مارست نقد الفكر الديني -خصوصاً في صورته المتطرفة- منذ سنوات بعيدة، إدراكاً مبكراً مني لخطورة المشروع السياسي لجماعة «الإخوان المسلمين»، والذي يتمثل في حده الأدنى في الانقلاب على الدول العربية العلمانية وتحويلها إلى دول دينية تطبق الشريعة الإسلامية كما يفسرونها، سواء تم ذلك من طريق العنف المسلح أو طريق الممارسة الديموقراطية التي تكفل لهم الغالبية.
هذا ماتطرق إليه الشيخ سلام الربيعي في برنامج”روح وريحان” الذي يعرض على قناة النعيم الفضائية، مع السيد حسين المرعبي، والشيخ محمد الشويلي، والشيخ عادل الذهيباوي.
حيث قال الشيخ الربيعي أنه ثمة أزمات كثيرة و تحديات كبيرة تعصف بالأمة الإسلامية، وتهدد ما تبقى من أمنها و تماسكها و تشوه صورتها، و تعرض حاضرها و مستقبلها للأخطار، من هذه التحديات ما يفرضه الخارج علينا مستعملاً كل أسلحته العسكرية و الأمنية و الاقتصادية الإعلامية السياسية، وهناك نوع أخر من الأزمات و التحديات التي تواجه الأمة و هي تحديات الداخل الإسلامي التي تتحرك على أرضية واقع ممزق متناحر تفتك به الإنقسامات و الخلافات المذهبية و العرقية، وفي ظل غلواء فتنة التكفير وهذه التي تجتاح العالم برمته من شرقه إلى غربه حاصدةً أرواح آلاف الأبرياء من المسلمين في تجاوز صريح لكل القيم الإنسانية و تشويه غير مسبوق لصفاء الصورة الإسلامية.
وأشار السيد المرعبي إلى أن المعيار في تعاملي مع الأخر، كما قال تعالى :بسم الله الرحمن الرحيم “لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم و تقسطوا إليهم، إن الله يحب المُقسطين”صدق الله العظيم، ذكر أن أساس المعايير الإلهية هي المحبة والسلم، مثل قوله تعالى:بسم الله الرحمن “لا إكراه في الدين”صدق الله العظيم.
وأضاف الشيخ الشويلي إلى أن الدولة التي أقامها أمير المؤمنين(ع) كدولة النبي (ص) فهي تقوم على احترام كل فرد في الدولة الإسلامية، حيث ذكر أنه عندما ابتعدنا عن منهج أهل البيت (ع) وعن الأسس التي بناها النبي (ص) واستشرفها أمير المؤمنين(ع) لدولته، وضح أن أول بذرة للفكر التكفيري للخوارج بدأت في أول أيام أمير المؤمنين (ع)، و أنه لولا أمير المؤمنين(ع) بكونه أميراً للمؤمنين ومُطلع على الحقائق لضاعت الأمة في ذلك الوقت بهذا الفكر التكفيري.
ووضح الشيخ الذهيباوي أن قضية وجود هذا النفس التكفيري الذي طرأ على الساحة العراقية و المجتمع العراقي كان مخطط له ومرسوم تواجد هذه النفوس التكفيرية، وأن نتيجة تغذية هذا الفكر المنحرف أدى إلى اتجاه الشباب نحو هذا الفكر، وخاصةً الذي لا يحمل ثقافة دينية وأكاديمية، حيثُ أن علماء السوء كانوا يستهدفوا هذه الفئة من الشباب الذين يعانون من حالة الجهل، وكانوا جزء من حملتهم ومنظومتهم.
لمتابعة الحلقة كاملة عبر اليوتيوب: