عندما نبحث في واقعة عاشوراء الأليمة نرى فيها جمالاً يخطف الأبصار ويؤنس القلوب ويحير الفكر ويؤجج العواطف تجاه تلك المشاهد الجمالية والأنس يها طويلاً كما نلمس هذه الجمالية في إجابة السيدة زينب (ع) الصريحة والواضحة تهزُّ بها عروش الطواغيت حينما تصف ما رأته من مصائب بأنه شيء جميل “والله ما رأيت إلا جميلاً” رداً على سؤال ابن زياد لها كيف رأيت صنع الله لها بأخيك وأصل بيتك.
وفي برنامج “ما رأيت إلا جميلاً” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية تم تسليط الضوء على واحدة من جماليات عاشوراء وهي “الوفاء” مع سماحة الشيخ ماجد الصيمري.
حيث وضح الشيخ ماجد أن الإنسان وُجِدَ على سطح هذه الأرض و وُجِدت معه غرائز وصفات مختلفة، فهو الكائن الوحيد من بين المخلوقات الذي يمكن تقييمه عن طريقين فالإنسان في واقع الحال يُنظر إليه كمخلوق من ناحية الشكل وهذه النظرة لا تُعبر عن حقيقته لأن الله في كتابه الكريم بآيات عديدة يشير أنه لا ينظر إلى لون الإنسان وجسمه موضحاً أنه في الحقيقة الله ينظر إلى قلب الإنسان هذا القلب الذي يكون إما مجمع للفضائل او الرذائل.
وأضاف الشيخ ماجد أن الصفات التي يسمو بها الإنسان ويتميز عن غيره من المخلوقات، و الواقع هي الفضائل التي يمتلكها الإنسان ولكن في بعض الأحيان تسيطر عليه الرذائل إلى درجة أنه يصبح كما يعبر القرآن الكريم كأن حاله حال الدواب لبأخرى “يأكلون ويتمتعون كالأنعام بل هم أضلُّ سبيلا”.
وذكر الشيخ ماجد أن الإنسان يكون إنساناً في الواقع بما يمتلك من الصفات الحسنة والفضائل،وكل فضيلة من الفضائل يقابلها رذيلة، مضيفاً أن من الفضائل: “فضيلة الوفاء”، فالوفاء عند الإنسان يقابله الخيانة، في بعض الأحيان يكون الإنسان وفياً وفي بعض الأحيان يكون بعيداً عن هذه الصفة، كما أن الوفاء ممدوح يحبه الناس بالفطرة، و حتى الناس قبل الإسلام وقبل أن يُبعث النبي الأكرم (ص) مُدِحَ الوفاء ومن الامثال العربية المعروفة “أوفى من السموأل” هذا رجل ضُرب مثلاً في الوفاء فاعتُبِر قدوة للناس وضرب به العرب مثلاً فكانوا اذا يرون انساناً وفياً يقولون هذا “أوفى من السموأل” إشارة إلى الشاعر السموأل بن عادياء وقصته مع الأمانة التي ائتمنه عليها امرؤ القيس وهكذا.
لمتابعة الحلقة كاملة على اليوتيوب:
https://www.youtube.com/watch?v=dl5vjA9rXtQ