يعتبر فتح مكة المكرمة من أعظم الفتوحات الإسلامية، وسمّي بالفتح العظيم، و كان الفتح بعد هجرة الرسول محمد (ص)وأصحابه ومن آمنوا به، ولقد وعد الله عز وجل رسوله الكريم أن يعود إلى مكة المكرمة بفتح عظيم فهي من أحب بلاد الله إلى فؤاد الرسول (ص) فهي مسقط رأسه، والبلد التي بعث منها نبياً ونزل عليه الوحي فيها مبلغاً إياه بنبوته وبرسالته العظيمة.
وفي برنامج “رحيق الجنان” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية تم تسليط الضوء على فتح مكة، مع الدكتور طلال الحسن.
حيث ذكر الدكتور طلال أن سنوات فاصلة في تاريخ الإسلام السنة السادسة صلح الحديبية، السنة السابعة كان فتح خيبر، والسنة الثامنة فتح مكة بعدما رجع المسلمون من صلح الحديبية ووعدهم الله سبحانه وتعالى بالفتح القريب وهو فتح خيبر، الله سبحانه وتعالى وفى لهم بذلك وكتب لهم النصر وكان بطل ذاك النصر أمير المؤمنين (ع)، كما ان قريش في معاهدتها بصلح الحديبية كان واحد من البنود هو عدم التعدي من قِبل الفريقين على الآخر ولا أن يتعدى أحد الحلفاء على حلفاء الآخر.
وأضاف الدكتور طلال أن كان هناك قبيلة تسمى بني بكر من حلفاء قريش وقبيلة أخرى تسمى خزاعة من حلفاء النبي (ص) فجاءت قريش وأغرت قبيلة بني بكر للتعدي على قبيلة خزاعة وفعلاً غاروا عليها وقتلوا ما قتلوا وأسروا ما أسروا فاستغاثت خزاعة بالنبي (ص) فوعدهم (ص) بالنصرة وأن يتهيأ للأخذ بحقهم، مبيناً أن الهدف كان أكبر من ذلك من أن يواجه قبيلة بني بكر لأن هذا النقض هو نقض معاهدة مع قريش فرجعت في الواجهة مرة أخرى، فالنبي (ص) كان قد خرج من معركة خيبر منتصراً ودخلت قبائل كثيرة في الإسلام، فلما جاء هذا الموقف كأنه هو أعطى فرصة تاريخية للنبي (ص) لفتح مكة وغلق هذه الصفحة السوداء التي سطرتها قريش من مظالم ومآسي وتعديات وتجاوزات وما دامت قريش ومكة ليست في عدة المسلمين فلا قائمة للمسلمين فلا بد أن تعود الديار إلى أهلها.
ووضح الدكتور طلال أن الرسول (ص) قد دعا أن يعمي عيون قريش وجواسيسسهم كي لا يعلمون بحركة المسلمين وهدفهم فأعدّ النبي (ص) جيشاً ضخماً تعداده قرابة 10 آلاف مقاتل وقريش كانت ضعيفة هزيلة في ذاك الوقت، كما اجتمع المسلمون في شهر رمضان من كل المناطق من عدة قبائل للمشاركة في هذا الفتح العظيم ووصل الجيش الإسلامي إلى مشارف مكة وكان النبي (ص) واحد من حنكة القادة أراد أن يدخل الرعب في قلوب قريش حتى لا تفكر في أن تتحداه، فأمر مقاتليه أن يمسك كل واحد منهم بشعلة نار ويرفعها ويحيطون بمكة من أبوابها الأربعة فدخل الرعب في قلوب قريش.
كما أشار الدكتور طلال أن العباس بن عبد المطلب استطاع أن يتحرك حركة سياسية دبلوماسية على أبي سفيان ليقنعه بالاستسلام وطبعاً أبو سفيان لم بعتقد بالإسلام حتى يُسلم أو يستسلم إنما وجد نفسه خاسراً لأن النبي (ص) سيظفر بهم شاؤوا أم أبوا، فاذا لم يسلم ماذا سيحصل (القتل) فاذاً هو يحافظ على نفسه وماله وتجارته وكان يطمع بأن النبي (ص) اذا قرر أن يسلم ويأذن للنبي (ص) بالدخول وتخضع مكة لحكم النبي (ص) وأيضاً يدخل بالإسلام هو، فقال النبي (ص) من دخل دار أبو سفيان فهو آمن، هذا تكريم من النبي (ص).
وبيّن الدكتور طلال أن العباس كان صديق أبو سفيان وكان يعرف يعرف بنفسيته، فجاء للنبي (ص) وقال: يارسول الله انت تعرف من هو أبو سفيان رجل يحب الفخر فأعطيه شيئاً حتى تسكن نفسه فقال النبي (ص) “من دخل دار أبو سفيان فهو آمن فقال أبو سفيان داري؟ قال (ص): دارك”، بعد ذلك دخل الجيش كانت هناك مقاومة بسيطة في مطلع المدينة ولكن فُتحت مكة دون إراقة دماء حقيقية واستسلم هؤلاء القريشيون والنبي (ص) أخضع المدينة من دون شرط منهم.
لمتابعة الحلقة كاملة على اليوتيوب: