث تحدث السيد بهاء الموسوي أن هناك توبة نعلمها وتوبة لا نعلمها أو حدثت ونسيناها أو تجاهلناها، كالتوبة الجوارحية التي يقطع الإنسان فيها الذنب، وأخرى جوانحية أي لا يفكر الشخص بالذنب لأن التوبة الأولى مقدمة للتوبة الثانية وليس العكس كما أنه مطلوب من الإنسان أن يتوب توبة القلب لا توبة القالب.
وأضاف السيد الموسوي أنه يوجد أركان أساسية إذا ثبتناها صار لدينا بنيان اسمه التوبة القلبية منها: ألا نفكر بالذنوب في المرحلة القادمة وألا نتلذذ بالذنب الذي مضى، لأن التوبة لا تنبع إلا من القلب المحب القوي الثابت مع الله عز وجل، ومن هنا كانت توبة الأئمة والصالحين والأنبياء، لأن الإنسان الذي يحب التوبة لا ينكسر.
وختم السيد بهاء الموسوي حديثه قائلاً إن النظر إلى الله أولاً قبل النظر إلى الذنب هي النقطة المركزية الفارقة للتفريق بين التوبة الظاهرية والقلبية التي ترفع شأنك عند الله.
لمتابعة الحلقة كاملة على اليوتيوب:
https://www.youtube.com/watch?v=m25qIgX8l9g