أنّ حبّ البقاء لازم طبيعي لحبّ الذات، وبما أنّ حبّ الذات من الغرائز الأصيلة، والرغبات المسلّمة في الإنسان، وأنّ كلّ إنسان يحبّ نفسه، فهذا يكون محبّاً لبقائه وخلوده، لأنّ حبّ النفس لا يعني أنّه يحبّ الوجود الآني لنفسه ثمّ لا يشعر بأىّ شعور تجاه مستقبله، بل يعني إنّه يحبّ وجوده في الأزمنة التالية أيضاً وفي كلّ زمان، إنّ الإنسان يرغب بشدة في أن يدوم وجوده ويخلدن فمن الطبيعي أن يكون أوّل وأقرب الآثار التي تترتّب على حبّ الذات هو حبّ البقاء والرغبة في الحياة الخالدة، وكلّ إنسان يمتلك في ذاته هذه الغريزة بالفطرة، وإنّ العلاقة الوطيدة والتلازم بين هذين الحبّين يبلغ حدّاً بحيث لا يوجد من يقرّ بوجود حبّ الذات في الإنسان ثمّ ينكر حبّه للبقاء والخلود.
هذا ماسلطنا الضوء عليه في برنامج”معراج الروح” مع الشيخ محمد علي تقي الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية.
حيث وضح الشيخ تقي أن هناك أعمال للعباد تنقص من أعمارهم و أيضاً تؤدي إلى عدم كمالهم و وصولهم إلى السعادة الحقيقية، وهذه الأعمال التي يقوم بها العبد لها شأن كبير في مسألة بقائه على الحياة مدى أطول أو قصر عمره، ومسألة الحياة أو الموت هي من المسائل المؤرقة بحياة الإنسان كـكائن بشري عاقل، وهي ليست من اختصاص الكائنات العاقلة فهي أمر غريزي في المخلوقات كافة اختص بها الله سبحانه وتعالى.
و أشار الشيخ محمد إلى مثال المكروبات والجراثيم التي تخلق في كل فترة من الزمن مضادات حيوية، أو مايقاوم علاج الإنسان لتبقى فترة أطول، والخالق العظيم هو الذي خلق حب بقائها، لذلك يلجئ الأطباء الى تغيير بعض الجرعات الدوائية كل عشر سنوات ليستطيعوا بلقضاء على المرض، لكن العجيب مقاومة هذه الجرثومة للعلاج، ولاحظ العلماء حتى النباتات عندما يشتعل الحريق في الغابات يبتعد عن النار فهو كائن غير عاقل ومع ذلك فيه حب البقاء، و حب الإنسان للبقاء شيئ تكويني فطري، لكن هل هو مؤهل للبقاء في هذه الحياة؟؟ ، فالظروف المادية التي يعيشها الإنسان وتأثير الليل والنهار، وتالف خلايا الجسد تدل على الفناء، فعندما قال تبارك وتعالى خلقتم للبقاء، يقصد بها البقاء في الأخرة لا للفناء المؤقت ومفارقة الروح وهذه حقيقة حية يعيشها الإنسان…
لمتابعة الحلقة كاملة عبر اليوتيوب: