محاضرة الشيخ كامل الباهلي في اليوم الأول من شهر محرم.
قال تعالى: “الفتنة أكبر من القتل” والفتنة مصطلح ورد في القرآن الكريم بألفاظ وآيات كثيرة، قال تعالى “يسألونك عن الشهر الحرام قتالٌ فيه قل قتال فيه كبير وصدٌّ عن سبيل الله وكفرٌ به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل” هذه الآيات نزلت بعد الحادثة عندما هاجر النبي (ص) من مكة إلى المدينة، طبعاً النبي (ص) بقي في مكة 13 سنة ولم يستطيع إقناع أهل مكة بالعكس كانوا مع قريش هي معقل الشرك والكفر ومحاربة الإسلام، فهاجر النبي (ص) خائفاً هو وأصحابه وهذه الهجرة هي الهجرة الثانية، أما الهجرة الأولى كانت كانت سنة 5 من البعثة، والتي هاجر فيها جعفر الطيار (رض) مع مجموعة من المؤمنين إلى الحبشة.
استقر النبي (ص) في المدينة المنورة وبدأت سراياه (ص) تقطع الطريق على قوافل قريش لأن قريش ظَلَمِه صادروا أموال المسلمين، و ذات يوم بعث النبي (ص) سريةً، هذه السرية وصلت إلى مكان مرور القوافل وصلت في اليوم الأخير من شهر جمادة الثانية وبعدها يوم الأول من رجب وهو من الأشهر الحرم، وهذه الأشهر لا يحق فيها القتال حتى في زمن الجاهلية، هؤلاء لما وصلوا اعتقدوا أن اليوم الثاني هو من جمادة الآخرة فهاجموا القافلة وقتلوا رئيسها، واستولوا على الأموال وجاؤوا للنبي (ص)، قريش هنا بثّت اشاعات وعيرت المسلمين قالوا أن محمد (ص) لا يحترم الأشهر الحرم هنا نزلت هذه الآيات قال تعالى “سألونك عن الشهر الحرام قتالٌ فيه قل قتال فيه كبير” قد يتصور البعض أن الجواب نعم قتال في الشهر الحرام، لكن الآية تقول “قل قتال فيه كبير” المقصود أن القتال في الشهر الحرام جريمة كبيرة وإثم كبير، ولكن ليس القتال فقط جريمة، إنما الصد عن سبيل الله أيضاً والكفر بالله وإخراج أهل المسجد منه هذه جريمة أكبر عند الله.
لمتابعة الحلقة كاملة على اليوتيوب:
https://www.youtube.com/watch?v=obRkokoo-xU