إن ثقافة الأخوة طرحها القرآن لأنه أراد أن يفعلها في الواقع الخارجي فيما بين المجتمع الإسلامي، وإن المعاني التأثيرية لانفكاك الأخوة داخل المجتمع نراه اليوم في تفكك المجتمع واضطهاده من دول الاستكبار العالمي، وعندما نريد العودة إلى تاريخنا حين كان مندكاً كالجسد الواحد لم يكن أحد يستطيع أن يتغلب عليه، فالجسد بحاجة إلى البروتين والمادة الغذائية ليصبح قوياً جداً.
هذا ما تطرقنا له في برنامج استراحة مقاتل الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية مع سماحة السيد عادل الياسري.
حيث قال السيد الياسري أن منظومة القرآن هي منظومة مشبوكة وتواصلية وامتددية تحتاج لإمعان كثير، حيث أن الأحاديث تقول أن هذه العلاقة سوف تستمر وتنطلق من الدنيا ولا تتجمد فيها ولكنها تستمر إلى أن تصل إلى عالم الآخرة وذلك لأن أهدافها وغاياتها روحية وإصلاحية.
وأضاف السيد الياسري أن السبب الذي يجعل من المسلمين أن يكونوا بهذه الطبقة والروح هو أن الغايات التي التقوا عليها سامية وليس هابطة وسافلة، لذلك نجد هذه الروح من الأخوة، فكانت الغايات الكبيرة تتعدى حدود الواقع المادي.
كما لفت السيد الياسري إلى أن هناك نوع من الأخوة لا يعتريها الفناء ولا تموت، لأنها ليست مجرد جسد ينقطع بالفناء والتراب وإنما تدوم لأنها روح تنتقل معهم إلى العالم الآخر ليشفع الأخ لأخيه.
وختم الياسري قائلاً أن الإسلام يجعل الإنسان يمتلئ من الحضارة لا الانتفاخ لأن هواء يذهب بسرعة، مشيراُ إلى أن فعاليات الدنيا ضيقة وتريد الحصول على ما في يد الآخرين.