من حديث الشيخ محمد علي تقي في برنامج”معراج الروح” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية.
هناك بعض الذين مارسوا المعاصي في حياة النبي (ص) وخاضوا تجربة الخطيئة، ثم تابوا إلى الله سبحانه وتعالى، وكان في ذلك غفران لذنوبهم، الذين تخلفوا عن الجهاد في غزوة تبوك عندما وصل الخبر إلى رسول الله(ص) بأن إمبراطور الروم يعد جيشاً لغزو المدينة المنورة، بعد أن تعاهد مع بعض قبائل شبه الجزيرة العربية في حرب المسلمين، فأعد النبي(ص) جيشاً لملاقاته خارج المدينة، وعلى أطراف شبه الجزيرة العربية، قبل أن يقوم أمبراطور الروم بغزو المدينة المنورة، لكن بعض المنافقين تخلف عن رسول الله (ص) و هم من المؤمنين بالرسول (ص) لكنهم دفعهم كسلهم وهم: كعب بن مالك، و مرارة بن الربيع، وهلال بن أمية ونحن نعلم أن الهروب من الجهاد من الكبائر، وعندما عاد الرسول (ص) إلى المدينة المنورة كانو نادمين على مافعلوا بحق أنفسهم، وحق دينهم، وحق رسولهم (ص)، لكن النبي (ص) لم يقبل عذرهم لأنه لم يكن هناك سبب وجيه لقبول هذا العذر، و أمر نسائهم و الصحابة بمقاطعتهم لأن هذا العلاج المناسب لمثل هذه الخطيئة.
و لكن هذه القطيعة أثرت فيهم واتفقوا على أن يتركوا المدينة المنورة ويذهبوا إلى أعالي الجبال، وتعاهدوا أن لايكلموا بعضهم بعضاً، وبقوا على هذا الحال مدة خمسين يوماً حتى نزل القرأن بحقهم وذهب الرسول (ص) وقرأ عليهم الآية التالية: بسم الله الرحمن الرحيم “وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ” صدق الله العظيم، أي أن الله سبحانه وتعالى بعد أن تابوا ورجعوا إلى رشدهم وندموا على فعلهم غفر الله بحنانه عليهم ،هذه هي الرحمة الآلهية عندما تكون بعد توبة العبد وعودته إلى رشده….
لمتابعة الحلقة كاملة عبر اليوتيوب: