كثير من الناس يكادون لا بعرفون من المعاصي و الذنوب ، إلا ما يدركه الحس، وما يتعلق بالجوارح الظاهرة، من معاصي الأيدي والأرجل، والأعين والآذان، والألسنة والأنوف، ونحوها مما يتصل بغرائز الدنيا للإنسان ولا يكاد يخطر ببال هؤلاء: الذنوب والمعاصي الأخرى التي تتعلق بالقلوب والأفئدة، والتي لا تدخل، فيما تراه الأبصار، أو تسمعه الآذان، أو تلمسه الأيدي، أو تشمه الأنوف، أو تتذوقه الألسنة.
فما علاقة الذنب بالقلب ؟
و هل سبب مرض هذا القلب من جراء ارتكاب العبد لهذا الذنب؟
و هل يعتبر الذنب مرض ويمرض القلب جراء ذلك ويصبح معتل يحتاج إلى علاج؟
هذا ما أجاب عنه الشيخ محمد علي تقي في برنامج “معراج الروح” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية.
حيث أفتتح حديثه عن هذا الموضوع بقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع):”الذنوب داء و دوائهِ الإستغفار وشفاء أن لاتعود” في هذه الكلمات الثلاث لخص أمير المؤمنين (ع) المسألة بأكملها، فتحدث عن الذنب و اعتبرها داء وشمل أفراده جميعاً، و من خلال ذلك نعلم أن الذنوب التي يبتكرها العبد والمعاصي هي جرائم في حق نفسه و ذاته و أنها تلوث قلبه، و تقف عائق امام طريق سعادته وسعادة مجتمعه، لذلك أعتبرت مثل الأمراض الجسدية المادية كالحمى وغيرها تحتاج إلى علاج حتى لاتفتك في الجسد وتقضي عليه .
ونوه الشيخ محمد بأن وجود هذا المرض يتعارض مع وجوده وبقائه في هذه الحياة ، لذلك يسعى الإنسان من الناحية المادية أن يتدارك كل نقص حاصل في المادة أما عندما تنتقل النوبة إلى الروح لايهتم الإنسان إلى ذلك بل يكون مهمل ولا يسعى إلى تحسينه أو بناء علاقة تنقظه من ماهو فيه من هذه الأمراض ،و ربما لايعترف انه في حالة مرضية مع أن العلم الحديث قد أكد من خلال دراسات علمية متواصلة على أن الذنبوب التي يقترفها الإنسان أمراض تعتري وتسوق النفس ،و تلوث الأبدان وهذه المسألة خطيرة جداً تنعكس على سلوك الفرد و على نفسه ضمن جماعة لأنه يعيش في مجتمع يرى نفسه جزءاً منه فيؤثر سلباً أو إيجاباً فيه.
لمتابعة الحلقة كاملة عبر اليوتيوب: