لم تأخذ بضعة النبي المُختار(ص)، حقّها في تُراث الأُمة، كما هو الحال مع بقية أهل البيت(ع)، فلو تتبعنا كُتب الحديث من صحاح ومسانيد وسُننٍ وغيرها، لوجدناها تروي عن النواصب والخوارج، وعن الطُلقاء، عشرات أو مئات الأحاديث، التي تُروى على أساس أنها، عن النبي الخاتم محمد(ص) إضافةً إلى سطحية ما رُوي من أحاديث عن سيرتهم ومكانتهم(ع)، التي أرادوها أن تكون بمستوى مكانة الطُلقاء وغيرهم، من الصحابة والتابعين لأسبابٍ كثيرة، من أهمُها إيهام الأُمة أن أهل البيت(ع)، حالهم كحال غيرهم، وأنّ لا فضل لهم على سائر المسلمين والصحابة، وهذا ما يُخالف الكتاب والسنة، فأهل البيت(ع) أرادهم المولى عزّ وجل، أن يكونوا نموذجاً لجميع البشرية، بما جعل بهم من مكانة ٍ طهرهم بها تطهيرا، والزهراء(ع) رغم أنها ظُلمت كثيراً في حياتها الشريفة، وبعد التحاقها بالرفيق الأعلى الله عزّ وجل، إلّا أن مركزها القدسيّ، ثابت عند من عرف الحقّ، من المُسلمين واتّبعه.
لماذا لم نرى روايات عن أهل البيت(ع)، وخاصةً عن الزهراء(ع)، في حين الزخم للروايات، في كُتب الصحاح والمسانيد، عن الطُلقاء، وأبناء الطلُلقاء وعن الخوارج والنواصب؟
لماذا غُيبت السيدة فاطمة الزهراء(ع)، ولم يُروى عنها، كما روي عن غيرها، من نساء الأُمّة الفواضل، مع أنها بضعة المُصطفى(ص)؟
هذا ما تطرقنا إليه، في برنامج”حوار الأفكار” الذي يُعرض على قناة النعيم الفضائية، مع سماحة السيد حيدر الغُرابي، والشيخ يوسف الكعبي.
أُوضح الشيخ الكعبي، أنه من المؤلم والمُقرح للجفون، عندما تُقلب كُتب صحاح المسلمين، ولا تجد إلّا بضعةٍ قليلة من الأحاديث الواردة عن الزهراء(ع)، فهي شفيعة القيامة والصّديقة الكُبرى، وهي التي كشف النبي(ص)، عن منزلتها، ومقامها، ودرجتها في حياته، وأئمة المسلمين تكلموا عنها كثيراً، وفي ظلّ عدم ذكر روايات وأحاديث الزهراء(ع) في كٌتب الصحاح، فهنا الكلام ذو وجهين، الوجه الأول: أن تكون كُتب الصحاح جاهلة بحقّ السيدة فاطمة الزهراء(ع)، والوجه الثاني أنّ هذا الأمر هو من سياسة الغاصبين، بحقّ الخلافة، ومقام الزهراء(ع)، بالتالي فإنّ الزهراء(ع)، خرجت وكشفت الزيف، والإدعاء، والتستر الذي ادعاه القوم، بعد أن التحق النبي(ص)، إلى الله تعالى.
وأضاف السيد الغُرابي، أن هذه المسألة ليست مُتعلقة بعلم آل البيت(ع)، ولكن عندما نجد التاريخ لآل البيت(ع)، نجد بأن الموقف من المجتمع كان في بداية مشوار آل البيت(ع)، والذي بدأ بعد استشهاد النبي محمّد(ص)، فكان العداء سياسياً، لذا فإن المواقف السياسية التي نهضت بها الزهراء(ع)، ووقفت بها بوجه الأُمّة بأجمعها، لإظهار الحقّ، وضّحت بروحها التي بين جنبيها، في سبيل إعلاء كلمة الولاية والحقّ، بالتالي كانت تعكس الموضوعية، في رفع هذا الدين، وبقولها لكلمة الحقّ، بأنّ النبيّ الخاتم(ص)، عندما كان يريد أن يُفارق هذه الدنيا، لمْ يترك الأُمّة مُهملة، ولكن وضع قيادة شرعيّة، سياسية، ودينية، تتولى بقيادة هذه الأُمّة، وكان قائدها بعد رسول الله(ص)، هو أمير المؤمنين(ع).
لمتابعة الحلقة كاملة عبر اليوتيوب: