الشباب هو الدم الذي يجري في عروق الأمة وهو المحرك كما عبر الدينامو الرئيس للأمم بصورة عامة “بالشباب تُبنى البلدان، وبالشباب تُقام الدول” وتقام وتبنى المجتمعات في كل زمان على مرّ الأيام يُحتفى بشباب كربلاء بين القاسم والحسن وعلي الأكبر (ع)، هؤلاء الذين أصبحوا مشاعل أضاءت طريق الشباب على مر العصور والأزمنة
ونحن في رحاب هذا المنهل العدل من مناهل أهل البيت (ع) والثمرة المقطوفة من سبط النبي (ص) الإمام الحسن المجتبى (ع) نتحدث عن الشباب في كربلاء اليوم والمعوقات التي تعيق الشباب اليوم عن التكامل والبناء والنماء في برنامج “عشرة الباذلين” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية مع السيد بهاء الموسوي.
حيث وضح السيد بهاء أننا عندما نتحدث عن أهم المعوقات التي تعيق الشباب عن أن يكونوا عناصر فعّالة في مجتمعهم ذوات أيدي بناءة ومعطاءة فإن هناك عدة معوقات منها: الإطار الذي يؤطر فيه المجتمع شبابه في كثير من الأحيان واذا تأملنا سنجد أن المجتمعات تختلف بنظرتها إلى شبابها، واذا وجدت مجتمعاً ينظر إلى شبابه نظرة الاحترام والاكرام والتقدير والتبجيل فإن هذا الشباب ستجده بناءً منتجاً فعالاً، مبيناً أن هذا ما نجده في بيوتنا عندما نقارن بين ولد وآخر وعندما نسلط النظرة الإيجابية على ولد من الأبناء دون آخر سنجد أن هذا الذي سلطنا عليه النظرة الإيجابية يُبدع ويثمر وتراه مختلفاً حتى على مستوى حركته داخل المنزل، بينما الذي تنظر إليه نظرة تشاؤمية سنجده إنساناً منكسراً منهزماً لا يوجد لديه ثقة بنفسه.
وأضاف السيد بهاء أن هذه النقطة الأولى التي ينبغي أن نركز عليها عندما نتامل شخصية القاسم سفير الشباب إنه ذلك الشاب الذي خرج على كل الترف الذي كان فيه لأنه كان شاباً في ريعان شبابه وجماله وبهائه وانتقل من هذا العالم إلى عالم الجهاد والقتال والغربة والارتحال، وعندما نتأمل في زمان القاسم (ع) سنجده زماناً مؤطراً بالخذلان والتشاؤم والانكسار والذلة والمهانة، موضحاً أنه عندما يكون الشاب يعيش في ذلك الزمان ثم يخرج عنه وينتفض وينفض كل ذلك الغبر ويلتحق بركب سيد الشهداء (ع) فإن هذه بصمة مشرقة في حياتنا.
وذكر السيد بهاء أن بهذا الزمان الذي نعيشه هناك نظرة تشاؤمية على الشباب سواء كان الشباب المؤمن الذي يريد أن يبني مستقبله الروحي أو حتى على مستوى الشباب المتمدن الذي يريد أن يبني مستقبله المادي، نجد أن هناك كثير من الكلمات التي تشعر من خلالها أن هذا الشاب العراقي المسلم بشكل عام غير محترم وغير مقدر دائماً تحدث المقارنات بين شبابنا وأبناء بلدان أخرى بين الشرق والغرب، بين ما لدى الشاب المسلم وما لدى غير المسلم، هذه النظرة التي نستطيع أن نلحق بها عبارة الإطار التشاؤمي التهبيطي، هذه النظرة اذا استطاع الإنسان أن يكسرها ويخرج منها فإنه قطع نصف الطريق لأنك تسمع كل يثوم هنا وهناك صيحات كثيرة أنك لن تستطيع أن تكون شيئاً.
لمتابعة الحلقة كاملة على اليوتيوب:
https://www.youtube.com/watch?v=1witIsZz_2w