توفر مفردة الإصلاح موسوعة قديمة متجددة تم تناولها في الكتب والبحوث والمقالات في زوايا متعددة الدينية والاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية وغيرها…، فلا شك أن مناهج الإصلاح تعتمد على الخلفية الفلسفية والمعرفية التي ينطلق منها المصلح وبالتالي تتحدد إجراءاته وأدواته، بحسب الميدان أو المنطقة التي يعمل بها.
فما هو دور العالم في تشخيص الخلل والفساد؟
وكيف يوظف العلماء علمهم لتصحيح المفاهيم المغلوطة؟
وهل هناك شروط في العلماء المصلحين تميزهم عن غيرهم؟
هذا ماتطرقنا له في برنامج”حوار الأفكار” يعرض على قناة النعيم الفضائية مع الشيخ كامل الباهلي والأستاذ كمال السيد والشيخ سعد الكعبي.
حيث قال الشيخ الباهلي: إن معنى الإصلاح قد لايكون بالمعنى الضيق الذي يعني إصلاح الخطأ أو الفاسد، بل هو في المفهوم الإسلامي يعني بناء الأمة والشخصية والمجتمع والحضارة …، فالشخص المصلح لاينتظر ليكون هناك أخطاء ليتدخل ويصلحها، ولكن هو صاحب المشروع البناء الذي يرمي من خلاله بناء الأمة جماعة وأفراداً، أما مايخص دور العالم في تصحيح الأغلاط، فيجب العودة إلى العلم الذي يعتبر الضمان والكفيل بتحديد الأمة فبدونهم يكون هنالك تخبط وعشوائية وعدم معرفة لما هو صالح، مشيراً إلى أن تشخيص المفاسد تلعب به عوامل كثيرة أخطرها الإعلام المأجور حيث يصورون في بعض الأحيان مخاطر معينة ويروجون لها إعلامياً فيتوجه الشارع باتجاه هذه المخاطر التي يمكن أن تكون وهمية فتصرف باتجاه الطاقات ويكون أبطال المسلسل هم الذين يتوجهون به كالطائفية الذي ظهر بعد سقوط صدام حسين.
كما لفت الأستاذ السيد إلى أن العلم لايصنع حقيقة ولايكشف عن مشكلة أو يحلها ولكن ينبه لها، والعالم المطلوب هو الأخلاقي والرباني والتقي والقريب من أهل البيت (ع) والمفسرين للآيات الكريمة، مضيفاً أننا للأسف لم نهتم كثيراً للحديث النبوي الشريف ( إني تاركٌ فيكم الثقلين).
وأضاف الشيخ الكعبي أن كل عالم هو مصلح في ميدانه والراعي للأمة، الذي ترشح منصبه عن النبوة والإمامة، حيث ينحصر في العلماء الربانيين الذين أنيطت من بعد غيبة إمامنا الشريف، مبيناً أن هناك شروط ينبغي توافرها في العالم الرباني لكي يكون مصلحاً على مستوى الأمة جمعاء، منها، العلم الواسع كالفقه وغيره من العلوم الإنسانية، وليكون العالم عالماً بهذا المستوى ليرعى شؤون الأمة ومصالحها لابد أن ينهل من جميع العلوم ويأخذ القواعد والأسس التي جاءت بها الشريعة السمحاء، أما الشرط الثاني، هو الورع والتقوى والأخلاق والعدالة التي تحصنه من مراعاة شهواته ورغباته في اتخاذ القرارات من أجل تشخيص الخلل.
لمتابعة الحلقة كاملة على اليوتيوب:
https://www.youtube.com/watch?v=FoahE0W56vg