لم تكنْ السيدة الزهراء(ع)، بكل ساعات حياتها القصيرة، إلّا مدرسةً مُتكاملة من العطاء في الدنيا والآخرة، فولادتها(ع) كانت عبارة عن تجسيدٍ لإرادة المولى عزّ وجل، حين عمد كُفار قريش، إلى وصف النبي الخاتم(ص) بالأبتر، حتى نزلت سورة مُباركةٌ كاملة بهذا الخصوص، ومن ثم اقتران سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء(ع)، بسيد الأوصياء(ع)، حيث لم يكن هذا محض صدفة، بل كان بأمر الله تبارك وتعالى، حيث أمر رسوله(ص)، أن يزوج النور من النور، فهي(ع) مدخرةً لكُفئٍ، لمْ تكن الأرض تحملُ أشرف منه بعد النبي الأكرم(ص)، وهذه المحطات لا شك أنها للعبرة، لكي تشق الأُمة طريقها على آثرها، إنْ أرادت الدنيا والآخرة معاً.
كيف نربط بين نهر الكوثر في الجنة، وبين الزهراء(ع)، وهل حقّاً أن سورة الكوثر، تخُصّ السيدة فاطمة الزهراء(ع)، أمّ أنها وجه من وجوه التفسير؟
كيف نربط بين نهر الكوثر، وبين ولادة السيدة فاطمة الزهراء(ع)؟
هذا ما سلطنا الضوء عليه، في برنامج”حوار الأفكار” الذي يُعرض على قناة النعيم الفضائية، مع الشيخ صُحيب حبلي، والشيخ عليّ الفوادي.
أُوضح الشيخ حبلي، بأنه لا شك بالرابط بين الزهراء(ع)، وبين الكوثر، هو حديث النبي(ص)، وهو:”كلّ نسبٍ وسببٍ وصهرٍ، مُنقطعٍ إلى يوم القيامة إلّا نسبي وسببي وصهري” فإن الكوثر نهرٌ في الجنة، ولكن إذا نظرنا في أسباب النزول والتوقيت، نرى أنه عندما عيّر النبي(ص) بأنه أبتر، نزلت هذه السورة، وهي:بسم الله الرحمن الرحيم “إنا أعطيناك الكوثر، فصلّ لربك وانحر، إنْ شانئك هو الأبتر”صدق الله العظيم، وكأنّ الله تبارك وتعالى يردّ على المتبجحين بهذا الشأن، في حين أن البعض خالف ذلك، إرضائاً للسُلطان، أو خوفاً من السجن والقتل، أو بسبب الظروف التي كانت، وحبّاً بالمنصب، فلا يمكن أن يكون بقناعاته، وأن يقول غير ذلك، لأنّ الأمر واضح، بالتالي نهر الكوثر، هو السيدة فاطمة الزهراء(ع).
وأشار الشيخ الفوادي، أن البعض أراد أن يحرف هذه السورة عن معناها، التي بسببها نزلت، وخُصّت بها الصّديقة الطاهرة فاطمة الزهراء(ع)، فأراد أن يعوّل وأن يُفسر، أنه غير السيدة فاطمة الزهراء(ع)، وقالوا: أنه نهرٌ في الجنة،لذا فإن كل المُتتبعين للمنصفين من كل المفسرين، وكتب أسباب التنزيل، فالآية صريحة، لا تحتاج إلى تفسير، فإنها، تتحدث عن نهرٍ في الجنة أسمه الكوثر، ولكن ليس هذا المُراد منه في هذه السورة المباركة، وإنما المراد منه، بدليل الآية الكريمة، التي تقول: “إن شانئك هو الأبتر” حيث أن البعض من كبار كفار قريش، كانوا يعيبون على النبي(ص) وقالوا أنه ليس له ذرية، وليس له أولاد، بالتالي الله عزّ وجل، أراد أن يُرسل لهم هذه الرسالة، قالكوثر هو العطاء الذي لا حدود له، وهو الذي لا ينقطع أبداً.
لمتابعة الحلقة كاملة عبر اليوتيوب: