إن الحديث عن أنصار الإمام الحسين (ع) هو حديث عن أفضل الأنصار رتبة وأسماهم مقاماً لا لأنهم قُتِلوا في سبيل الله سبحانه و تعالى بل لأنهم قُتِلوا في مقطع زمني قلَّ فيه الناصر وتهافت فيه الناس على الدنيا ولأنهم كانوا غرباء لا يخالطهم أحد ولا يوافقهم على نهجهم من ذلك الجمع فرد يخاف الله تعالى، ولقد امتاز أنصار الإمام الحسين (ع) دون غيرهم من الأنصار بأنهم كانوا يعلمون بشهادتهم ومتيقنين من عدم بقائهم في الحياة ومع ذلك ذهبوا مع إمامهم موطنين أنفسهم على لقاء الله عز وجل، متدرعين بالقلوب فوق الدروع مستبشرين بما ادّخر الله تعالى لهم يتسابقون على الشهادة، ويوصي بعضهم بعضاً بإمامهم (ع)يتمنون لو أن لهم أكثر من جسد وروح ليبذلوا ذلك في سبيل الدفاع عن إمامٍ صادق اليقين وعن دينٍ سُفكت من أجله الدماء وبذلت المهج وسهرت العيون وتعبت الأجساد، ولكي تتضح صورة هؤلاء الأبطال نستشهد بقول الإمام الحسين (ع)في حقهم إذ يقول: «والله ما رأيت أصحابا كأصحابي».
وفي برنامج “عشرة الباذلين” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية تم تسليط الضوء على أصحاب الإمام الحسين (ع) مع سماحة السيد بهاء الموسوي.
حيث وضح السيد بهاء أننا عندما نتحدث عن مميزات ومواصفات أنصار الإمام الحسين (ع) فبلا شك أننا نتحدث عن قضية تاريخية كما أننا نريد أن نرتبط بسيد الشهداء (ع) بالارتباط الواقعي وكربلاء لا زالت مفتوحة وبما أنها مفتوحة اذاً هي تطلب أنصاراً فكيف يمكن لنا أن نكون كالذين أدركوا ذلك الفتح العظيم مع سيد الشهداء (ع) فعندما نتناول صفات أنصار الحسين (ع) فإننا نريد أن نسقط هذه الأنصار على ذواتنا ونرى هل أنها موجودة عندنا أم ليست موجودة.
وأضاف السيد بهاء أن هناك ثلاث ملاحظات أساسية لكل باحث يريد عن أن يتحدث عن أنصار الحسين (ع) لا بد أن نتطرق لها وهي:
1- أنصار الحسين (ع) مجتمع متنوع الأطياف فيهم من لم يكن هواه علوياً كـ زهير بن القين، وكان فيهم من كان سيداً هاشمياً كأبي الفضل، وكان فيهم من كان أزدياً وأسدياً من مختلف طبقات المجتمع كان فيهم السيد وكان فيهم العبد، كان فيهم الأبيض وكان فيهم الأسود، وكان فيهم الرجل الذي كان يعمل بقالاً وكان فيهم الرجل القرآني الذي كان يعمل عاملاً عالماً وكان فيهم الشيخ الكبير والفتى الصغير.
2- أنصار الإمام الحسين (ع) لم يكونوا متاحين لسيد الشهداء أغلب أنصاره التحقوا به بعد مجموعة من العقبات الكثيرة، ربما يتصور البعض أن أنصار الإمام الحسين (ع) الذين التحقوا به هم الذين خرجوا من المدينة إلى أن وصلوا إلى كربلاء، فبعض الأنصار التحقوا بالإمام الحسين (ع) بعد ان اجتمع مع جيش يزيد كـ حبيب بن مظاهر جاءه وهو محاصر هذه نقطة مهمة ينبغي أن يتأمل فيها الإنسان اذا أراد أن يؤدي تكليفه.
3- كل أنصار الإمام الحسين (ع) أو جلّهم كانوا معذورين عن نصرة الإمام الحسين (ع) سواء كان بالعذر الواقعي أو العذر الشرعي الذي أعطاه الإمام الحسين (ع) لهم ليلة العاشر حين قال لهم اذهبوا أنتم معذورون.
وختم السيد حديثه أن هذه الملاحظات الثلاثة تجعلنا نقف أمام نماذج صناعتها إلهية خاصة بحيث لا يمكن لنا أن نتعامل معهم بشكل عفوي، هذه الصفات الثلاثة تمثلت قبل أن ينصروا الإمام الحسين (ع) موجودة عند كل من يريد أن ينصر الحق.
لمتابعة الحلقة كاملة على اليوتيوب:
https://www.youtube.com/watch?v=V_R0eV5zYGk